في الذكرى العاشرة لوفاتها.. ماجدة الخطيب "الجميلة" لم تكتمل "أحلامها الحقيقية"
جمال الوجه والموهبة الفنية المميزة قد يصنعان نجما ساطعا في سماء الفن، ولكن بعضهن امتلكت المقاومات اللازمة للنجومية ولم يحالفها الحظ، فالكاميرات وأشرطة السينما يمكن أن يصنعا نجوما ويمكن أن يتسببا في نسيانهم، وهو ملخص ما حدث مع الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب، التي فارقت الحياة في 16 ديسمبر عام 2006، تاركة خلفها مشوار فني ملئ بالغموض والأسرار التي لم يُكشف بعضها حتى كتابة هذه السطور.
نجومية مؤقتة
بدأت الراحلة ماجدة الخطيب، مشوارها الفني في بداية الستينيات بالمشاركة بدور صغير في فيلم "حب ودلع" مع النجمة هدى سلطان، والمخرج محمود إسماعيل، تألقت بعده في عدد من الأدوار التي لفتت إليها الأنظار بشكل كبير، واختارها المخرج حسن الإمام، لأداء أول بطولة مطلقة لها في فيلم "دلال المصرية" عام 1970م، والذي كان نقطة انطلاق لها في عالم الفن، وقامت ببطولة أفلام أخرى كان آخرهم "امتثال" عام 1972م، وقامت بإنتاجه لنفسها، لكنها تضررت من تدهور حال السينما في فترة السبعينيات، وعادت مرة أخرى لأداء الأدوار الثانية بعد حصولها على نجومية جعلتها في مصاف نجمات الصف الأول.
دموع خلف القضبان
مشهد مأسوي شهده مشوار ماجدة الخطيب، الفني بعد الحكم عليها بالسجن عاما كاملا وتغريمها 50 ألف جنيها، على خلفية اتهامها في قضية قتل خطأ في 19 مايو عام 1982م، حيث تسببت الفنانة في مقتل شاب يدعى سيد عبدالله، أثناء قيادة سيارتها وهي مخمورة واصطدامه بها على طريق الخطأ، وقضت منهم ثمانية أشهر في السجن، وتم الإفراج عنها بعد دفع الكفالة التي بلغت 5000 جنيها.
ومرة أخرى تعرضت "الخطيب" للسجن على خلفية اتهامها في قضية تعاطي المخدرات، وألقي القبض عليها مع اثنين من أصدقائها عام 1986م، وقضت فترة العقوبة التي بلغت 5 سنوات، وفي تصريحات لـ"آمال بهنسي" السجّانة في سجن النساء وقتها، قالت إن "ماجدة" كانت تبكي كثيرا بسبب إلزامها بتقطيع أكثر من 30 جوال من البصل أثناء فترة عقوبتها.
تراجع فني
قدمت ماجدة الخطيب حوالي 62 عملا فنيا في السينما والدراما على مدار مشوارها الفني الطويل، وفضلت تقديم الإغراء في العديد من الأفلام التي شاركت بها في بداياتها الفنية، ومن الإغراء والبطولة المطلقة والنجومية، إلى الانطفاء والتراجع الفني الواضح اللذان تسببا في قلة أدوارها في السينما والدراما، لكنها شاركت في عدد من المسلسلات الدرامية بأدوار مميزة، ومنها مسلسلات: "العصيان، ريا وسكينة، حضرة المتهم أبي، وزيزنيا"، ولكن هذه الأدوار لم ترقَ إلى مستوى موهبتها الفنية الكبيرة، التي أهلتها للحاق بنجمات جيلها أمثال "نبيلة عبيد، وميرفت أمين".
"أحلام حقيقية" و"آخر الدنيا"
"أحلام حقيقية" و"آخر الدنيا" جملتان يلخصان نهاية المشوار الفني للراحلة ماجدة الخطيب، فمشهد قتلها في فيلم "أحلام حقيقية" من بطولة الفنانة حنان ترك والفنان خالد صالح، جاء تجسيدا لوفاتها في الحقيقة، كما أنها شاركت في فيلم "آخر الدنيا" مع الفنان يوسف الشريف والفنانة نيللي كريم، ليكون آخر ظهور لها أمام الكاميرا التي عشقتها وأعطت لها الكثير في حياتها، وفي عام 2006، توفت الفنانة صاحبة الوجه الجميل والموهبة الكبيرة عن عمر يناهز الـ63 عاما، بعد صراع استمر لمدة شهر مع المرض.