ما لاتعرفه عن "شريفة ماهر" فى ذكرى ميلادها
تحل اليوم الموافق 30 سبتمبر، ذكرى ميلاد الفنانة شريفة ماهر، والتى تميزت بادوار الاغراء ونافست وقتها الفنانة هند رستم، وبرعت فى عالم الفن والغناء.
"الفجر الفنى"، يحتفل بها ويرصد أهم اللقطات التى مرت فى حياتها.
نشاتها
ولدت بحلوان في 30 سبتمبر مواليدعام 1932، واسمها الحقيقي هدى ماهر الكفراوي.
تعليمها
وتلقت تعليمها في إحدى المدارس الفرنسية.
بداية قصتها مع الفن
أول ما شاهدته في السينما كان فيلمًا تمثله كلوديت كوليرت أمام الفنان الأمريكي الحاصل على جائزة "أوسكار" كلارك جيبل، الذي أعجبت به لدرجة الافتتان، وسألت أمها أين تجد "جبيبل"، لابد أنه في مكان ما بين استوديوهات القاهرة، وقررت ووالدتها ركوب القطار وزيارة كل استوديوهات القاهرة، لتعود شريفة وفي يدها كراسة وقلم رصاص؛ بعد أن نصحها المخرج محمد كريم أن تتزود بالثقافة لأن الجمال ليس كل شيء.
زواجها
قرر والدها تزويجها وهي لم تتعد بعد الـ15 من عمرها، ولم تعترض رغم أنه لا يُشبه "جبيل"، في وسامته، وبقيت على عهدها للفن والسينما، تقتني صور الممثلين والممثلات من أي سبيل وبكل وسيلة لتملأ فراغ بيتها وخيالها، وطارت فرحًا حينما لفتت أنظار موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب لها في قطار حلوان أثناء ذهابه للاستشفاء، لكن انتهت المقابلة كما انتهت كل مقابلة مع كل منتج أو مخرج أو ممثل دون جدوى.
أنفصالها
انفصلت عن زوجها بعد أن تأكد زوجها أن الفن أهم ما في حياتها، لكن أباها تدخل مرة أخرى وزوجها لآخر، لكن تلك المرة كان العريس يفوقها سنًا بعشرات السنوات، فتكررت المأساة ووقع الطلاق مجددًا، لأن شغفها بالفن لم يقف عند حد ما.
نجاحها
نجحت بعد محاولات مضنية في دخول الإذاعة وسجلت أغنية من تلحين أحمد عبدالقادر، وقطعت مرحلة أكبر حينما التقى بها حسن ماهر، وكان أحد المشتغلين بالإنتاج السينمائي، توسمت فيه خبرة السن والتجربة فنشأ بينهما تعاطف كبير، ثم ظهرت في أدوار الكومبارس حتى التقت المخرج حلمي رفلة، الذي قدمها لـ"عبد الوهاب"، الذي أبدى إعجابه بها متنبئا لها بمستقبل فني متميز، وقرر أن يتعاقد معها لمدة 3 أعوام، واختار لها اسمها الفني، وتم إسناد دورًا كبيرًا لها في فيلم "بلد المحبوب"، مع سعد عبدالوهاب في عام 1951، وإخراج حلمي رفلة ووضع قصة هذا الفيلم أبو السعود الأبياري، لتنطلق بعد ذلك في عالم الفن مطربة وممثلة.
وبعد فترة قصيرة أصبح اسم "شريفه ماهر"يتردد كثيرا عبر الإذاعة ويتصدر أفيشات الأفلام، وبرعت «شريفة» في أدوار الفتاة المتسلطة المستبدة والشريرة التي تسعى للتفريق بين البطلين، وذلك في أفلام "ارحم دموعي"، مع فاتن حمامة، و"رابعة العدوية" مع فريد شوقي، و"كرامة زوجتي"، مع صلاح ذوالفقار.
وعن حصرها لأعوام طويلة في أدوار الشر، قالت "كل من جسدوا أدوار الشر وبرعوا فيها كانوا في منتهى الطيبة والحنان، وأذكر منهم زكي رستم ومحمود المليجي وعادل أدهم وفريد شوقي، وبالنسبة الي فانني قدمت أدوارا طيبة غير مرة، ثم حصرني المخرجون في أدوار الشر لأن هذه النوعية من الأدوار كانت في حاجة الى ممثلة قوية ذات مواصفات خاصة، رأى المخرجون أنها تنطبق عليّ وأديتها على أكمل وجه، وأعتقد أن الممثل في النهاية يشبه العجينة التي يمكن تشكيلها كل مرة".
وتعد الوحيدة من بنات جيلها التي لعبت بطولة 4 أفلام مع فطين عبدالوهاب وهي "إسماعيل ياسين في البوليس"، و"الفانوس السحري"، و"كرامة زوجتي"، و"لمدير الفني"، ونظرا لإجادتها اللغتين الفرنسية والانجليزية شاركت في أفلام أجنبية عدة أبرزها "ابن الصحراء"، أمام ميمو دراولاو روزال بانيرو إخراج ليوناردو شيفراني.
وحصلت "شريفة" على الدور الرئيسي في الفيلم الإيطالي "كندار الذي لا يقهر" أو "كيندار الجبار"، عام 1965، وظهر معها الفنان عمر ذوالفقار، وحسين قنديل، وسهير رضا، وشاركها البطولة مارك فورست، إخراج أوزفالدو سيفيراني، تأليف روبيرتو جيانفيتي، قصة وسيناريو أليساندرو فيراو، وتدور قصة الفيلم حول ابن سلطان يتم اختطافه وهو رضيع من قبل قطاع الطرق، وتتوالى أحداث الفيلم عندما يصبح هذا الطفل شابا يافعا يتمتع بقوة سحرية خارقة.
تمتعت بصوت عذب وقوي، وبجانب الأغاني العاطفية تغنت بعدد من الأغاني الوطنية في الحفلات الخاصة بالشئون العامة للجيش، واشتركت في حفلات «أضواء المدينة"، "قطار الرحمة"، الذي كان يجوب المحافظات في فترة الخمسينيات والستينيات لدعم المجهود الحربي، كذلك الحفلات الخاصة بالشئون المعنوية للقوات المسلحة، لكنها لم تحترف الغناء كما التمثيل.
حب عمر "الجيزاوى " لها
كان الفنان عمر الجيزاوي يحب "شريفة"، بشدة، وفى إحدى المرات كان يصور فيلمًا مع إسماعيل ياسين، وبجوارهما تصور «شريفة» فيلمًا آخر، وقال "الجيزاوى"، إنه يحب وكان معروفًا عن "ياسين"، حبه المقالب، وسأله هل هي متزوجة؟ فقال له لا هي غير متزوجة، رغم أنها كانت متزوجة، ثم طلب "سمعة"، من الجيزاوى أن يعبر لـ"شريفة"، عن حبه كل يوم بإهدائها قفص مانجو، وبالفعل حرص "الجيزاوى"، على شراء قفص مانجو كل يوم وإهدائه لـشريفة التي تعجبت مما يفعله، إلى أن جاء يوم أحضرت فيه "شريفة"، زوجها معها إلى الأستوديو فتوجه سمعة لـ«الجيزاوي»، وقال له: "حظك بمب أبوها بنفسه جالك علشان تخطبها منه روح هات قفص المانجو وكلمه، وبالفعل أحضر" الجيزاوى"، القفص كالعادة، وذهب إلى زوج «شريفة» ليخطبها منه، معتقدا أنه أحد أقاربها، فتلقى علقة ساخنة وتدخل الجميع لإنقاذه.
تعرضها لموقف محرج
تعرضت شريفة، موقف طريف تحولت بسببه إلى قارئة قرآن كريم في إحدى الحفلات، وروت بنفسها الموقف في حوار قديم بمجلة "الكواكب"، قائلة:"كنا في حفلة في مدينة بالوجه البحري نظمها متعهد معروف، وبدأت الحفلة وامتلأت الصالة بالجمهور، ورفع الستار عن راقصة متواضعة قابلها الجمهور بالصفير، ثم خرج مونولوجست متواضع حاول أن يكسب إعجاب الجمهور عن طريق "النكت"، لكنه فشل لأن جميع نكاته كانت قديمة وهاج الجمهور ورغبة من المتعهد في تهدئة الجمهور الثائر قدمني كمفاجأة".
وأضافت: "المتعهد أسرع إلى الميكروفون يعلن: والآن سنقدم لكم مفاجأة الليلة مقرئة القاهرة تتلو بعض آيات الذكر الحكيم"، ودفعني إلى المسرح ووجدت نفسي أمام الجمهور واضطررت إلى الجلوس على كرسي وانصرفت إلى تلاوة بعض الآيات القصيرة من جزء "عم "، وحاولت أن أقلد فيها الشيخ رفعت وانصرفت إلى التلاوة بكل حواسي ومشاعري وكل الناس يصيحون الله أكبر، إعجابًا وما إن انتهيت من التلاوة حتى أقبل الكثيرون يهنئونني".
وتابعت:" قرر المتعهد أن يستكمل فقرات الحفل من جديد وهاج الجمهور مرة ثانية وأسرع المتعهد يقدم مفاجأة ثانية لعلها تخفف من غضب الجمهور فأعلن في الميكروفون عن مفاجأة أخرى، وكانت المفاجأة هي أنا، فطلب مني أن أغني أمام الجمهور، ووافقت فقد كانت إحدى أمنياتي في ذلك الوقت أن أعمل مطربة وكانت فرصة لي أن أمتحن صوتي أمام الجمهور".
واستكملت:" ارتفع الستار وبدأت أغني "غلبت أصالح في روحي"، أغنية أم كلثوم المعروفة، ورغم أنني كنت أغني هذه الأغنية بأداء فني سليم إلا أن الجمهور كان واجمًا، وأنزل الستار دون أن يصفق أحد واعتقدت أن الناس لم يعجبهم صوتي، وبينما كنت واقفة في الكواليس اسأل أفراد التخت عن سبب عدم إعجاب الجمهور بي إذا بالمتعهد يدخل مهرولًا وهو يرتعد من شدة الخوف.
ويقول إن الجمهور ثائر في الصالة ويكاد يحطم الكراسي لأن الشيخة شريفة، تغني أغاني الحب والهيام، وطلب المتعهد من الجميع أن يهربوا خشية أن ينقلب غضب الجماهير إلى مالا تحمد عقباه، لكن البوليس استطاع أن يسيطر على الموقف ويعيد الهدوء إلى الناس بعد أن وعدهم أنني لن أعود للغناء وبعض أن قدمني لأرتل لهم بعض آيات القرآن الكريم"، مؤكدة "حدث هذا عندما بدأت حياتي الفنية ويومها قررت ألا أتعاون ثانية مع هذا المتعهد الذي غرر بالجمهور".
سفرها
سافرت لتعيش في السويد بعد زواجها من بطل العالم في الاسكواش عبدالواحد عبدالعزيز وحصلت خلال إقامتها على الجنسية السويدية، وارتدت الحجاب، لكنها لم تعتزل الفن، وبعد عودتها من السويد في أوائل التسعينيات، عادت إلى ممارسة نشاطها الفني من خلال تكوين شركة للإنتاج الفني اسمها "هوليوود"، والمشاركة في بعض الاعمال السينمائية والتلفزيونية، وقدمت مع المخرج يوسف شاهين دور صغير وهو "أم مانويلا"، في فيلمه "المصير" عام 1997.
وعن عودتها للفن بعد رجوعها من السويد، قالت في حوار لها لـ"الحياة: "أنا لم اعتزل الفن يوما واحدا، ولم اغب عنه طوال الفترة التي قضيتها في السويد لأن الفن في دمي منذ الصغر واثناء سفري كنت اتابع السينما تحديدا والفن في مصر بشكل عام من خلال المحطات الفضائية والشرائط التي كانت تصلني أولًا بأول، إلى جانب إنني لمست أن ابني الممثل الشاب طارق عبدالواحد يمتلك موهبة حقيقية وتأكدت أنها لن تتحقق إلا في مصر، لأنك كما تعلم أن بلدا مثل السويد رغم تقدمها الكبير إلا أنها ضعيفة جدا في مجال الفن".
وفي بداية عام 2000، تعرضت لأزمة صحية خطيرة وأجرت عملية جراحية دقيقة في إحدى المستشفيات ببريطانيا، وقالت إنها في أصعب لحظات مرضها كانت تتذكر بلدها الحبيب مصر، وفي حوار أجرته معها صحيفة "الاهران"، في يناير2013، قالت إنها تتمنى أن تستقر الأحوال في مصر وأن تتخطى مصر كل التحديات التي تواجهها، خاصة بعد أن تمكنت كدولة من أن تلم شمل جميع أبنائها من مختلف الديانات تحت نسيج ديمقراطي واحد، مضيفة أنها متأكدة من أن مصر ستتخطى كل المشكلات التي تمر بها، فهي لا تنسى أبدا ما قالته رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، مارجريت تاتشر: "إننا نحن البريطانيون عندما ننظر إلى مصر نشعر بأننا صغار جدا".