فيلم "خسوف" وجه تونس الصادم بعد سقوط نظام بن علي في وهران الجزائري!

الفجر الفني

مهرجان وهران
مهرجان وهران


يقدّم المخرج التونسي فاضل الجزيري، ضمن فيلمه الروائي الطويل "خسوف"، المشارك ضمن منافسات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي في وهران، صورة مختلفة تتسم بسودوية صادمة لتونس التي تحولت إلى معقل للتنظيمات الإرهابية والتهريب وتبييض الأموال.

يرصد العمل الذي يسجّل عودة الجزيري إلى الشاشة الكبيرة بعد آخر أعماله "ثلاثون" 2007، التحوّلات التي شهدتها تونس بعد مرور خمس سنوات من سقوط نظام بن علي، حيث تتحرّك كاميرا المخرج بين البيوت والشوارع والمساجد ومراكز الشرطة وأماكن تجمع الجماعات الإرهابية، ليعكس في صورة بانورامية قاتمة حقيقة ما يجري في الخفاء.

في 120 دقيقة وعبر حكاية حب عادية يروي فاضل الجزيري قصة أسعد الشهير باسم اللص علي الجزيري، ضابط الشرطة الذي يحقّق في جريمة قتل مقاول بناء كبير. يقوده التحقيق إلى اكتشاف حلقة ربط بين المقاول القتيل ومجموعة من المقاولين والتجار المتورطين في تهجير الشبان عبر قوارب الموت إلى أوروبا بعد انتدابهم كعمال بناء، ثم تحوّلت الوجهة بعد الثورة إلى سوريا وليبيا ومالي والعراق. خلال تحقيقاته، يلتقي ضابط الشرطة بهند "ياسمين بوعبيد" الصحفية التي تقوم بتحقيق عن شبكات الإرهاب والتهريب لتنشأ بينهما قصّة حب التي تنتهي بموت اللص أو المحقق مقتولا أمام بيت حبيبته هند.

ورغم ما يظهر على كاميرا فاضل الجزيري، من تشتت وضياع بين مواضيع سياسية واجتماعية مكثفة حولت المشهد إلى شريط متسارع غير مركز، إلا أنها في نفس الوقت نجحت في تركيب الصورة الحقيقة لوجه تونس الذي لا يعرفه الكثيرون اليوم.

ويعتبر فيلم "خسوف"، دعوة، كما سماها بطل الفيلم علي الجزيري، ضمن النقاش الذي جاء بعد عرض الفيلم بقاعة المغرب في وهران، إلى التونسيين للتصدي للأيادي العابثة بأمن واستقرار تونس الخضراء، مضيفا أن الواقع التونسي اليوم يفرض على الفنانين التدخل من خلال أعمال تعكس واقع المجتمع، وحال المواطن العربي الذي يرى نفسه عبر الشاشة الكبيرة، حتى وإن كانت الصورة مفزعة فهي تقدم دائما الحقيقة بوجهها الصادم الذي لابد من مواجهته.