فى ذكرى ميلاد حسن حسني.. 21 معلومة لا تعرفها عنه
تحل اليوم الموافق 15 أكتوبر عام 1931 ذكرى ميلاد الفنان المخضرم حسن حسني، والذي ولد لأب مقاول، هذا العمر الطويل لم يكن خاليا من متاعب ومواقف صعبة ومفاجآت غيرت مجرى حياته، التي بدأت في حي الحلمية الجديدة، ففي سن السادسة فقد والدته التي وافتها المنية في سن مبكرة، وهو الحدث الذي أسبغ عليه هالة من الحزن الدفين.
"الفجر الفني"، تحتفل بذكرى ميلاده وترصد أهم اللقطات التي مرت في حياته.
1ـ في المدرسة الابتدائية وتحديدا في مدرسة الرضوانية عشق التمثيل الذي عبر عنه على مسرح المدرسة، ويذكر أنه قدم دور "أنطونيو" في إحدى الحفلات المدرسية وحصل من خلاله على كأس التفوق بمدرسة الخديوية، كما حصل على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم، فيما حصل على شهادة التوجيهية عام 1956.
2ـ في تلك الأثناء شارك الفنان حسين رياض، في إحدى لجان التقييم الخاصة بمسابقات التمثيل في المدارس، بعد أن لفت الانظار إلى مستوى أدائه، وقتها تأكد حسن أنه لن يعمل في شيء آخر غير التمثيل.
3ـ وبالفعل جاءت بداية الستينيات ليجد نفسه ممثلا محترفا يتقاضى أجرا عن عمل يحبه لدرجة العشق، وأصبح عضوا في فرقة المسرح العسكري التي كانت تابعة للجيش، وقتها لم ينتبه إلى أنه سيكون ممثلا لشريحة معينة من الناس هم فقط من الجنود والضباط وأحيانا عائلاتهم، حيث كان يقدم عروضه على مسرح المتحدين للضباط وأسرهم في شهر رمضان، وكان ما آلمه في تلك الفترة عدم وصوله إلى الجماهير على نطاق واسع، مما سبب له أزمة شاركه فيها الفنان المبدع الراحل حسن عابدين، حتى صدر قرار بحل المسرح العسكري عقب هزيمة الخامس من يونيو عام 1967، وقتها شعر الإثنان بالانفراجة، ليبدأ كل منهما رحلة البحث عن فرصة لإظهار الموهبة.
4ـ يقول حسن حسني عن تلك المرحلة: "لولا حل المسرح العسكري لظللنا أنا وحسن عابدين خارج دائرة الضوء، التي كنا نحلم بها، وقتها تم نقلي إلى مسرح الحكيم الذي شهد خطواتي الأولى، فقدمت عليه مسرحيات عديدة منها مسرحية عرابي مع المخرج نبيل الألفي، ومسرحية المركب اللي تودي مع المخرج نور الدمرداش، وغيرها من المسرحيات التي حققت صدى طيبا لدى جمهور المسرح".
5ـ وإلى جانب تلك المسرحيات قدم حسن حسني، مع المخرج سمير العصفوري، مسرحية كلام فارغ التي استمر عرضها لمدة 6 أشهر، وهو رقم قياسي بمقاييس تلك الفترة، وكان نجاحه في هذه المسرحية سببا في انتقاله إلى المسرح القومي ثم المسرح الحديث، الذي حقق من خلاله نجاحا آخر في حياته المهنية، أهله للعمل في مسارح القطاع الخاص في بداية السبعينات، حين انضم لفرقة تحية كاريوكا، التي عمل فيها لمدة 9 سنوات، قدم خلالها أجمل مسرحياته على حد تعبيره وفي مقدمتها روبابيكيا وصاحب العمارة.
6ـ وفي نهاية السبعينيات شارك حسن حسني، في مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا الذي اشتهر باسم بابا عبده مع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، من خلال شخصية الموظف الفاسد المرتشي، وهو الدور الذي عرفته الجماهير من خلاله، على الرغم من حجم الشر الذي جسده فيه.
7ـ ومع مطلع الثمانينات فتحت استوديوهات دبي وعجمان أبوابها للنجوم المصريين، وكان من بينهم حسن حسني، الذي صور أعمالا كثيرة لايذكر هو نفسه عددها، وعرضت في دول الخليج بكثافة، وقتها أطلق عليه أصدقاؤه لقب "الممثل الطائر" نظرا لتنقله بين استديوهات عجمان ودبي بكثرة لتصوير العديد من الأعمال.
كان الإغراء المادي لتلك الأعمال يفوق قدرة حسن حسني، على رفض العمل بها، وهو ما أثر على علاقته بالمسرح، الذي ابتعد عنه لنحو ثماني سنوات، وهو مايبرره حسن حسني بقوله: "على الرغم من عشقي للمسرح الا أنه لم يكن سبب شهرتي، فالناس لم تعرف بوجود ممثل اسمه حسن حسني الا بعد مشاركتي في مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا، وقتها دخلت بيوت المصريين وحققت الشهرة التي كنت أحلم بها، وهو مالفت نظري إلى أهمية أعمال التلفزيون وأثرها على تحقيق الفنان للانتشار".
8ـ وعلى الرغم من ابتعاد حسن حسني، عن المسرح طوال تلك السنوات، إلا أنه عاد للمسرح في منتصف الثمانينات، عندما قدم مع فنانة المسرح المعتزلة سهير البابلي ومع صديق عمره الفنان حسن عابدين، مسرحية ع الرصيف، التي دعمت نجوميته لدى الجمهور المصري والعربي على حد سواء وقدم أيضا في عام 1985 المسرحية الفكاهيه اعقل يا مجنون مع الفنان الكوميدي الكبير محمد نجم.
9ـ علاقة حسن حسني، بالسينما بدأت بدور صغير في فيلم الكرنك مع المخرج علي بدرخان في عام 1975، إلا أن دوره في فيلم سواق الأتوبيس الذي أخرجه عاطف الطيب في عام 1982، كان علامة فارقة في حياته المهنية والفنية، حيث لفت إليه الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر تحديدا بشكل مختلف،
بعدها قدم مع الطيب عددا من الأفلام، من بينها البريء، البدروم، الهروب.
10ـ كما عمل مع عدد آخر من المخرجين من بينهم محمد خان في فيلم زوجة رجل مهم، ورضوان الكاشف في فيلم سارق الفرح، والذي حصل على شخصية "ركبة" القرداتي، التي جسدها فيه ونال عليها 5 جوائز.
11ـ وهو الدور الذي يقول عنه حسن حسني: "لقد استمتعت بأداء هذا الدور الذي جسدت من خلاله شخصية قرداتى يعشق فتاة صغيرة تحلم بأن تكون راقصة، فيعزف لها على الرق، وعندما تحين لحظة امتلاكه لها يفارق الحياة، كانت شخصية مركبة المشاعر وصعبة الأداء، ولكنها ممتعة لي كممثل لصعوبة التعبير عنها".
12ـ وكان عام 1993 عاما مميزا في تاريخ حسن حسني الفني، ففي الوقت الذي سافر فيه إلى سوريا ولبنان لعرض مسرحية جوز ولوز التي كان يشارك في بطولتها، كانت لجنة تحكيم مهرجان السينما الروائي في القاهرة برئاسة لطفي الخولي تعلن عن فوزه بجائزة أحسن ممثل، متفوقا على فاروق الفيشاوي ومحمود حميدة الذين نافساه على الجائزة في ذلك العام.
13ـ وقتها كان المعتاد منح الجوائز لنجوم الفن ممن يحملون لقب "فتى الشاشة" أو "الجان".
14ـ وفي نفس العام أيضا فاز حسن حسني بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم فارس المدينة، ليتنبه الجمهور والنقاد لموهبة حسن حسني، الذي أعلن أن دخوله السينما كان "على كبر" كما يقول المصريون، فقالت عنه الناقدة إيريس نظمي: "هو فنان نجح في فرض نفسه بالموهبة، وأثبت أنه ليس بالنجومية وحدها يعيش الفنان، فبريق النجومية يزول بينما يبقى الفنان بقيمته".
15ـ منذ منتصف التسعينات بدأت مرحلة جديدة في حياة حسن حسني كان أكثر مايميزها مشاركته في أفلام الشباب التي بدأت في تلك الفترة، إلى الحد الذي قال عنه البعض أنه بمثابة شهادة الأيزو لتلك الأفلام التي لاتخلو من وجوده فيها، بدءا من أفلام محمد هنيدي وانتهاء بأفلام حمادة هلال، وهو مادفع الكاتبة حسن شاه إلى انتقاده قائلة: "حسن حسني يمتلك موهبة عظيمة ولكنه يبددها في أفلام لاترتفع لمستوى أفلام المقاولات".
16ـ هذا الرأي اختلف معها فيه الناقد مصطفى درويش الذي يرى في حسن حسني صاحب قدرة فائقة على رسم الابتسامة الهادئة على الشفاه، مؤكدا أن وجوده مع شباب الكوميديا مكسب كبير لهم، ويوفر لهم القدرة على التعلم غير المباشر دون حساسية، لانه لايطرح نفسه منافسا لهم، ولكنه مضيف لهم ولأعمالهم.
17ـ وللكوميديا مكانة مميزة في حياة حسن حسني يقول عنها: "أحب الكوميديا الخفيفة المعتمدة في الأداء على الموقف، وهذا أحد أسباب مشاركتي الشباب تلك الأفلام الكوميدية، أما السبب الآخر فهو رغبتي في تأمين تكاليف المعيشة، قد يلومني البعض على المشاركة في أعمال دون المستوى، ولكنني أريد تأمين نفسي ضد تقلبات الايام".
18ـ وتعد أعمال الفنان حسن حسني حزمني يا، رأفت الهجان، بوابة الحلواني، المغتصبون، المواطن مصري، القاتلة، السيد كاف، سارق الفرح، ناصر 56، لماضة، من العلامات الفارقة في مشواره الفني. ويبقى حسن حسني "قشاش السينما والفيديو والمسرح"، وإن كان الأخير قد تراجع من قائمة اهتماماته بسبب انشغاله في السينما، فكان آخر مأقدمه هو لما بابا ينام الذي توقف عرضه بسبب وفاة الراحل علاء ولي الدين.
19ـ يعتبر حسني حسني القاسم المشترك لافلام الكوميديا في العشر سنوات الأخيرة نظرا لظهوره في معظم افلام الكوميديا للكوميديين الشباب أطلق عليه الكاتب الراحل موسى صبري "القشاش" لأنه يمتلك القدرة للتفوق على نفسه في أي دور يسند إليه، حتى يقنعك بأنه هو صاحب الشخصية التي يؤديها، و"القشاش" اسم أطلقه المصريون على القطار الذي يقف ويحمل ركابا من كل المحطات.
20ـ أما خيري بشارة فمنحه لقب "المنشار" في إشارة للكم الكبير من الأعمال التي يقدمها، لدرجة أنه عرض له أربع مسلسلات في شهر رمضان لإحدى السنوات.
21ـ إنه الفنان حسن حسني، الذي بات بطلا لمعظم أفلام الشباب الكوميدية في السنوات العشر الأخيرة، وهي الظاهرة التي بررها هو بقوله: "في عام 1982 منحني الفنان القدير عماد حمدي فرصة الظهور معه في فيلم سواق الاتوبيس في دور مؤثر بالفيلم يكاد يكون المحرك الأساسي للأحداث، في الوقت الذي كانت فيه مشاهد هذا الفنان العظيم لاتتجاوز أصابع اليد، فلماذا لاأفعل أنا الآن مافعله معي أساتذة الفن العظام ".