أحمد متولى يكتب: أبو خالد الزملكاوى.. وحش "التوك شو" المتفائل
نشرت صحيفة "المصرى اليوم"، منذ أيام، مقالا لرجل الأعمال أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل، أشاد فيه بخطوات الرئيس "السيسي" والحكومة المصرية فى دعم والنهوض بالاقتصاد المصري لصالح المواطن البسيط، فى دعوة للتفاؤل بالمستقبل الذى نعيشه وسط (هوجة) رفع الأسعار بالشكل المبالغ فيها، والتى تكاد أن تنهي معها شريحة الفقراء ومعدومي الدخل، وتتحول فيه الطبقة المتوسطة -الغير موجودة على أرض الواقع- إلى طبقة لمحدودي الدخل ومعدومي الرزق.
الإعلام
المصري لم يكن بعيدًا عن هذا المناخ، بل سيطرت عليه دعوة للتفاؤل بالظهور الإعلامي
الأول لـ"وحش" التوك شو المصري عمرو أديب –كما يصفه البعض- على شاشة "ON E" المفتوحة، برغم كل المشاكل التى تسيطر علي الإعلام من عدم
وجود لوائح وقوانين تنظم العمل به، وفوضى التصريحات الغريبة التى نستمع إليها
يوميًا من أشخاص يطلقون على أنفسهم إعلاميين ومقدمي برامج "توك شو"، فى
ظل عدم وجود وزارة للإعلام المصري تقوده وغياب واضح ومؤثر لدور
"ماسبيرو" الوطني الذى أصبح مجرد مبني يحمل عبئ الكثير من الموظفين
الذين يبحثون عن العلاوة وترقية أخر العام وانصراف مبكر ساعتين حتى لا يتعطل هو فى
إشارة مرور وقت خروج باقي الموظفين فى وسط البلد.
عمرو أديب، بإطلالته
الجديدة يضرب كل الأرقام القياسية فى الظهور الإعلامي المتواصل لمدة 20 عاما متتالية،
وعلى شاشات مختلفة بداية من قناة اليوم التابعة لشبكة "أوربت"، وMBC خلال تقديمه برنامج المسابقات الشهير "آراب جوت تالنت"،
وأخيرًا قناة "ON E" التابعة لشبكة
قنوات "ON TV"، ويعد "أديب" من أشهر مؤسسي برامج
"التوك شو" فى مصر، بعدما استطاع نقل الفورمات الأجنبي لمصر والشرق
الأوسط، وخلفه فى هذا المجال الإعلامي محمود سعد، ويعد هذين النموذجين هم الأنجح بالنسبة
لنا فى عالم تقديم برامج "التوك شو" لكونهما من أبناء المؤسسة الصحفية
وانتقلا للعمل بالتلفزيون، فالأول أبن مدرسة "روز اليوسف"، ثم أصبح رئيسًا
لتحرير جريدة "البلد" ليتولى بعد ذلك رئاسة تحرير جريدة "العالم اليوم"،
والآخر هو ابن مدرسة "صباح الخير" ثم رئيسًا لتحرير مجلة
"الكواكب"، ثم رئيسًا لمكتب جريدة الوطن الكويتية في القاهرة على مدار عشر
سنوات، ومديرًا لمكتب مجلة لها في القاهرة، ثم انتقل للعمل بالتلفزيون وكان من
أشهر برامجه "حلو وكداب" واشتهر فيه بعبارة "اشرب العصير"، وبرنامج
"البيت بيتك" الذى استطاع به أن يلم شمل الأسرة المصرية حوله قبل انطلاق
ثورة يناير، وأن يتحول الإعلام المصري لنافورة (إسفاف) فى وجه المشاهد.
إطلالة عمرو
أديب، استطاعت خطف جميع الأنظار، للدرجة التى جعلت البعض يتجاهل انطلاقة شبكة
قنوات DMC، والتى تعد من أقوى الشبكات التلفزيونية الموجودة على الساحة
الإعلامية حاليًا للمبالغ الطائلة التى مولت بها، ويركز فى الحملة التى أطلقها
"أديب" "الشعب يأمر" والتى تطالب بخفض الأسعار 20% لصالح
المواطنين البسطاء، رغم أن الكثير أكد أن عودة "أديب" للتلفزيون ما هى
إلا لتلميع رموز الحزب الوطني المنحل والوزراء ورجال الأعمال الفاسدين فى عصر "مبارك"
والتمهيد لعودتهم من جديد للساحة السياسية فى مصر، وأن كنت أعترف بأن الشعب أصبح
سيد قراره وأصبح يعلم جيدًا ما يحاك له وما يتم تدبيره لهم فى الكواليس.
نختلف أو نتفق
مع عمرو أديب وأسلوب فى تقديم البرامج، لكننا نعترف أنه مدرسة إعلامية استطاعت التألق
على قنوات مشفرة لمدة تزيد عن 20 عاما بأسلوبه وبمقولته الشهيرة (أنا متفائل
جدًا)، رغم أن المناخ العام لا يدعو للتفائل بالمرة، للدرجة التى جعلت أبنه خالد
يسخر منه ويقلده على الشاشة فى ظهوره منذ عامين مع الفنان هانى رمزى خلال برنامجه
الذى عرض على MBC مصر، ويقوم بترديد هذه المقولة أكثر من مرة ليؤكد أن والده مازال
متفائل وسط هذه الأحوال السيئة، وأنه مازال يشجع نادى "الزمالك" رغم
هزيمة الفريق المتواصلة وقتها، وأنه لا يخجل من الاعتراف بذلك على الهواء لأعوام
متواصلة.
دعوة تفاؤل نريدها فى الإعلام المصري يكون
هدفها خدمة المواطن، خاصة المواطن البسيط، بعيدًا عن (من هو مقدم البرنامج؟) سواء
كان عمرو أديب أو وائل الإبراشى أو حتى أحمد موسي، لا نريد شعللة إعلامية وفرقعات
فضائية هدفها إثارة الرأي العام لا تخدم سوى (كبارات كبارات البلد) لتسيير أعمالهم
ولخدمة مصالحهم ولتلميعهم رغم أنف المجتمع المصري الذى يشاهد هذه البرامج ويجعلها
تحقق نسب مشاهدة عالية فى عالم الفضائيات المفتوحة.
للتواصل مع الكاتب @ramadan_ah