في ذكرى 23 يوليو.. العندليب وأم كلثوم يمجدان "عبدالناصر" و"الله معنا" فيلم الثورة الممنوع من العرض
"اجتازت
مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان
لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب
فلسطين" بهذه الكلمات أصدر الضباط الأحرار بزعامة اللواء محمد نجيب، بيان
ثورة 23 يوليو للشعب المصري عام 1952، التي نتج عنها الإطاحة بالملك فاروق الأول،
وإقامة جمهورية مصر العربية، وبداية عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وتحل اليوم السبت، الموافق 23 يوليو، ذكرى اندلاع ثورة
يوليو عام 1952، التي ما زالت عالقة في أذهان المصريين، وجسدتها السينما عن طريق
أفلام وطنية شاركت في ترسيخ تفاصيل ثورة 23 يوليو لدى الشعب المصري والعالم، فضلًا
عن وجود العديد من الأغنيات التي اشتهرت في تلك الفترة عن ثورة يوليو، وعن الدور
الذي قام به الرئيس جمال عبدالناصر، قائد الثورة وقتها.
قدم العندليب الراحل عبدالحليم حافظ، العديد من الأغنيات الوطنية التي اعتبرت تمجيدًا لثورة 23 يوليو، وحملت معظم كلماتها الثناء على دور الرئيس جمال عبدالناصر، في قيادة الثورة ومن بعدها الحكم في مصر، ورددها الشعب المصري بأكمله، ومن أشهر أغنيات العندليب عن ثورة يوليو "العهد الجديد" التي أصدرها عام 1952، ويعتبر أول نشيد وطني من كلمات محمود عبدالحي، وألحان عبدالحميد توفيق زكي.
وهنأ عبدالحليم حافظ، الرئيس الراحل جمال عبدالناصر،
بأغنيته الشهير "إحنا الشعب" عقب توليه حكم مصر، واعتاد العندليب على
غنائها في ذكرى الثورة من كل عام، وهي من كلمات صلاح جاهين، وألحان كمال الطويل،
وفي الذكرى العاشرة لثورة يوليو عام 1962، قدم العندليب أغنية "مطالب
شعب" والتي عبرت عن بعض مطالب المصريين وقتها، وردد الشعب المصري كلمات
الشاعر صلاح جاهين، في أغنية "صورة" بصوت العندليب، وألحان كمال الطويل
عام 1966.
بالرغم من تصدر الفنان عبدالحليم حافظ، قائمة الأغنيات
الوطنية في مصر عقب ثورة 23 يوليو، ومنحه لقب "صوت الثورة" وقتها، ظهر
على الساحة أغنيات وطنية مؤثرة لكوكب الشرق أم كلثوم، أبرزها أغنية "والله
زمان يا سلاحي" عام 1956، وقرر "عبدالناصر" تحويلها إلى نشيد وطني
لمصر، وقام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بتغييره إلى نشيد "بلادي
بلادي"، وتسبب تأييد أم كلثوم، للملك فاروق، في منع إذاعة أغنياتها الوطنية
عن ثورة يوليو في الراديو حتى أمر "عبدالناصر" برفع هذا الحظر.
وشارك موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، العندليب وأم
كلثوم، الغناء لثورة 23 يوليو، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فأهداه أغنيته
الشهيرة "ناصر كلنا بنحبك" كتهنئة على توليه حكم مصر، ثم توالت أعماله
الفنية الوطنية، ومنها أغنية "تسلم يا غالي" بعد تعرض
"عبدالناصر" لمحاولة اغتيال في الأسكندرية، وأوبريت "الوطن
الأكبر" الذي شارك به نخبة من نجوم الغناء وقتها، وغيرها من الأعمال الفنية
التي عبرت عن الثورة وتغنت بأمجادها.
وشهدت الساحة الغنائية أيضًا، مشاركة عدد آخر من النجوم،
في الغناء لثورة 23 يوليو والرئيس جمال عبدالناصر، فبرغم انتمائه إلى جنسية غير
مصرية، قدم الفنان السوري فريد الأطرش، أغنيات عبرت عن الثورة المصرية، أبرزها
"حبيبنا يا ناصر"، وعبرت الفنانة اللبنانية صباح، عن إعجابها بـ
"عبدالناصر" عن طريق أغنيتها "أنا شفت جمال"، وألهبت الفنانة
الكبيرة شادية، حماس الشعب المصري بأغنيتها "إحنا وياك يا ريس" التي
أهدتها إلى جمال عبدالناصر، رئيس مصر وقتها.
لم تنأى السينما المصرية بنفسها عن المشاركة في تجسيد
ثورة 23 يوليو، بأفلام تركت بصمة قوية في تاريخ مصر، فتحولت رواية الكاتب الكبير
يوسف السباعي، إلى فيلم "رد قلبي" عام 1957، قام ببطولته الفنان شكري
سرحان والفنانة مريم فخر الدين، وأخرجه عزالدين ذوالفقار، وجسد الفيلم قصة انضمام
"علي" إلى الضباط الأحرار في الجيش المصري، استجابة إلى التمرد الذي
شهده الشارع المصري على النظام الملكي وقتها، وبعد قيام الثورة يتم تكليف
"علي" بمصادرة أموال الأمير الذي يعمل والده في قصره، ويستكمل قصة حبه
مع "إنجي" ابنة صاحب القصر.
وتنوع العديد من الأفلام الهامة في السينما المصرية، في
تناول أحداث ثورة 23 يوليو، من حيث الإيجابيات والسلبيات التي نتجت عنها، فنجد
أفلام: رد قلبي، الباب المفتوح، بورسعيد، والأيدي الناعمة، تتضمن أحداثها الحديث
عن أهداف الثورة ونتائجها دون السلبيات والإخفاقات التي شهدتها مصر، واتجهت أفلام:
غروب وشروق، القاهرة 30، بداية ونهاية، وفي بيتنا رجل، إلى مهاجمة العصر الملكي،
والتركيز على مساوئه وسلبياته حتى اندلاع الثورة.
بالرغم من تشجيع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الأعمال
الفنية التي جسدت ثورة 23 يوليو، ودور الضباط الأحرار في الإطاحة بالنظام الملكي
في مصر، لكنه لم يسمح بعرض فيلم "الله معنا" الذي تم إنتاجه عام 1955،
وقام ببطولته فاتن حمامة، ماجدة، وشكري سرحان، بسبب تناول الفيلم أحداث ثورة
يوليو، بطريقة تسئ إلى الجيش المصري وقتها، ومنها توريد بعض رجال الجيش صفقة
الأسلحة الفاسدة في حرب فلسطين عام 1948، وما نتج عنها من خلافات شديدة بين
المحاربين العائدين،فيقرروا الانتقام لوطنهم والإطاحة بالنظام الملكي.