شاهد منزل فيروز المهجور في بيروت قبل تحويله لمتحف (صور)
قررت
بلدية بيروت تحويل المنزل الذي تربت فيه جارة القمر فيروز، إلى متحف ليكون صرحًا
ثقافياً للحفاظ على تراثها المعماري، مثلما يتم الحفاظ على تراثها الفني.
هذا
المنزل الذي تربت فيه فيروز إلا أن العائلة
تركت البيت منذ سنوات طويلة، فأهمل وانهار جزء منه لقدمه، وبعد سنوات طويلة وتقديراً
لفنانة رسمت بصوتها وأغانيها وجدان كل لبناني، قررت بلدية بيروت تحويل المنزل إلى متحف.
في هذا البيت القديم تربت فيروز، وفي أركان هذا المنزل المهجور الآن في
منطقة “زقاق البلاط” في بيروت، عاشت “سفيرة لبنان مع أخيها جوزيف وأختها هدى”، وفيه
تجرعت حبها الأول للموسيقى.
وقال محافظ المدينة القاضي زياد شبيب، إن المنزل مؤلف من 3 طبقات وفي
حالة سيئة جداً، لكن ترميمه وإعادته إلى سابق عهده يضع بيروت على مسار الحفاظ إلى جانب
تراثها الفني على تراثها المعماري أيضاً.
وتابع مؤكداً أن هذا المشروع سيهتم بالحفاظ كل أوجه الاستعمال التي مرت
بالمنزل، وسيحرص على حفظ ذاكرة العائلة التي كانت تقطن هذا المكان، الذي كان في القديم
مخفراً للشرطة في العهد العثماني.
من جهة ثانية، أشار المحافظ إلى أن هذا المكان سيكون صرحاً ثقافياً وفنياً
ومعمارياً بكل ما للكلمة من معنى ومن خلال محتوياته وأرشيفه الغني سيعيد إحياء الزمن
الماضي للفن الجميل.
إلى ذلك، أكد شبيب بأن هذا أقل ما تقدمه بيروت للسيدة فيروز التي “نفتخر
بها وبصوتها الذي أصبح رمزاً للحب، هذا الصوت الشجي الذي غنى وتغنى بلبنان الوطن وبترابه
وأرضه وسمائه وهذه فيروز رمز الأصالة والرقي في كل مشارف الأرض ومغاربها”.
وبالعودة إلى منزل فيروز العائلي، فهناك الكثير من الأخبار والروايات
التي تحكي جزءا من طفولتها. فقد نشأت وسط عائلة متوسطة الحال، من أب يدعى وديع حداد،
وكان عاملاً يدوياً في مطبعة لجريدة “لو جور”، وأم تدعى ليزا البستاني.
تربت فيروز وسط عائلة من شقيق يدعى جوزيف وشقيقة تدعى هدى، شاركتها لاحقاً
في أكثر من مسرحية وفيلم، ولها أكثر من أغنية من بينها “بيني وبينك يا هالليل”، “لينا
ويالينا”، و”عيونك السود”.
ولدت الفنانة فيروز، واسمها الحقيقي نهاد حداد، عام 1935 وكانت البنت
البكر تساعد والدتها في تربية العائلة، لكن اهتمامها الفطري بالموسيقى والغناء ظهر
في سن مبكرة.
وقد كشفت عن ذلك في واحدة من المرّات القليلة التي تحدثت فيها عن حياتها
الخاصة، قائلة: “لما كنت إسمع الموسيقى آتية من عند الجيران بالطابق العالي، كنت أبدأ
بالغناء، فيصل صوتي إلى مسامع جار يعمل في الليل وينام في النهار فيستيقظ، ويفتح الشباك
ويبدأ بالصراخ والتململ قائلاً “ليش ما بيجو يفتحوا الإذاعة هون شو هيدا؟!”
لكن فيروز الطفلة كبرت وغادرت البيت عام 1955 يوم زفت إلى الفنان الراحل
عاصي الرحباني، لتبدأ معه حياة جديدة مليئة بالنجاحات والشهرة. أنجبت منه 4 أولاد،
صبيين وبنتين، الصبي البكر هالي في العام 1958 وكان مقعداً وما لبث أن توفي، والثاني
زياد 1956 الذي أصبح مؤلفاً موسيقياً وملحناً وكاتباً وممثلاً لمسرحياته الكثيرة. عمل
مع والدته في أكثر من أغنية وألبوم كأغنيتها المشهورة “سألوني الناس” ومن خلال ألبوم
كامل بعنوان “إيه في أمل” وغيرهما الكثير. لفيروز أيضاً بنت تدعى ريما المولودة في
العام 1965 وهي كاتبة ومخرجة ومديرة أعمال والدتها.
توفي عاصي عام 1986 بعد معاناة مع المرض، فتعاونت فيروز في أغنياتها بعد
ذلك مع كل من زكي ناصيف وفيلمون وهبي ومع ابنها زياد أيضاً الذي كانت له حصة الأسد
في هذا المجال.