الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق يحتفي بالشاعر والناقد محمد رضا مبارك
احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، أمس السبت ، بالمنجز الأخير للشاعر والناقد د.محمد رضا مبارك، "ثلاثون قصيدة وثلاث متاهات".
وبدأت الجلسة،
التي أدارها الشاعر والناقد علي الفواز، بتقديم سيرة الشاعر والأكاديمي محمد رضا
مبارك، لخصت جوانب من حياته ومنجزاته والتي بدأها بمجموعته الشعرية "الغجري
العاشق" الصادرة عام 1979، وتحدث الفواز عن أهم ما جاء بمجموعة مبارك الجديدة
والتي ارتكزت على ثلاثة أسس هي (السجن، المنفى، الموت).
وقدم الناقد
الدكتور حيدر فاضل دراسة نقدية حول المجموعة، قائلا: "قدم الدكتور محمد رضا
مبارك مجموعة شعرية عنوانها ثلاثون قصيدة وثلاث متاهات، وأنا أسميتها "ثلاثون
متاهة في ثلاثة قصائد"، لان كل قصيدة فيها لحظة متاهة يمتزج بها الوجود
بالعدم فالذات محاصرة بمرايا القتل والسجن والمنفى وهذه القصائد، المتاهات، تسلط
آلامها علينا فهي مهما كانت قريبة منا أو بعيدة عنا فحزنها حال في البعد الوجودي
لذواتنا، ولحظة التوحد مع الألم هي عينها لحظة تكشف الذات ولحظة الوعي بها تبدو
الذات غيرها بما تجلى بها معاني الجمود والانكسار، ويبقى القارئ في متاهات الشاعر
ليرى ذاته في مراياه المتكسرة فتصبح أحزان الشاعر أحزان مرئية، صحيح إنها متاهة
لكن الرؤية أصبحت فيها أكثر اتساعا، وللأنثى حضور طاغٍ في هذه المتاهة، فهي
المعادل الموضوعي للمعاني الحياة والحرية والحضور مقابل القتل والسجن والغربة
لتبقى سلطة الرغبة بالمتعة الحسية بالحياة قائمة عبر التأويل يسمح بالطاقة
الدخيلية بالعبور والتسلل إلى ما وراء الوعي القائم إلى كشف المسافة بين الوجود
والعدم".
من جهة أخرى
قدم الناقد علوان السلمان تأملات في شعرية الدكتور محمد رضا مبارك قائلا:
"النص الشعري وسيلة تعبيرية ذات طبيعة جمالية ودلالة اجتماعية للتعبير عن
الذات والذات الجمعي الأخر وجدانيا وروحيا، والشاعر محمد رضا مبارك في نصه الشعري
تشكل الذات بؤرته المشعة ومرتكز الدال على الوجود بمحاكاته الزمانية والمكانية
بتعبيرات مشحونة بطاقة انفعالية متوترة من اجل الحفاظ على الطاقة المتمردة،
فالشاعر يمازج بين الخيال والواقع لبناء صورة الفنية لتحقيق رؤيته الجميلة بلغة
رشيقة في صياغتها غنية بإيحائها، مشحونة بتمردها فضلًا عن استنطاقها للرموز
الطبيعية بإيجاز وتكثيف مع تركيز في اختيار الألفاظ عبر بوح ذاتي سردي للتعبير عن
حالة نفسية بمضمون شعري مكتنز بتوتره الداخلي الخلق لرؤياه الإبداعية فكان نصه
تصميميا محملا بقدرة من الحساسية على حد تعبير هربرت ريد.
وانضم إلى
الجلسة الكثير من النقاد والشعراء من أصدقاء الشاعر عبر مداخلات سريعة وأسئلة طرحت
للإجابة عليها من بينهم الشاعر مروان الغرباوي والدكتورة نادية هناوي والشاعر ضياء
عباس.
وفي مسك الختام
قرأ الشاعر نصوص شعرية من مجموعته الأخيرة، فيما تقدمت إدارة الاتحاد بتقديم درع
الجواهري. وعلى هامش الجلسة وزع الشاعر محمد رضا مبارك عدة نسخ تحمل توقيعه.
ويعتبر الشاعر
محمد رضا مبارك من الشعراء الذين عملوا على تجديد المرحلة الشعرية السبعينية،
وينتمي إلى الفضاء الذي يبحث عن أشكال جديدة للقصيدة. والدكتور محمد رضا مبارك ولد
في النجف محلة الحويش سنة 1953 وقضى جل حياته في بغداد، ولديه دبلوم عال في
الدراسات الأدبية واللغوية، وماجستير فيها أيضا، ودكتوراه في اللغة العربية
وآدابها من كلية الآداب جامعة بغداد.
ولديه عدة مؤلفات منها: اللغة الشعرية في الخطاب النقدي العربي (دراسة نقدية) سنة 1993، واستقبال النص عند العرب (دراسة نقدية)سنة 1999، ومتاهة طائر النخل سنة 2005، والشعر والأسطورة استعارة السرد في نصوص خليل حاوي سنة 2010، والنقد في الإطار اللساني سيصدر قريبا.