ماجدة خير الله تكتب: "صيام" كانت بداية نجاحه.. و لن يكون "ونوس" أخره
في زمن ما، كان يحيى الفخراني ممثلا في بداية حياته الفنية، ولم يكن قد مضى على ظهوره على الساحة سوى عدة سنوات، قدم خلالها بعض الأدوار التى أكدت موهبته، ولكن لم يجرؤ أحد من المنتجين أن يمنحه بطولة سينمائية ولا تليفزيونية، وكان مسلسل “صيام صيام” الذى تم إنتاجه عام 1981 بمثابة طفرة في حياته في ذاك الوقت، وهو من تأليف صالح مرسى وإخراج محمد فاضل، وحقق نجاحا كبيرا، وضم مجموعة من الوجوه الشابة وقتها، وكان يحيى الفخرانى يقدم شخصية مدير شركة يتمتع بذكاء مغموس بخبث وقدرة على سحق أعدائه وخصومه، بل إنه كان يتبرع أحيانا بالإيذاء لإزاحة هذا من طريقه، أو الانتقام من ذاك لأنه تجرأ على منافسته، وأقنعه أحد أصدقائه المقربين قبل رمضان أن يأخذ هدنة من الشر والصدام مع الزملاء، فينوي الصيام عن الإيذاء، حتى لو قام الآخرون بالكيد له، ويعاهد صيام نفسه ويتحداها على أن يفعل ذلك. ورغم كثرة الطعنات التى تلقاها من الخصوم لإدراكهم أنه فى فترة هدنة من الشر، إلا أنه ينجح فى أن يستمر لنهاية الشهر وهو صائم عن كل ما يغضب الله.
ورغم نجاح المسلسل، كانت التحديات أمام الفخراني كبيرة، فهو لا يحمل مواصفات فتى الشاشة الحبّيب العاشق، وكان واضحا أنه لن يتمكن من منافسة نور الشريف ولا محمود يس أو حسين فهمي (فرسان سينما السبعينيات والثمانينيات).
وفي لقاء ما جمع بين يحيى الفخرانى ويوسف شعبان، قال الأول للثاني: “خليك في الأدوار الثانية.. هذه نصيحتي لك”، ونظر له الفخراني بلا أي انفعال وقال له: شكرا على النصيحة، ولكن في الحقيقة.. رأيك لا يهمني!
والغريب أن رحلة صعود الفخراني، بدأت بعد هذا اللقاء، بينما توقف ناصحه عن التقدم خطوة للأمام، وكانت “ليالي الحلمية” نقلة في مسيرة حياته، أعقبتها أعمالا لا تقل تميزا، حتى أصبح اسمه الجواد الرابح فى عالم المسلسلات التلفزيونية، وقد توقفت مسيرة كل منافسيه، وبقي هو فى حالة فريدة من التألق المدهش، واعتقد أن “ونوس” لم يكن لينجح بدون طلة وبريق وموهبة الفخرانى.