هبة قطب تفتتح سلسلة لقاءاتها في الساقية بـ"الجواز والبطيخة" (صور)
في أول لقاء لها ضمن سلسلة لقاءاتها المقرر أن تُقام شهريًّا في ساقية الصاوي، استقبل مسرح الحكمة مساء الأربعاء الخامس من الشهر الجاري لقاء الدكتورة هبة قطب وهو تحت عنوان "الجواز والبطيخة".
وبدأت قطب، لقائها بأن كل ما يخص الزواج وما يُفعل في العلاقة الزوجية في مجتمعنا هو موروث مجتمعي وليس مبني على أسس علمية سليمة، ووضحت أن الفارق بين العلم والموروثات أن الأول يتطور طوال الوقت فنأخذ منه ما يناسبنا، وأكدت على ضرورة أن نتعامل مع المعطيات المجتمعية بتطور حتى لا نُصاب بالملل والرتابة.
وتابعت قطب بتشبية الجواز بـ"البطيخة"، مقصود لأن البطيخة مغطاه بقشرة سميكة خارجية تُخفى ما بداخلها، وكم منا خُدع عند شراؤه لها وكان يتخيل أنها حمراء طازجة واكتشف العكس، هكذا هي الحياة الزوجية وكي نتفادى أن تكون البطيخة غير صالحة للأكل يجب أن نفهم طبيعة هذه العلاقة من بدايتها، ومن هنا بدأت الدكتورة هبة قطب في الحديث عن أسس اختيار شريك الحياة ويجب أن يكون الاختيار بالعقل والقلب سويًّا.
وأكدت على ضرورة الأخذ بالنصيحة وذوى العلم والتخصص وذوى الخبرات سواء الايجابية أو السلبية، ففي الحالتين هناك استفادة، ثم أضافت أن الملل ضد الغريزة البشرية والمفطورة على التطور والتغيير.
وأضافت، أن الموروثات المجتمعية تعيق بشكل كبير السعادة الزوجية من بداية اختيار شريك الحياة وحتى بعد الزواج، فأحيانًا الطلاق يكون رحمة للطرفين وللأطفال أحيانًا ولكن الموروث المجتمعي يرفض هذه الفكرة، مؤكدة أن حديثها ليس دعوة للطلاق وإنما هو رحمة من المولى عز وجل بعباده، حيث أباح ذلك عندما تستحيل الحياة بين الزوجين.
واستكملت الدكتورة هبة حديثها عن أسس اختيار شريك الحياة واستشهدت ببعض الآيات القرآنية ومنها "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون" صدق الله العظيم، مؤكدة على معنى هام تحتويه هذه الأية يلخص معنى الزواج بأكمله أن الزواج خُلق للسكن ولن يُخلق هذا السكن إلا من نفس الشخص أى من نصفه الثانى الذى يُكمله، وعندما نتعامل مع النص الأخر بمبدأ النفس فمن المؤكد أننا لن نؤذى أنفسنا ولن نظلمها لأننا قوم نتفكر ونعقل ونتدبر ونأخذ بالمشورة ونُحسن الاختيار، كما وضحت الآية الكريمة.
وخلال اللقاء قالت قطب: "إن للأسف ثقافتنا الذكورية جعلتنا نتغاضا عن ما أمرنا به ديننا"، وأستدلت بالآية الكريمة "ولهن مثل الذي عليهنَ بالمعروف" صدق الله العظيم، وقد شُرحت هذه الآية الكريمة فى تفسير أبن عباس أن الذكر عليه نفس الواجبات الذى يطلبها من زوجته، بل أنه مُكلف برعايتها نفسيًّا قبل الجانب المادى، وأن الإسلام هو أول من ارتقى بالعلاقة الزوجية من الجانب النفسى قبل الجسدى وكرّم المرأة.
واختتمت لقائها الأول ضمن سلسلة لقاءاتها في الساقية بفتح باب النقاش مع الجمهور فيما يتعلق بالموضوعات المجتمعية الغير متخصصة.