مجمع اللغة العربية الأردني ينتدي حول سبل "تعزيز انتشار اللغة العربية"
وقد ضمّ بحث د. بكار اثني عشر بندًا لثلاثة محاور: الأوّل (1-3)، تمهيديّ
حول أهميّة اللّغة العربيّة في العالم بشهادة عدد من الأجانب، وعن مدى الإقبال عليها
الآن لغير غاية.الثاني (4-11): توثيقيّ موجز لموقع العربيّة ومكانتها في المدارس والمعاهد
والجامعات والمراكز العامّة، بتفاوت نسبي، وما تحظى به من إقبال على تعلّمها ومدى الاهتمام
بتعليمها في دول العالم الإسلامي في الوقت الحاضر: باكستان، وأفغانستان، وتركيّا، وإيران،
وبروناي، وماليزيا، وأندونيسيا؛ ناهيك بمسلميّ الهند والفلبين. والأخير (12)، تنبيهيّ
تعزيزيّ، ينبّه على الحفاظ على ما للعربيّة من حُظوة ومكانة في ديار الإسلام، ومساندة
يدعوه الباحث "الاستعراب الإسلامي"، ويكشف عن بعض المشكلات وجوانب الضّعف
في تعليمها وتعلّمها، ويخلص إلى اقتراح سُبلٍ تُسعف على تعزيز العربيّة وتساعد في حلّ
المشكلات والصّعاب ونقاط الضّعف، وتزيد من وهج العربيّة وازدهارها، هي باختصار: السّعي
إلى تأسيس منظّمة باسم "المنظّمة الدوليّة للعربيّة"، وإنشاء مراكز عربيّة
عامّة وخاصة ومعاهد وكراسٍ للّغة العربيّة في الجامعات الكبرى، ومدارس عربيّة ذات مستوىً،
وتفعيل دوْر المستشاريّات الثقافيّة في السّفارات العربيّة، وإبرام الاتفاقيّات الثقافيّة
والعلميّة، والمشاركة في النّدوات والمؤتمرات والدّورات التي تعقد للّغة العربيّة في
الوطن العربي والعالم الإسلامي، وتأليف الكتب التعليميّة الميسّرة والتعليم باللّغة
العربيّة الفصيحة، وأن يكون لمجامع اللّغة العربيّة دور فاعل.
كما حاضر الدكتور سمير استيتية ببحث عنوانه: «تعزيز انتشار اللغة العربية
في بلادها- المعايير اللغوية والمسؤولية المشتركة»، هدف إلى وضع تصور علمي قائم على
مبادئ التخطيط اللغوي، من أجلِ العمل على تعزيز انتشار اللغة العربية في أقطارها. ويقوم
هذا التخطيط على معرفة المعايير اللغوية التي على أساسها نحكم على المرء إن كان يمتلك
ناصية أو كان بخلاف ذلك. يقع البحث في مبحثين هما: المعايير اللغوية والتخطيط اللغوي،
والثاني هو: التخطيط والمسؤولية المشتركة. أما في المبحث الأول فقد اتبع الباحث أربعة
معايير أساسية هي: المعيار الأول: الكفاية اللغوية التي هي في الحقيقة امتلاك القدرة
على أن يتكلم المرء لغته بصورة صحيحة على النحو الذي يمارسه المجتمع. المعيار الثاني:
الأداء، وهي الكيفية التي يتكلم بها الإنسان لغته بصورة صحيحة. المعيار الثالث: الحداثة
اللغوية والتراث، وإقامة توازن بينهما. المعيار الرابع: الانتقال من الازدواجية إلى
حضن العربية. أما المبحث الثاني فقد درس المسؤولية المشتركة على جميع المستويات، ابتداء
من المؤسسات الحكومية والشعبية، ووضح مسؤولية كل جهة. وقد درس هذا المبحث قضية الأمن
اللغوي، وكيف أن هذا الأمن جزء أساسي من الأمن الشامل للأمة. أما النتائج التي توصل
إليها البحث ففي كل معيار ومؤشر أفكار جديدة ينبغي أن يؤخذ بها عند بناء استراتيجية
شاملة لإعادة العربية إلى ساحتها.
وانتهت الندوة ببحث للدكتور إدهام حنش بعنوان: "الخط العربي- حيوية
اللغة وتحدياتها المعاصرة"، بدأه بمقدمة حول مقومات بنية اللغة العربية المتمثلة
بالمعنى وهو جوهر اللغة وروحها المقاصدي واللفظ والكتابة وهما قسيما اللغة الأساسيان
في تصوير المعنى، وعلاقة كل منها الحروف بوصفها مادة اللغة التكوينية. وتناول الخط
من حيث اللغة والفن والمعرفة والهوية والوظيفة والمنجز، وفصّل في علوم الخط العربي
العشرة، وتحدث عن التحديات اللغوية والمعرفية والثقافية والفنية التي يواجهها الخط
العربي.
وأشار في نهاية بحثه إلى أهمية رعاية مبادرات ثلاث:
أولاً: أكاديمية الخط العربي. ثانياً: موسوعة الخط العربي. ثالثاً: المسابقة
الثقافية لفن الخط العربي.