"ما بعد العاصفة" على طاولة النقد في اتحاد كتاب الإمارات في الشارقة
قدم الناقد الفلسطيني الأستاذ في جامعة الإمارات في العين د. يوسف حطيني، ورقة نقدية تناول فيها رواية "ما بعد العاصفة" للروائي الإماراتي سامي الخليفي، وذلك مساء الأربعاء ضمن النشاط الدوري لمنتدى السرد في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة.
وفي نوع من التمهيد حاول الباحث أن يضع
جمهور الحاضرين في أجواء الرواية، فقدم فكرة سريعة عن موضوعها، وقال إنها تتناول
شخصية علي علوان وما تركته حرب الخليج التي شارك فيها من آثار في شخصيته، حيث
شوهته التجربة وأتلفت نفسه، ما يقوده إلى السجن في ما بعد، ثم إلى الطرد من
الخدمة، وخلال ذلك يسرد الكاتب مجموعة من الحوادث المتصلة بماضي الشخصية منها حبه
الخائب لأخت صديقه.
ثم تناول الباحث بعض الجوانب المتصلة
ببناء الرواية وعناصرها الفنية، ومن ذلك الزمان والمكان والشخصيات واللغة، ولاحظ
أن الكاتب التزم فيها بما هو تقليدي عموماً، ولم يسع إلى التخلي عن حزام الأمان،
وأرجع ذلك إلى أن الرواية مكتوبة أصلاً ضمن برنامج دبي الدولي للكتابة الذي تنظمه
مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، حيث كان لا بد من التقيد بالشروط العامة للكتابة
الروائية باعتبار أن الورشة كانت تدريبية في الأصل، ولم يكن المجال متاحاً
للاجتهادات الخاصة ذات الطابع التجريبي أو المغامر.
وخلال تحليله لعناصر النص لاحظ الباحث
أن الرواية عانت من بعض المشكلات، وخصوصاً ما اتصل منها بالفضاء الدلالي الذي غيب
لصالح الفضاء الجغرافي الذي جاء في كثير من الحالات خارج ضرورات السرد بما يحفل به
من تفصيلات زائدة. كذلك الأمر بالنسبة إلى الشخصيات التي اتسم بعضها بالنمذجة على
حد تعبيره.
وفي تعليق لسامي الخليفي مؤلف العمل
ذكر أن برنامج دبي الدولي للكتابة أتاح له أن يتعرف إلى أسرار الكتابة الروائية،
وأن المشرفة على البرنامج الروائية نجوى بركات كان لها دور في متابعة التجربة، من
خلال إصرارها على الكتابة وإعادة الكتابة، لكنه شكا من سوء التوزيع فيما بعد، وقال
إن الأعمال التي طبعت لم تحظ بما ينبغي من الاهتمام.
واختتمت الأمسية بشهادتي تقدير سلمهما
للضيفين القاص الإماراتي محسن سليمان عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات
الذي تولى إدارة الأمسية والتقديم لها.