المايسترو أحمد عامر يتحدث عن تحضيراته لمهرجان الموسيقى العربية "اليوبيل الفضي" (حوار)

الفجر الفني

بوابة الفجر


أستاذ في معهد الموسيقى العربية، عازف تشيللو متميز، أصغر مايسترو بدار الاوبرا المصرية، أحمد عامر صاحب الثلاثين عامًا يتحدث ل "الفجر الفني" عن تحضيراته لمهرجان الموسيقى العربية في دورته ال 25 "اليوبيل الفضي"، ويصحح المفاهيم المغلوطة عن ماهية عمل المايسترو


في البداية ماهو عمل المايسترو ؟
المايسترو هو مخرج العمل،لابد أن يمتلك الشخصية القيادية التي تستطيع السيطرة على الفرقة الموسيقية، كما أنه يقرأ النوتة الموسيقية ويذاكر الأغاني قبل البدء في العمل مع الموسيقيين، فهو المخرج الذي يحول العمل من نوتة وورق إلى الحالة التي تشاهدوها على المسرح، هو من يجعل المطرب يتفاعل مع الاوركسترا ويظهر بهذه الصورة أمام الجمهور.


من حديثك يعني أنه لا تستطيع أي فرقة الظهور بدون مايسترو؟
بالطبع لا توجد فرقة موسيقية لها شكل وقوام تعمل بدون مايسترو، إلا إذا كانوا تخت شرقي وهي فرقة صغيرة مثل فريق العمل دائمًا مايعملون مع بعضهم فلا يحتاجون لمايسترو.


ما هو الأساس الذي يتم عليه اختيار المايسترو من ضمن العازفين ؟
المايسترو يتميز بمواصفات مختلفة عن باقي زملائه فمثلًا يستمع للموسيقى بشكل مختلف، لديه ملكة الإحساس والسيطرة والقيادة، ففي أي عمل يكون هناك شخصيات قيادية وشخصيات أضعف من أن تقود الفريق وعلى هذا الأساس يتم اختياره.



كأستاذ في معهد الموسيقى العربية، حدثنا عن العمل الأكاديمي وماوجه الاختلاف بينه وبين الحياة المهنية؟
لقد بدأت التدريس منذ عام 2011، وبالطبع الحياة الأكاديمية تختلف كثيرًا عن سوق العمل، فمثلًا هناك طالب متمكن من ألته بشكل جيد ويعزف بطريقة رائعة داخل الاكاديمية ولكن عندما يخرج لسوق العمل لا يستطيع التحكم، لذلك أعمل على الموازنة بين الشق النظري والعملي.

أنا أدرس مادتى التشيللو والعزف الجماعى، والعمل الأكاديمى شئ مختلف تمامًا عن المسرح والحفلات، فهو شئ صعب للغاية لأنك تبنى شخصية الطالب كفنان، والأصعب أن تخرج كل مافى داخله وتسخره فى خدمة الألة التى يعزفها، فدراسة الموسيقى من أصعب الأشياء لأنها تحتاج لجهد ومذاكرة يومية وإستطلاع دائم على كل ماهو جديد.

أما طلابى فأنا أتعامل معهم كصديق لأنه من المتوقع فى يوم من الأيام أن يكون معى فى إحدى الحفلات وحينها لن يكون طالبى وإنما عازف تحت يدى، وفى بعض الأحيان أقسو عليهم عندما يخطئون لأنه لابد أن يتعلم أن الخطأ فى الحفلة على المسرح هو كارثة بمعنى الكلمة.



ماهو المختلف في مهرجان الموسيقى العربية هذا العام؟ وماذا يمثل لك ؟
هذا هو المهرجان الرابع لي كمايسترو ولكني أعمل فيه منذ سنين كعازف، هذا المهرجان صرح تاريخي ونعتبره في الأوبرا عيدًا ننتظره كل عام، فهو المهرجان الوحيد الذى يحافظ على تراث الموسيقى العربية ويجددها كل عام، وهو العمود الذى تستند عليه الموسيقى الأن، فبعدما قلت الحفلات بشكل كبير يأتى المهرجان ليحييها مرة أخرى.
والمختلف بالنسبة لي هو العمل مع النجم السوري الكبير صفوان بهلوان فهو قامة فنية كبيرة، عملت معه كعازف ولكن هذه أول مرة سأتعامل معه كمايسترو في ثلاث حفلات بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، كما أنني سأعمل مع ريهام عبدالحكيم وهي خامة صوت رائعة، ومعي سمية بعلبكي من لبنان وبادية من تونس وغادة ادم ومحمد الخولي من صوليستات الأوبرا.


هل المطرب هو من يختار المايسترو أم العكس؟
في المهرجان هناك لجنة تجتمع لتختار النجوم المشاركة وبعد موافقتهم يتم اختيار المايستروهات، فهناك نجوم يعملون مع مايستروهات معينة، غير ذلك يتم توزيع المطربين على المايستروهات بعدالاجتماع معهم.


هل ترتاح في العمل مع فنان عن الأخر؟
أكثر مايهمني كمايسترو أن يكون المطرب متفاهم، ولقد شعرت بالإرتياح مع كل من عملت معهم، فمثلًا كنت المايسترو مع هانش شاكر لمدة 4 سنين، كما أنني عملت مع علي الحجار وإيمان البحر درويش وفوؤاد زبادي وكارمن سليمان وغيرهم، وكل نجم وله طابع معين في العمل، الفرقة واحدة ولكن شكل المزيكا يكون مختلف بروح كل فنان.


هذا العام سيكون مختلف فأنت ستتعامل مع الكثير من السوريين، ومعروف أن الموشحات والقدود الحلبية من أصعب النوتات على الموسيقيين كيف ستتعامل معها؟
الموسيقي المصري متميز لأنه يستمع إلى كل أنواع وأشكال الموسيقى حول العالم، كما أنه معروف أن مصر هي هوليوود الشرق فكل الأغاني التي تستمعون إليها في أنحاء الوطن العربي، المصريين لهم يد فيها.
بالنسبة لي أنا استمع جيدًا لكل الأغاني وأذاكرها وأخذ روحها، وأنقله للموسيقيين، في البداية هم ينفذوا ماهو مكتوب في النوتة الموسيقية وبعدها يأخذون الطابع والروح ليطبع ذلك على موسيقاهم، كما أنني أقوم بورش عمل مع الفرقة قبل بروفات المطربين ليجد نفسه عندما يأتي يغني وسط بلده وفرقته ولا يشعر بأي فرق.