سعاد حسني.. 15 عامًا على رحيل "سندريلا السينما المصرية" والقاتل مازال مجهول!
أيام قليلة وتحل علينا ذكرى وفاة "سندريلا السينما المصرية" الفنانة سعاد حسني، والتى حظيت بنجومية واسعة الانتشار لم تصل لها فنانة أخرى من أبناء جيلها، ورغم رحيلها فى ظروف غامضة فى 21 يونيو من عام 2001؛ إلا أن سر مقتلها مازال مجهول، ولم تصل تحقيقات النيابة لقاتلها حتى الآن.
فى ذكرى رحيلها يستعرض موقع "الفجر الفنى" أهم المحطات الفنية فى حياتها
الشخصية والفنية:
أسمها الحقيقي سعاد محمد حسني البابا ولدت في 26 يناير
عام 1943 بالقاهرة والدها اشتهر باسم حسنى الخطاط كنية عن أنه كان خطاطا كبيرا في الثلاثينات
والاربعينات.
كانت سعاد واحدة من سبعة عشر أخا واختا
معظمهم غير اشقاء، فقد انجب والدها من زوجته الأولى ثمانية، ثم تزوج جوهرة -والدة سعاد-
ورزق منها بثلاث ( كوثر وسعاد وصباح) ثم انفصل الأبوان فتركت سعاد بيت أبيها في منطقة
ميدان الأوبرا لتعيش مع والدتها في شبرا بالقرب من ميدان الخازندار.. وهناك تزوجت الأم
زوجها الثاني ويدعى عبدالمنعم حافظ والذي كان يعمل مفتشا بالتربية والتعليم وانجبت
منه ستة آخرين.
نشأت السندريلا في أسرة فنية مارست الفن
هواية واحترافا، حيث تنوعت مواهب أخواتها بين الغناء والتلحين والعزف والرسم والنحت
ومن بين هؤلاء اشتهرت نجاة الصغيرة كمطربة وعز الدين كملحن.
ففي هذه العائلة الكبيرة التي تتنفس الفن
عاشت سعاد وسط مناخ يتذوق الحرف والكلمة ورأت عن قرب كثيرا من مشاهير السياسيين والفنانين
ورجال الدين والمجمتع وهم يحضرون للبيت لمقابلة أبيها طلبا للوحة قرآنية أو كتابة اسمائهم
بخط عربى جميل كان من بينهم الشيخ محمد رفعت الذي ربطته بوالدها صداقة قوية وعلاقة
روحية طويلة.
بدأت سعاد المشاركة بالغناء بعد أن أكملت
الثالثة من عمرها في برنامج الأطفال الإذاعي الشهير (بابا شارو)، والذي كان يقدمه الإذاعي
الكبير محمد محمود شعبان، وأشتهرت سعاد في هذا البرنامج بغناء مجموعة أغنيات كتبت لها
خصيصا أشهرها تقول ( أنا سعاد أخت القمر.. بين العباد حسني اشتهر).
كان أول من تحمس لرعاية موهبة السندريلا
زوج والدتها.. ففي بيته تعرف عليها الأديب والمخرج والممثل عبدالرحمن الخميسي الذي
كان موعدها معه وكأنه موعد مع القدر، وكان عمرها لم يتجاوز الخامسة عشر، ووجد فيها
صورة وصوتا مميزا، وشعر أنه أمام موهبة فطرية تحتاج لرعاية فنية.
وكان الخميسي في هذا الوقت مهتم بكتابة
مسلسل إذاعي باعتبار الإذاعة كانت -فرس الرهان الرابح- لأن التليفزيون لم يبدأ إلا
مع مطلع الستينات عن القصة الشعبية (حسن ونعيمة) ونجح المسلسل وكانت نعيمة فيه الممثلة
الإذاعية القديرة (كريمة مختار).
وأدرك الخميسي مدى شغف سعاد بالدور فبدأ
يطلب منها تمثيل مقاطع من الحلقات ففكر في تحويل القصة إلى فيلم سينمائي، وبعد نقاش
طويل مع المخرج الكبير بركات.. اقتنع بركات بالوجه الجديد، وحمل شهر مارس 1959 مولدها
كنجمة جديدة في السينما المصرية، وذلك عندما عرض فيلم "حسن ونعيمة" بطولتها
والفنان محرم فؤاد.
تزوجت سعاد حسني في بداية مشوارها الفني
من المصور السينمائي صلاح كريم لكن زواجهما لم يستمر طويلا، ثم تزوجت من المخرج على
بدرخان حيث بدأت قصة حبهما مع تصوير فيلم "نادية"، وكان بدرخان وقتها يعمل
مساعدا لوالده المخرج أحمد بدرخان واستمر زواجهما 11 عاما ثم انفصلا إلا أن انفصالهما
لم يمنع من تعاونهما الفني حيث قدم لها العديد من الافلام من بينها "الراعي والنساء"،
وبعد على بدرخان تزوجت من زكي فطين عبد الوهاب ابن الفنانة الراحلة ليلى مراد إلا أن
زواجهما كان سريا بسبب معارضة والدته ثم انفصلت عنه وتزوجت أخيرا من كاتب السيناريو
ماهر عواد واستمر الزواج إلى أن رحلت السندريلا.
عاشت سعاد حسني رحلة فنية خصبة حافلة بالعطاء
المتميز والمتنوع قدمت خلالها 83 فيلما من بينها إشاعة حب، رجال وامرأة، عائلة زيزى،
المراهقات، صغيرة على الحب، شباب مجنون جدا، الزوجة الثانية، حب في الزنزانة، البنات
والصيف، خلى بالك من زوزو.
وقد حصلت على عدة جوائز منها جائزة أحسن
ممثلة في أول مهرجان للسينما المصرية عام 1971 عن دورها في فيلم " غروب وشروق"،
وجائزة وزارة الثقافة المصرية عام 1986 كأحسن ممثلة عن فيلم الزوجة الثانية، ونفس الجائزة
عام 1981 عن فيلم "أهل القمة".
وفازت بجائزة احسن ممثلة من جمعية الفيلم
في المهرجان الأول للجمعية عام 1985 عن فيلم أين عقلي، والمهرجان الثاني والخامس والثامن
والعاشر عن أفلام: الكرنك، موعد على العشاء، حب في الزنزانة، شفيقة ومتولي.
وقد عانت السندريلا في السنوات الأخيرة
من عمرها من آلام شديدة في العمود الفقري، ففرضت على نفسها العزلة لتعيش آلامها وحدها،
وقد انفقت كل مالها على رحلة علاجها، وبعد أن نفذت مدخراتها عادت إلى مصر ولكن طبيبها
الخاص نصحها بالعلاج في لندن، وقامت بعض الشخصيات العربية بطلب تغطية تكاليف علاجها
مهما تكلف بدون غرض سوى إعجابهم بفنها ولكنها كانت ترفض، حتى صدر قرار بسفرها إلى لندن
لتعالج على نفقة الدولة كنوعا من التقدير العميق للفنانة.
وظلت سعاد في لندن تتلقى العلاج حتى رحلت
عن عالمنا يوم 21 يونيو 2001 عن عمر يناهز 58 عاما، عندما عثر عليها جثة هامدة على
أرضية الجراج الخلفي لبرج ستيوارت تاور بمنطقة (ميدافيل) بوسط لندن والتي لا يزال الغموض
يكتنف حادث مقتلها.