مشاركة أردنية في مهرجان المسرح العربي.. اليوم بالجزائر
يشارك الأردن في فعاليات الدورة التاسعة
لمهرجان المسرح العربي، الذي يفتتح اليوم،
في مدينتي وهران ومستغانم الجزائريتين.
وتأتي المشاركة الأردنية عبر أكثر من صعيد،
إذ يلقي المخرج المسرحي الأردني حاتم السيد كلمة اليوم العربي للمسرح، ويقول حاتم السيد
في كلمته: "حين يحضُرُ المسرحُ يحضُرُ الحلمُ، وحين يكبُر المسرحُ يكبرُ الحلمُ
وتستقيمُ الحياة، فلماذا لم تكبُرْ أحلامُنا مع المسرحِ رغمَ اتساعِها، ولماذا لم تستقمْ
حياتُنا رغمَ كَثرةِ خشباتِنا؟ كبيرةٌ أسئلتُنا، وكبيرةٌ أحلامُنا، وكبيرةٌ قضايانا،
لن تقفَ عليها كلمةٌ مقتضَبةٌ كهذه، لكنّكم مَن يُحصيها عدداً، ويعيها وعياً، ويعيدُ
إنتاجَها لتكونَ نهجاً، ليس لنا فقط، وإنّما لأمةٍ نريدُ أن ندرّبَ أبناءَها ليقفوا
على بواباتِ المسارحِ ليشاهدوا كيفَ تكونُ الحياة.. ولأنّ رحلتَنا تأبى أن تُسدَل الستارةُ
عليها، ولأنّ آمالَنا كما هي آمالُ (ونّوس) الذي حكمَ وحكَمنا معه بالأمل، فإنَّ علينا
أن نعيدَ تشكيلَ أرواحِنا وحضارتِنا وثقافتِنا من جديد، وأن ننفُضَ عنها العفونةَ التي
تفشّتْ عليها، وأن نزيلَ الترهلَ الذي جعلَ أوصالَها ترتخي، وأن نزرعَ الحياةَ في أحلامِها
التي بدأت تشحَبُ".
وتساءل السيد في كلمته: كيفَ لنا كفنانين
ومثقفين أن نقفَ في وجهِ هؤلاءِ الأوصياءِ على الحياةِ.. هؤلاءِ الذين ينْصُبون أنفسَهم
مكانَ الله، يحلّلون ويحرّمون والأمةُ تنقسِمُ عليهِم وبسببِهم؟ كيف لنا كفنانين ومثقفين
أن نجعلَ الأمةَ تلتقي على الأفكارِ الكبيرة والأحلامِ العظيمة، لا أن تنقسمَ على السفاهةِ
والانحطاط؟ كبُرْتُ مع هذه الخشبة، وكبُرَ
معي الحلمُ وشاخ كما شاختْ أوصالي، وها أنا اليومَ أرقبُ هذه الخشبةَ بخوفٍ كما يرقُبها
أيُّ محِبٍّ للحياة.. لا أُريدُها للنخبة، أريدُها لكلّ الحالمين بالحبّ، أريدُها لكلّ
العاشقينَ للهروبِ من نَيْرِ الفقرِ والجوع والحرمان، أريدُها وطناً واحداً، أريدُها
قصيدةً تتغنّى بالأرضِ والإنسان، أريدُها وسيلةً لمقاومةِ الشِّقاقِ والنزاعِ والموت،
أريدُها قصةً تُروى لطفلٍ كي ينامَ فيحْلُم بحياةٍ أكثرَ أمناً وصفاء".
كما يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان
العرض المسرحي الأردني "العرس الوحشي"، وهو نص للعراقي فلاح شاكر، والعمل
من إخراج عبد الكريم الجرّاح، ومن أداء شفيقة الطلّ وزيد خليل مصطفى.
والعروض المسرحية المتأهلة للمرحلة النهائية
من التنافس على الجائزة بالإضافة إلى العرض الأردني هي، الثلث الخالي
إخراج تونس آيت علي وتأليف محمد شواط من إنتاج مسرح جهوي العلمة من الجزائر،
و الخلطة السحرية للسعادة تأليف وإخراج شادي
الدالي وإنتاج مسرح الهناجر من مصر، و القلعة
إخراج علي الحسيني وتأليف قاسم مطرود وانتاج المسرح الكويتي من الكويت، و خريف
إخراج أسماء هوري وتأليف فاطمة هوري وإنتاج مسرح أنفاس من المغرب، ويارب إخراج مصطفى ستار الركابي وتأليف علي عبد النبي
الزيدي وإنتاج منتدى المسرح التجريبي من العراق، و كل شيء عن أبي إعداد وإخراج بوسلهام
الضعيف عن رواية لمحمد برادة وإنتاج مسرح الشامات من المغرب، وثورة دونكيشوت تأليف وإخراج وليد الداغسني وإنتاج كلاندستينو من
تونس.
كما يحضر الكاتب المسرحي هزاع البراري الذي
فاز بجائزة النص المسرحي في مسابقة الشارقة للنصوص المسرحية الى جانب نقيب الفنانين
الأردنيين ساري الأسعد، إضافة لعدد من الفنانين المسرحيين والإعلاميين المشتغلين بالمسرح.
ويعد المهرجان -الذي تأسس بالإمارات في
2009- أحد أبرز مهرجانات المسرح على المستوى العربي إذ يستقبل سنويا نحو 400 مسرحي
من مختلف الدول العربية. وتحمل جائزة المهرجان اسم (جائزة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي
لأفضل عمل مسرحي عربي) نسبة إلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح.
وتبلغ قيمة الجائزة 100 ألف درهم إماراتي (نحو 27 ألف دولار).