لماذا ارتبط "الفشار" بمشاهدة أفلام السينما في العالم؟

الفجر الفني

ارتباط أكل الفشار
ارتباط أكل الفشار بمشاهدة السينما


الفشار، الشامية، النفيش، البوشار، أو الشوش كلها أسماء للشيء ذاته وهو الذرة المفرقعة بالحرارة، ومهما اختلفت طريقة تقديمه سواء بالملح أو الشوكولا أو الكراميل فدائما ما يكون له مذاق خاص عند مشاهدة فيلم مثير، خاصة في السينما، ومن هنا ارتبطت مبيعات شباك العرض بالفشار.

تعتبر أمريكا هي التي عرفت العالم على تلك العادة، ارتباط أكل الفشار بمشاهدة السينما أو التلفزيون، ولكن للتعرف على تاريخ الفشار يعود الزمن إلى 3 آلاف عام قبل الميلاد حينما تم اكتشاف نبات الذرة من قبل الهنود على الأراضي الأمريكية اللاتينية حاليا.

وكان أول ظهور لنبات الذرة على الشاطئ الغربي لدولة بيرو الآن، حيث كان يشكل الغذاء الرئيسي لسكان بيرو من هنود أمريكا الجنوبية، وكانوا هم أول من ابتكر تصنيع الفشار من حبات الذرة، عن طريق وضعها على حجر ساخن، ليقدم بعد ذلك في أوانٍ فخارية.

وتعرف الأوروبيون على الفشار عندما قدمه لهم الهنود ترحيبا بهم عند غزوهم للقارة، وأصبح منذ ذلك الوقت أحد وسائل التسلية عند سكان أوروبا المهاجرين لأمريكا، ولكنه ظل محصورا في إطار ضيق، وظل الفشار على وضعه ليبدأ مع نهاية القرن التاسع عشر في أن يصبح شعبيا ويقدم على أكله الكثيرون في العالم.

خرجت أول ماكينة لصناعة الفشار إلى النور عام 1885، ليصبح المواطنون الأمريكيون هم أول من قدم الفشار في الشوارع كنوع من أنواع التسلية، ومع ظهور السينما بعد 10 أعوام وضع التجار ماكينة لصناعة الفشار أمام كل دار من دور العرض السينمائي، لكن مع السينما الصامتة لم يكن أحد يود أن يسمع أصوات "خروشة" أكل الفشار داخل صالات العرض، التي كان زوارها في ذلك الوقت من أعلى طبقات الأمة.

بدأ عرض الأفلام الصوتية في السينما عام 1927 لتأتي بعد عامين فقط أزمة الكساد العظمى في الفترة بين 1929 إلى 1933، والتي صاحبها هجوم كبير من قبل جميع فئات الشعب على دور العرض باعتبارها أرخص وسائل الترفيه الموجودة التي قد تنسيه حزنه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ففي الوقت الذي كان يصل فيه عدد رواد السينما في الأسبوع بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1925 إلى 25 مليون مشاهد، كانت تمتلئ صالات العرض السينمائي في قمة الأزمة الاقتصادية عام 1932 بحشود تصل إلى 90 مليون مشاهد أسبوعيا، أي تقريبا 4 أضعاف.

وقرر أصحاب دور العرض بيع المأكولات والمشروبات داخل السينما لزيادة مكاسبهم ومساعدة أصدقائهم للعمل وكسب المال، ومن هنا دخلت ماكينات الفشار إلي دور العرض، حتى أصبح أكثر من نصف منتج الفشار على مستوى أمريكا بالكامل يتم بيعه في دور السينما.