"السادات" يصدر قانونًا بعدم هدم المسارح والسينمات.. والدولة تضرب به عرض الحائط
ما الفن إلا فنانون يحملون موهبة وتاريخ كبير يحفرون أسمائهم في ذاكرة التاريخ، ولكن ليس فقط ذلك، ولكن هناك أماكن فنية تعد جزءا أصيلا من التراث الفني لأي دولة، فالمسارح التي يقف على خشبته كبار نجوم زمن الفن الجميل، ودور العرض السينمائية التي تعرض أبرز الأفلام المصرية، أيضا من علامات وملامح الفن المصري، فمثلما يُهمل نجوم زمن الن القديم، تُهدم تلك المسارح ودور العرض السينمائية.
أراد الرئيس محمد أنور
السادات، أن يحفظ لهيبة المسارح القديمة والسينما، مكانتهم، فأصدر قانونا عام
1980، يجرم فيه هدم أى مبنى فني، إلا في حالة أن يتم بناء واحدا بديلا له في نفس
المكان، فكان معروف عن الرئيس الراحل أنه من محبي الفن والفنانون، وخرج رواد
المسرح وقتها، مهللين لهذا القانون، حيث
اعتبروه خطوة قانونية تحفظ لهم بيوتهم الفنية، وأماكن ميلادهم فنيا.
جاء عهد الرئيس الأسبق
محمد حسني مبارك، ونظرا لكثرة وهيمنة رجال الأعمال، فتم تغيير القانون،
واكتفى بفرض مبالغ مالية على من يهدم مسرح أو دار سينما، وبذلك أصبح من السهل
هدمهم، وهدم معهم تاريخ وثاقفة حضارة فن دولة كبيرة مثل الدولة المصرية، ومن حينها،
أهملت السينمات هدمت المسارح، مستغلين القنوان الجديد وهو دفع غرامة مالية فقط.
وزاد الأمر سوءا، خلال
الأيام الماضية تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لمسرح السلام
بالإسكندرية، الذي تم هدمه، لتقيم وزارة الدفاع بدلا منه مشاريع استثمارية، وخرجت
وزارة الأثار من خلال خبراء بها وأكدوا أن المسرح ليس له قيمة اثرية وأنه مبنى
تابع للقوات المسلحة يتم تأجيره، فالمسرح الذي عرض فيه "الواد سيد
الشغال"، و "ريا وسكينة" و "شاهد مشافش حاجة"، و"شارع
محمد علي"، وأوبريت "الليلة الكبيرة" وشهد ظهور المخرج الكبير شريف
عرفة، بات مبنى عاديا يتم تأجيره.
ونذكر أن الإسكندرية،
شهدت منذ ذلك الحين أيضا هدم مسرح "الهمبرا" فى محطة الرمل، الذي شهد حفلات
أم كلثوم، وعرضت فيه مسرحية مجنون ليلى للشاعر أحمد شوقى، من إخراج عزيز عيد الذى يعتبر
أكبر رواد الإخراج وتم منح تسهيلات للهدم وبناء برج سكنى مكانه.