الأهرام تصدر المجلد الأول من مقالات "هيكل"
تقدم مؤسسة الأهرام هذا السفر الجليل كأول مجلد من مقالات الأستاذ محمد حسنين هيكل المنشورة فى جريدة الأهرام؛ ويضم هذا المجلد بين دفتيه المقالات المنشورة من عام 1957 حتى عام 1959؛ وهى مقالات نشرت تحت عنوان بصراحة وبعض التحقيقات كانت تنشر تحت عنوان ثابت "تحقيقات يكتبها محمد حسنين هيكل"؛ كما نشر الأستاذ هيكل خلال تلك الفترة بضع مقالات فى صفحة الرأي ترد أيضا بين دفتى هذا المجلد.
وحين قَدِم الأستاذ هيكل إلى الأهرام كان مشغولا بترتيب البيت الأهرامى من الداخل؛ إذ أن الرجل كان قد قطع على نفسه عهدا أمام آل تقلا بأن ينتشل الأهرام من أزمة كان يمر بها؛ فقد أخذ على عاتقه إنجاز هذه المهمة لذلك فإنه لم يبدأ الكتابة فور توليه مقاليد القيادة فى الأهرام، ولانشغال الأستاذ هيكل بقضايا الأمة العربية واقترابه من المطبخ السياسي وعلاقته الوثيقة بالقائد جمال عبد الناصر، فإنه كان ما ينشغل كثيرا عن كتابة مقالاته فى الأهرام؛ لذلك لا غرو أن هناك بعض الفجوات الزمنية بين المقالات فلم يكن الأستاذ هيكل يكتب بشكل يومى أو أسبوعى متواتر.
إن هذا المجلد ليس الهدف منه نشر أعمال الأستاذ هيكل فحسب؛ بل هى معين ينهل منه الباحثون فى حقل اللغة قبل حقل السياسة والتاريخ والإعلام؛ ذلك أن هيكل ساحر من سحرة البيان أو "ساحر الأبجدية"، كما جاء فى كلمة أحمد النجار التي قدم بها للكتاب.
والكتاب بعد، يؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ الأمة العربية وتاريخ تحرر شعوب العالم الثالث في خمسينيات وستينيات القرن العشرين؛ فهو بعد يخلد تاريخا سياسيا واقتصاديا وحلقة مهمة من حلقات المسيرة البشرية نحو تحقيق قيم العدالة والمساواة والنهوض بالقيم الإنسانية.
ويضم هذا المجلد أكثر من 50 مقالة جرى عرضها وتقديمها بحسب تاريخ نشرها فى الأهرام، ترتيبا من الأقدم للأحدث؛ ويرد مع كل مقالة تاريخ نشرها فى الجريدة.
وقد تعمد الناشر (مركز الأهرام للنشر) أن ينشر المقالات كما هي وكما وردت على صفحات الأهرام، حتى دون أن يضيف أو يحذف مجرد علامة ترقيم واحدة؛ والهدف من ذلك أن يكون المجلد شاهدا تاريخيا وأثرا باقيا ودليلا على مرحلة مهمة في تاريخ الصحافة المصرية؛ واحتراما لحق القارئ في أن يرى الصورة كما هي بالأبيض والأسود دون أدنى تدخل.