وزارة الثقافة الفلسطينية وبلدية رام الله تنظمان اللقاء الثاني في برنامج القارئ
تم تنظيم اللقاء مع طلاب الصفين السادس والتاسع
في مدرسة سانت جورج، فتحدث أدهم عن تجربته مع القراءة التي بدأت معه متأثرًا بوالدته،
ربة المنزل التي تعتبر القراءة عادة من عاداتها، ومن ثم بتردده الدائم على مركز حنظلة
في قريته صفّا، وكذلك قراءاته في المسجد، حيث قرأ عبقريات العقاد من مكتبة المسجد.
لم تكن رحلة أدهم مع القراءة رحلة قارئ عادي،
هدفه زيادة عدد الكتب التي يقرأها كي يتفاخر بذلك أمام أصدقائه! بل كانت رحلة قارئ
متسائل، يبحث عن إجابات، ويرغب في أن يتعرف إلى روح الإنسانية.
يقول
أدهم: كانت القراءة عملية بحث متواصلة ومتكاملة، كل كتاب كان يقودني إلى أربعة أخرى،
لفهم بعض المصطلحات، وللتحقق من المعلومات، ولم أكن أبحث عن الكتب التي تنسجم مع أفكاري،
بل مع تلك التي تناقضها، لم تكن الإستكانة إلى معرفتي هي هدفي، بل طرح الأسئلة في داخل
تلك المعرفة لتكوينها.
يقرأ أدهم في أربعة كتب مرة واحدة، كيف ذلك؟
واحد في مركز الفنون حيث يتعلم الدبكة، وكتابه الثاني في كافتيريا الجامعة، وثالث كتاب
بجانب سريره في البيت، والرابع في مركز حنظلة، وعن عدد ساعات قراءاته، أقرأ من ساعة
إلى ساعتين، يقول. وقد سرد للطلاب إحدى القصص الطريفة التي حصلت معه وكان سببها شغفه
بالقراءة، قال: قبل الامتحانات النهائية للتوجيهي بشهر التجأت إلى بيت عمي، في غرفة
مستقلة، كي أحظى بمزيد من التركيز، كما رأت العائلة.
وأضاف آدهم "كنت أصاب بالملل، لا سيما أني
لا أخرج من البيت، كان معي كتاب حصلت عليه من مركز القرية، تبرع به أحدهم لمكتبة المركز،
كان كتابا قديما، وأنا شخص مولع بهذا النوع من الكتب؛ تلك القديمة، بلا جلدة، ذات الأوراق
الصفراء، كل ذلك يتصف به هذا الكتاب، الذي وضعت له جلدة للتمويه، كي يضيع بين الكتب
المدرسية. كنت أختلس الوقت للقراءة في الكتاب من حين لآخر، حتى اكتشف عمي وجود ذلك
الكتاب، فوشى بي للعائلة، التي لم تتوان عن تأنيبي. كان الكتاب بعنوان: "قطرة
الماء ذرة من ذهب " للكاتب التركماني بيردي كيربابايف.
وعن أوائل الكتب التي أحبها ذكر أدهم رواية آخر
الأبواب الموصدة للكتابة ابتسام أبو ميّالة، ورواية قناديل ملك الجليل لإبراهيم نصر
الله.