موسي صبري يكتب: شهادة استحقاق عليا لريم البارودي
مباراة تمثيلية أشبه بالمعركة الدرامية بين السبع بطلات في مسلسل "السبع بنات" كلا منهن ارتكزت علي عدة عوامل وتراكم خبرات ليقدمن أفضل ما لديهن للجمهور، والجميع اثبت نفسه وقدم أدوارا لمست قلوبنا جمعيا وتعاطفنا مع هذه الأدوار ذات الصبغة الواقعية والمغلفة بحنكة درامية ومدروسة، لكن لفت نظري ما صنعته النجمة ريم البارودي وأحدثت الفارق بين البطلات بأدائها المتزن فكانت صاحبة رؤية ثاقبة في تحديد ملامح الدور وكيفية استخدامه بالشكل المنضبط الذي يبعث ببارقة أمل لبعض الفتيات المقهورين والمطحونين اجتماعيا.
وأبدعت ريم البارودي في تجسيد الدور بما يتطلبه من
توازنات في تفاصيل الشخصية المقهورة، وشكلت استحداثات في اللون الدرامي التي لعبته
بطريقة أبهرتني، ربما حالة النضوج الفني التي تشبعت به ريم في مرحلة سابقة من عمرها
الفني تسبب في بزوغ نجمها علي كل البطلات فالإمكانيات التي ظهرت بها في المسلسل مكنتها
من حصولها علي شهادة استحقاق عليا وتكريم علي ما أبدعت فيه.
ريم وظفت قدراتها التمثيلية بشكل حافظ علي
ثبوت أدائها عبر الأحداث التصاعدية طوال أحداث العمل، ولعبت في مناطق تمثيل صعبة لذلك
أثرت بدورها في الجمهور واثني الجميع علي دورها وإمكانيتها الثقيلة التي أبدعت فيها.
شخصية "مني" التي قدمتها ريم
البارودي بروزت ملامح الفتاة المغلوبة علي أمرها والتي تضطرها الظروف أن تتخلي عن أنوثتها
من أجل لقمة العيش، وتعمدت ريم اللعب علي أوتار الشخصية من استخدامها ملابس مناسبة
للشخصية، كما ظهرت بوجهها الطبيعي دون وضع ميكياج فيه وتداركت بعض الأخطاء التي قد
تقع فيها بعض الفنانات وهو تصميمهن علي وضع ميكياج في بعض الأدوار رغم أن الدور لا
يحتاج إلي ذلك.
استهواني العمل بكل تفاصيله ولكن استفزتني
شخصية "مني" دراميا والعوامل التي صنعتها صاحبة الشخصية وانتهجها أسلوبا
وخطا دراميا متوازي مع الشخصية علي مدار الحلقات الماضية، كما عكست ريم الشخصية المتناقضة
أحيانا في "مني" واتضح جليا عندما بررت ماذا لو عاشت مني حياتها الطبيعية
كانت برزت جمالها وأنوثتها ولكن الظروف كانت أصعب منها كما لقنت ريم درسا في فن المثابرة
وشغف العيش من خلال شخصية "مني".