هكذا اقتحم محمد علي كلاي عالم الغناء والتمثيل!
لم يتفوق الراحل محمد علي كلاي في مجرد الملاكمة التي حصل فيها على بطولة العالم 3 مرات، ولكنه كان مناضلا ومحبا للفن، سواء كان غناء أو تمثيلا، بل إنه جسد شخصيته في فيلم "الأعظم" عام 1977، وكان صديقا لفريق الروك الشهير "بيتلز"، كما أنه وصل إلى قمة المسارح العالمية في برودواي.
في 12 ديسمبر 1969، ظهر محمد علي كلاي على مسرح برودواي بمدينة نيويورك الأمريكية، في مسرحية كوميدية غنائية اسمها "باك وايت"، ولم يمثل كلاي فقط كأحد شخصيات العمل بل غنى على المسرح أمام الجماهير الحاضرة.
واضطر كلاي للجوء إلى العمل بالمسرح بعد رفضه الامتثال لأمر تجنيده بالجيش الأمريكي من أجل حرب الفيتنام، فحكم عليه بخمس سنوات في السجن، وسحب منه لقب بطل العالم، ولكنه فلت من العقوبة مقابل 10 آلاف دولار أمريكي، وهو ما دفعه لقبول عرض المسرحية الغنائية فورا.
ومسرحية "باك وايت Buck White" كانت من إخراج ناشط الحقوق المدنية أوسكار برون جونيور، وتدور أحداثها حول الدفاع عن الحقوق المدنية للسود في المجتمع الأمريكي، حيث تحكي عن 5 أعضاء في منظمة تدعى "القوة السوداء" للدفاع عن حقوق السود، وانتهجت إطارا كوميديا لانتقاد سياسة التمييز ضد السود.
وما جعل محمد علي مناسبا في الدور بدرجة كبيرة، هو أن الشخصية التي كان المطلوب تجسيدها تشبهه تماما، حيث يجتمعان في إرادتهما للدفاع عن حقوق السود بالولايات المتحدة، وهو ما فعله كلاي بتأييده ومشاركته لمالكولم إكس ومارتن لوثر كينج المدافعين عن حقوق السود قديما.
لم تلق المسرحية رواجا كبيرا نظرا لأن رسالتها سياسية إلى حد كبير ما جعلها مادة ثقيلة على جمهور برودواي حينها، والذي كان معتادًا على المسرحيات الغنائية الخفيفة.