يوسف زيدان: على العرب الاعتذار للأكراد.. وكفى موتًا
قال الكاتب والمفكر يوسف زيدان في حواره ببرنامج "ممكن" الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان على شاشة سي بي سي إن كتابه الجديد شجون عربية يناقش 3 جماعات تتواجد داخل المنطقة العربية وهم اليهود والأكراد وداعش موضحا أنه ربط في كتابه بين الجماعات الدينية التي تلعب في السياسة من بينهم الإخوان المسلمين.
وأضاف أن طبيعة الجماعات الدينية في المنطقة
العربية واحدة وأبرزهم الاستعلاء موضحا أن الجماعات الدينية تمارس الاستعلاء على الغير
بدعوى الايمان وترى حقها بالاستحواذ على ممتلكات الآخرين.
وتابع زيدان أن طمس الهوية والآثار التي
تمارسها هذه الجماعات وراءها أفكار اجتماعية سياسية وإجتماعية وأن سكان الأرض الخراب
لا يسمحون برؤية الورود ويحاولون طمسها وهو ما فعله الحكام العرب في العقود الأخيرة
حيث تفننوا في إسكات الأصوات وأي تغريد أو فن عميق يتم إهماله وطرده مشيرا إلى أن هؤلاء
لا يحبون الجمال لأنه يذكرهم بقبحهم وهذا أمر السلطة السياسية أما الداعشي فهو يهد
القبور ويعادي التصوف وبعدها يذهب لهدم قبور الأنبياء ما قبل الإسلام والآثار لأن المنجز
الحضاري يؤلمه ويحسسه بأنه همجي و"حقير".
ودلل على قوله لما ذكرته داعش بخصوص أنهم
لو أتوا مصر سيهدمون الأهرامات وأن داعش توسعت على حساب جبهة النصرة التي بها سنة وسوريين
وفي مصر بها أشياء عجيبة أيضا وأنه شاهد شخص مطلق لحيته يقول في برنامج تليفزيوني إنه
أرسل شبابه لسوريا حتى يجاهدوا وهو حازم صلاح أبو إسماعيل ولكنه في السجن الآن يحاسب
على أشياء أخرى موضحا أن :مواجهة داعش تكون بالسخرية وأبو بكر البغدادى شخص أحمق وأن
الجميع شاهد الفكر الداعشى فى مصر مثل حادث استعراض القوة بجامعة الازهر وحصار المحكمة
الدستورية.
واستكمل المفكر أن الإعلام والأمريكان والأتراك
قاموا بتضخيم فكرة داعش وأن هناك جماعات عرقية عديدة توجد بالمنطقة والبعض لا يعرف
أن الامازيغ موجودين فى مصر وبالاخص في الواحات.
ولفت إلى أن: "الامازيغ والأكراد من
تركيبة واحدة والمسلمين العرب لديهم اوهام غريبة وهي أن الجنس العربي أعلى من غيره
ولذا يرى نفسه أعلى من الأمازيغي ومعنى كلمة الاستكراد أتت من أن نزول الأكراد لمجتمع
الإسلامي والعيش مع المسلمين وبعدها أصبت الكلمة (هتستكردني ولا إيه) وهي معناها هل
تراني كردي ! لذا يجب أن يعتذر العرب للأكراد وعلى الحكومات أن تدعم فكرهم عسى أن يتجاوز
الأكراد عن هذه المآسي خاصة وأنهم أخطر من المُعلنة ومجمل عددهم حوالي 6 مليون في العراق
والعدد الأكبر في تركيا".
وأشار إلى أن: "صلاح الدين الأيوبي
انسلخ عن الأكراد ورأيي عن صلاح الدين سلبي ولا أريد التحدث فيه والتاريخ يُكتب بالمصالح
السياسية وأردوغان مسكون بهاجس الخلافة وفكرة الزعيم الديني السياسي ومفتون بهذا لأن
هذا يدغدغ منطقة في النفس خطيرة جدا وهذا يجعله يلاحق الأكراد طوال الوقت ويرى نفسه
إله وهذا الهاجس يحركه ووقوع أردوغان في هذا يجعل المسألة الكردية بالغة الحساسية له
لأنهم مسلمين ويجب أن ينصاعوا إليه بحكم كونه الخليفة بالنسبة له وما من جماع اُضطهدت
إلا واضطهدت والماسونية جماعة من العصور الوسطى ولكن البعض يتهمهم في كل شئ الآن وهذا
عبط ولا يجب أن يكونوا مبرر لفشلنا العام ومن يقول لك إن هناك فرق بين الصهيوني واليهودي
والإسرائيلي أعلم أنه لا يوجد فرق لأن هناك سطحية ولا أحد يتعمق في شئ ولا أحد يقول
لنا لماذا ركب طه حسين القطار من رمسيس إلى القدس وألقى محاضرة في الجامعة العبرية
سنة 1945 وهذا قبل إعلان دولة إسرائيل ومن وجهة نظري إقامة الدولة ضد الديانة اليهودية
لأن كتابهم الأساسي - التوراة - وفي سفر التكوين في الإصحاح الأول يقال لإبرام لا تسمى
من اليوم نفسك إلا إبراهيم وأعطيك الأرض من النهر إلى النهر الكبير في مصر فلماذا لم
نستوعبهم ونقول لهم إنهم دولة على أساس ديني وتساعد على دول عربية تحاول أن تقوم على
حساب ديني".
وتابع: "استعرضت في كتابي الجديد صداماتي
مع اليهود بسبب كتاب بروتوكلات حكماء صهيون وهم لديهم غجر يتحدثون أيضا وناقشت الأمر
بهدوء فهم يتهموني بالعداء للسامية رغم أنها خرافة وهو مصلح لغوي للغات وليس العرق
واليهود ديانة عرقية وليست تبشيرية وفي هذه الديانة العبرانيين والعرب ولاد عم وقبلنا
هذا لأسباب دينية وعندما نقبل هذا فلماذا نتصارع.. فهو اخطأ عندما أخلى الأرض من العرب".
وشدد على أن: "لو استغنت إسرائيل عن
قواعدها الدينية تفقد سبب وجودها وأكثر الانتقادات توجيها للتوراة تأتى من داخل اسرائيل
نفسها والسادات ذهب إلى إسرائيل بدون ان يأخذ رأي أحد أو يأخذ رأي مثقفين وأنا لدي
مشاكل مع الإسرائيليين وما حدث بين مصر وإسرائيل
بلعب سياسي وليس اتفاقية سلام ورفض التطبيع لا يعنى عدم فهم الآخر والتعرف على طبيعته
وأنا ألتزم بما يجب علي الالتزام به ولا اتاجر بأفكار أو أنتظر نفع مادي يأتي لي من
موقف سياسي بل أرى المسألة أكثر أهمية من نظرتنا الضيقة".
وأكد أن: "هدفي كفى موت مجاني وكفى
موت للشعوب وجائزة نوبل لي ليست ميزة ولو أعلنت الجائزة لي فسيكون هناك 20 جريدة تكفرني
وهي هم ولم يخطر ببالي قط أن أقدم أفكاري مقابل الحصول على نوبل بل أكتب لأن هناك أشياء
أكبر من الجائزة فهناك أطفال تموت وناس تعاني وتئن وشعوب تُظلم والقهر المحيط بكل النواحي
في بلادنا فهذا هو الأهم".