مواقف وطنية للفنانة الراحلة نادية لطفي
بعد مسيرة فنية طويلة امتدت لأكثر من 30 عاما قدمت خلالها الفنانة الراحلة نادية لطفي العديد من الأعمال الفنية المتميزة والتي لها بصمة فريدة في تاريخ السينما المصرية من أدوارمتنوعة أتقنتها وأبدعت في أدائها.
كان للراحلة نادية لطفي أيضا مواقف وطنية يخلدها التاريخ في ذاكرة المصريين والوطن العربي وكان أبرزها وقت العدوان الثلاثي عام 1956 حيث تطوعت في التمريض وقامت بتسجيل أربعين ساعة في القرى والنجوع لتجمع شهادات الأسرى.
وفي حرب أكتوبر 1973 قامت بالفعل بنقل مقر إقامتها إلى مستشفى القصر العيني حتى تقوم برعاية الجرحى فبدأت يومها بالذهاب إلى المستشفيات كالمعادي العسكري والقصر العيني وبهدف التخفيف من معاناة المصابين وكانت تحمل معها أقلام وأوراق وتكتب الخطابات التي يمليها عليها الجنود وتتولى بنفسها توصيل الخطابات لأسر وعائلات المقاتلين وكانت تجلس مع الأبطال البسطاء وتسألهم عن أمهاتهم وأشقائهم وما يخصهم، ويحكون لها ما يفعلونه في الحروب ورغبتهم في العودة إلى الجبهة مرة أخرى.
كما طلبت الفنانة من وزير الثقافة يوسف السباعي حينها أن يخصص زاوية يوميًا في الصحف بهدف جمع التبرعات وقامت بنفسها بطبع قسائم وجمع تبرعات من المصانع والشركات وتسليمها للدولة.
وقامت بتسجيل فيلم وثائقي مدته نصف ساعة اسمه جيوش الشمس وكانت تمثل دور المتطوعة ويحتوي الفيلم على مشاهد حقيقية من العبور العظيم من إخراج شادي عبد السلام وإنتاج مركز الفيلم التجريبي التابع لوزارة الثقافة وتم تصوير الفيلم في حدائق المستشفيات والجرحى يتماثلون للشفاء.
و في عام 1982كانت من أبرز مواقفها الوطنية المساهمة في كسر الحصار الإسرائيلي عن المقاومة الفلسطينية في بيروت والتنديد بالاحتلال الصهيوني الغاشم ودعم صمود مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ضد المذابح الوحشية للجيش الإسرائيلي وأثناء ذلك تقابلت الفنانة بالكثير من المثقفين المصريين في بيروت يتسموا بالصمود مع الوجع الفلسطيني.
وقام بتكريم الفنانة الراحلة الرئيس الراحل ياسر عرفات حيث أهداها شاله الشهير وقامت الفنانة بتصوير الذي حدث في الحصار وقامت القنوات العالمية بالنقل عنها وكانت مقولتها الشهيرة في ذلك الوقت " مستعدة أدخل في حيطان ونار مش بس حصار" وقال عنها أيضًا الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة " نادية لطفي امرأة شجاعة عندما زارتنا في حصاربيروت عام 1982، وظلت طيلة الحصار حتى خرجت معنا في سفينة شمس المتوسط اليونانية إلى ميناء طرطوس السوري".
وأثناء غزو العراق في عام 1990 قامت الفنانة نادية لطفي بتصوير جميع أيام الغزو من خلال الشاشات وتمتلك في منزلها مئات التسجيلات وتعتبرها وثائق لا يمكن لأي جهة أن تتدخل فيها.
كما أكد الكاتب أيمن الحكيم وكان من أقرب الكتاب للفنانة الراحلة خلال سنواتها الأخيرة انه كان في مخططاتها رفع دعوى قضائية ضد جهاز الموساد الإسرائيلي حيث سرب الموساد خبرًا بتعاون الفنانة وأخريات مع الجهاز وذلك بهدف تشويه سمعة فنانات يبغضن وحشية العدو ضد الشعب الفلسطيني.
وفي عام 2003 حسب وسائل إعلام محلية كانت تخطط الفنانة الراحلة نادية لطفي لأن تصدر كتاب وثائقي يسجل الحروب التي حدثت في الوطن العربي منذ عام 1956 وحتى عام 2003 مع بدء الحرب الأمريكية على العراق.
وطوال مشوار حياتها أكدت خلاله الفنانة الراحلة نادية لطفي ان الفنان الحقيقي لا بد أن يكون له دور وطني ودور بارز في خدمة المجتمع خاصة وقت الحروب والأزمات.