الأحد.. نظر دعوى وقف برنامج رامز يلعب بالنار
حددت محكمة القضاء الإداري جلسة الأحد القادم لنظر الدعوى رقم 57802 لسنة 70 ق التي أقامها الدكتور سمير صبري المحامي بطلب الحكم بوقف برنامج رامز يلعب بالنار وقال صبري في دعواه : أن أطباء علم النفس اتفقوا على أن مثل هذه البرامج تتسبب في العديد من الأضرار الصحية والنفسية الخطيرة وكلها برامج ومن أولها برنامج رامز جلال تعتمد أساسا على خداع الضيوف وإرعابهم عن طريق تعريضهم إلى قدر عالي من الخوف والقلق والضغط النفسي وقد يصل الأمر إلى إصابتهم باضطراب نفسي شديد يتحول إلى إرهاب أو فوبيا مدى الحياة من النار أو الطيارة أو الوسيلة المرعبة التي يتم استخدامها .
كما أكدوا أن هناك أضرارًا قد تصيب ضيوف البرنامج على المدى القريب ، مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب وزيادة معدل التنفس والانهيار العصبي . وإذا كان الضيف مصابًا بمرض ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل القلب ، فإن خطر إصابته بأزمة قلبية وارتفاع شديد في ضغط الدم قد يؤدى للإصابة بنزيف أو جلطة المخ (السكتة الدماغية)، وقد يصل الأمر للوفاة ، وأضافوا أن تأثيرات برامج الرعب والخوف تمتد لتؤثر على المشاهدين أيضا.
حيث تتسبب في نشر العنف بالمجتمع وجعل الأشخاص يصابون بتبلد المشاعر لأنهم يرون ممثلاً مشهورًا ويحبونه يعذب شخصًا آخر أمام أعينهم وسط الضحكات ، وهو ما يسلب الإنسانية من المشاهدين وينشر السادية ، وهى تعني الاستمتاع بتعذيب الآخرين ، وأضافوا أن الإعلام له دور تربوي والمواد الإعلامية تعتبر نوعًا من التعليم ، وأغلب الناس يكتسبون ثقافتهم ومعرفتهم منه ، وعرض هذه المشاهد قد يجعل المراهقين والأطفال يقومون بتقليد هذه السلوكيات وقد يؤدى ذلك لعواقب لا يحمد عقباها ، لأنهم لن يستطيعوا السيطرة على الحرائق والمقالب التي سيقدمون عليها من باب التقليد ، كما يعرض ذلك الشباب للإصابة بالسلبية والجحود والاستهتار بمشاعر الآخرين ، وقد يجعلهم لا يستجيبون لمساعدة الأشخاص عندما يرونهم يتعرضون للمخاطر ، هذا من جانب ومن جانب آخر إن برنامج رامز بيلعب بالنار والبرامج التي على شاكلته في منظور الشرع حرام شرعا
والدليل على ذلك عدة أمور: أولها الخديعة فإنهم يكذبون على الضيوف ويوهمونهم بأن الرحلة طبيعية وليس فيها ما يزعج ، وهم في الواقع يبيتون النية بأنهم سيضعونهم في وضع يحدث لهم رعبا وهذا مرفوض شرعا فـالشرع يحرم أن يفعل الإنسان أي شيء يخيف إنسان آخر لدرجة أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن أن يشير الإنسان في وجه آخر حتى ولو كان مذاحا . وإن هذه البرامج تؤدى إلى الضرر بالضيوف بل قد يصل إلى أنه قد يفقد الضيف حياته إذا كان يعانى من أمراض معينة ، ومن الأحكام الثابتة ثبوتا يقينيا في الشريعة تحريم الضرر بالفرد أو بالجماعة أو بالدولة أو بالإنسان نفسه ، بل إن منع الضرر يسرى أيضا على الحيوان ، وهذه إحدى القواعد الكبرى التي يرتكز عليها الفقه الإسلامي ، وهى قاعدة منع الضرر وتستند هذه القاعدة إلى قوله صلى الله علية وسلم (لا ضرر ولا ضرار).
بل إن القرآن الكريم سبق السنة في تقرير هذه القاعدة ، فنجد آيات كريمة في مواضع متعددة تنهى عن الضرر منها قول الله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) ، وقوله عز وجل (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) ، وأكثر من ذلك يبين المولى جل وعلا أنه في مجال الأعمال الخيرية لا يجوز فيها الإضرار بالغير ، ويتبين ذلك من قوله تعالى عندما تكلم عن الوصية مع أنها عمل خيري قال (غير مضار)
كل هذه الأمور تبين أن هذا العمل يدخل قطعا في باب المحرمات ، وبجانب ذلك أنه عمل شاذ فنيا فالمفروض أن تكون الفنون مدعاة إلى إدخال السرور في نفوس الناس دون إضرار بالآخرين ، أو تعالج موضوعا اجتماعيا أو تثرى فكر المشاهد أو متلقي الفنون عامة بالثقافة النافعة".
وان هذه البرامج تدفع بعض الضيوف المشاركين إلى التهور العصبي والأخلاقي والاندفاع إلى سباب وشتم القائمين بهذا العمل الشاذ البعيد عن كل وصف فني ، ولقد نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الأخلاق السيئة البذيئة (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) ، وفي دعواه تمسك صبري بإصدار حكم واجب النفاذ بمسودته بوقف برنامج رامز يلعب بالنار .