كيف تتمسك بالحياة رغم الأحزان؟.. في "ذكرياتنا" بوهران السينمائي
دخل فيلم "ذكرياتنا" للمخرجين الجزائريين فريد نوي ووليد بن يحيى منافسة الأفلام الروائية القصيرة في تاسع دورة لمهرجان وهران للفيلم العربي، وقدما قصة بسيطة من الواقع البشري تحمل رسائل عديدة إنسانية واجتماعية، وعرض بقاعة السينماتيك" وتناول في قصته الجميلة البسيطة المشاهد بمحطات في المجتمع، فلامس حياة التشرد بعيدا عن العائلة، وصورّ الطفولة وأوجاع الحياة التي تخفي وراءها رسائل إنسانية.
في زمن قدره 16 دقيقة، رسم المخرج عن سيناريو هزار جعفر للمشاهد حكاية حزينة بطريقة فنية حسية ذكية لم يكن فيها تكلّف أو تصنّع، ذكريات مشرد (الطيب بن نعيجة) يبحث عن دفء العائلة التي فقدها بسبب حادث اصطدام سيارته، شابة تدعى أميرة (هيلدا دواودة) تعيش مع جدّتها “عايدة كشود” التي أحاطتها بحنان كبير، لكن ملامح أمّها وأبيها ترتسم على محياها كلّما اطلعت على ألبوم الصور وهي طفلة تلعب وشابة تحلم.
القاسم المشترك بين القصتين أنّ الرجل المشرد يستعيد ذكريات فلذّة كبده وزوجته التي شاركته الحلو والمرّ، وبالتالي قام بالصدفة بأخذ حقيبة أميرة بعد أن نسيتها في موقف الحافلات، لم يكن لصّا وإذا كان فـ"لص إنساني"، يبحث عن لحظة سعادة تعيد إليه البسمة وأمل العيش، فأميرة عن طريق الخطأ فتحت له نافذة للحلم بواسطة صورتها أيام الصبى التي أخذها من حقيبتها ولم يعدها لأنّها تشبه إبنته التي غدر بها إرهاب الطرقات.
تقنيا سادت موسيقى تصويرية شاعرية على أحداث الفيلم بدأت بأغنية للست فيروز عن الأمل والحياة، رافقتها اللغة الصامتة وسيميولوجية الجسد اللتين منحتا طابعا خاصا لجوهر الحكاية، إضافة إلى إطار تصويري دقيق عكس مشاهد مختلفة كالبيت والبحر وطريق السكة الحديدية ومحطات نقل المسافرين ومأوى المتشردين.