خالد حميدة للفجر الفني:" لا أفكر في التمثيل وهذا ما ألهمني لفكرة الأرشفة"
أحد المهتمين بحفظ وتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر. يركز على أرشفة وتوثيق الأعمال الفنية والشخصيات التي تركت بصمة في تاريخ الفن المصري. يسعى من خلال مشاريعه إلى الحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة، مستخدمًا التكنولوجيا الحديثة في الأرشفة الرقمية. هو شخصية شغوفة بحفظ التاريخ، ويمتلك رؤية لدمج الأساليب التقليدية مع التقنيات الحديثة لضمان أن يبقى تراثنا الثقافي حيًا ومعروفًا عبر الزمن، حديثنا اليوم عن خالد محمود حميدة هو ابن الفنان محمود حميدة وزوج الفنانة بشرى
حاور الفجر الفني خالد حميدة الكثير من الأمور الهامة حول الأرشفة والترميم ودعم مهرجان القاهرة السينمائي للفكرة وغيرها من الأمور الأخرى وإليكم نص الحوار:-
لدي سؤال بخصوص ما حدث اليوم، هناك بعض الالتباس حول مشروع الترميم والأرشفة، هل يمكنك توضيح الأمر؟
أكيد، أريد توضيح شيء بخصوص هذا الموضوع. اليوم، خلال الندوة، كان هناك بعض اللبس. نحن نتحدث عن أرشفة الأفلام نفسها، عن المواد الخام للفيلم. هذا شيء جديد بالنسبة لنا، لكنه جزء من أجندتنا المستقبلية. واليوم، من خلال هذه الندوة، تعرفت على أشخاص يمكنهم مساعدتي في تحقيق هذا الهدف.
مشروعنا يركز أولًا على أرشفة الأشخاص نفسهم؛ ليس فقط الفنانين، بل أي شخص له تراث ثقافي أو فني يمكن توثيقه. نحن نوثق الصور الخاصة بهم، الجوائز التي حصلوا عليها، وسيرهم الذاتية. نقوم أيضًا بإجراء تحسينات رقمية للألوان وترميم المواد، لكن ترميم الأفلام نفسها هو أمر جديد بالنسبة لنا. نحتاج إلى خبرات متخصصة من الآخرين، والتعاون معهم سيمكننا من دمج جهودنا مع هذه الجهات المتخصصة في المنصة التي نعمل عليها، ونحن سنتولى الإشراف للتأكد من أن الأمور تسير كما ينبغي. لدينا شركاء متنوعون لتحقيق هذا الهدف الكبير، والذي لا يمكنني تحقيقه بمفردي
حدثنا ما الذي ألهمك لفكرة الأرشفة وعن بعض اللقاءات التي كانت مهمة لمشروعكم؟
منذ نحو شهرين، كنت في الإسكندرية في حدث "تكني سامت"، وكانت هناك ندوة حضرها وزير الاتصالات، حيث قدمنا مشروعنا وتحدثنا عنه. التقيت هناك بشخص رائع، يمتلك واحدًا من أكبر أرشيفين في مصر، واسمه الأستاذ مكرم سلامة. زرته في منزله، حيث يحتفظ بأرشيفه الضخم. للأسف، أبناؤه يعيشون خارج البلاد، وهو يعيش مع زوجته فقط. بعدها بدأت في التفكير بجدية في كيفية ترميم هذا النوع من المواد.
كما التقيت أيضًا بالأستاذ محمد بكر والأستاذ حسين بكر، اللذين يمتلكان أرشيفًا كبيرًا وقدما لنا الكثير من المعلومات في مهرجان الجونة. بالنسبة لي، الوصول إلى أفلام مهمة من خلال هؤلاء الأشخاص هو إنجاز كبير. واليوم كان التأكيد على أنني يجب أن أكون جزءًا من هذا المشروع.
ما هي التحديات التي تواجهكم في هذا المشروع؟
أواجه تحديات يومية. تقريبًا أشعر بأنني أسقط كل يوم، لكنني أحاول أن أنهض مرة أخرى وأستمر في العمل. التحدي الأكبر هو أن أوصل اهتمامي وحماسي للمشروع للآخرين. بعض الناس لا يرون أهمية الموضوع، وربما لأنني لا أبحث عن المال فقط، ولكنني أطمح لشيء أكبر، يتعلق بحفظ تراثنا الفني والثقافي. أؤمن بأهمية التوثيق الرقمي لأنه سيكون السبيل الوحيد للتعرف على تراثنا إذا اختفى كل شيء آخر.
أحاول باستمرار توعية فريقي وتدريبهم، وإذا وجدت أن شخصًا لا يشارك نفس الرؤية، أضطر للبحث عن بدائل. أعتقد أن الفرص موجودة دائمًا، لذلك أستمر في المحاولة وأبحث عن الأشخاص المناسبين للمشاركة في المشروع.
كيف دعم مهرجان القاهرة السينمائي مبادرة الأرشفة الخاصة بكم، وهل كان للفنانة بشرى دعم خاص من ناحيتها لكم؟
مهرجان القاهرة السينمائي دعمنا كثيرًا. في كايرو إندستري ماركت، وفروا لنا منصة صغيرة تمثل المحطة الأولى لتوثيق المواد. دعمهم جاء بمبادرة منهم، لم نطلبه بأنفسنا، وهذا شيء يسعدني جدًا. الأستاذ حسين فهمي والأستاذ عصام زكريا قدموا لنا دعمًا كبيرًا، وساعدونا في التواجد على المسرح اليوم للحديث عن الندوة. كانت تجربة جميلة جدًا.
بالإضافة لذلك، الأستاذة بشرى، المنتمية إلى عائلة فنية، قدمت لنا دعمًا كبيرًا. لديها جزء كبير من أرشيفها الفني مُجهز رقميًا على أجهزة الكمبيوتر، وقد ساعدتنا في تجهيز المواد. إنها جزء من الفريق كمستشارة، تقدم لنا النصائح وتتواصل مع الأشخاص المناسبين لنقل المعلومات بطريقة مختلفة. أنا ممتن جدًا لوجودها معنا لأنها تكمل الجزء الذي لا أجيده، وهو الجانب الفني، بينما أركز على الجانب التكنولوجي.
هل فكرت في دخول عالم التمثيل؟
لا، على الإطلاق! التمثيل ليس مجالي. أنا وُلدت في عائلة فنية، لكنني لم أكن أبدًا شغوفًا بالتمثيل. تركيزي هو على التكنولوجيا والكمبيوتر، وهذا هو المجال الذي أجيده وأرغب في تطويره.