"الثقافة الفلسطينية" في غزة تُنظم أمسية شعرية إحياءً لذكرى الشاعر "بسيسو"(صور)
نظمت الإدارة العامة للعمل الأهلي بوزارة الثقافة ضمن فعاليات ملتقاها الأدبي "حرف وقمر"، وبالتعاون مع بلدية غزة مساء الخميس، أمسية شعرية بعنوان "عودة الطائر"، وذلك إحياءً للذكرى السنوية لرحيل الشاعر الفلسطيني الكبير معين بسيسيو.
واستضافت
الأمسية التي أقُيمت في مركز رشاد الشوا الثقافي وسط مدينة غزة، د.كمال غنيم أستاذ
الأدب والنقد بالجامعة الإسلامية، والشاعر محمد العكشية، والشاعرة سماح المزين،
والشاعرة سمية وادي، بحضور حشد كبير من الشعراء والأدباء والمثقفين والمهتمين.
وقال أ.سامي
أبو وطفة مدير عام العمل الأهلي بالوزارة: "أن هذه الأمسية الشعرية تأتي في
إطار سعي الوزارة للحفاظ على الموروث الثقافي والأدبي الفلسطيني، وتخليد الشعراء
والأدباء والمبدعين الفلسطينيين الذين كانت لهم بصمات واضحة في الحياة الأدبية
الفلسطينية.
وأضاف أن
الشاعر بسيسو صاحب تجربة نضالية وأدبية خالدة في التاريخ الفلسطيني وساهمت في نقل
الأدب الفلسطيني إلى العالمية، وإيصال القضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية من
خلال أعماله الأدبية التي تُرجمت إلى الكثير من اللغات الأجنبية.
من جهته قدم
د.غنيم دراسة نقدية بعنوان "معين بسيسو شاعراً ومسرحياً" أعدها خصيصاً
لهذه الأمسية، حيث قال: "إن المطلع على تطور الرؤية الشعرية عند معين بسيسو
يلاحظ توجهه الناضج للتخلص من المباشرة والخطابية، واتجاهه نحو الصورة المركبة
القائمة على استخدام أدوات فنية أكثر عمقاً، تتوازى مع درامية الواقع، واطّراد
الصراع القائم بين ذات الشاعر ودائرة الموضوع المتسعة لتشمل هموم الذات فالمجتمع
فالعرب فالإنسانية جمعاء.
وتابع:
"باتت أعمال بسيسو منذ منتصف الستينات تتجه نحو المسرح بشكل قوي، حيث قاده
شعره إلى المسرح وبدأت العناصر الدرامية تتبلور في قصائده الغنائية، ومن الواضح أن
الشاعر اعتمد العناصر الدرامية في العديد من قصائده من خلال عدة محاور، تمثلت في
الفكرة، والحبكة، والحوار، والمفارقة، والحدث، والصراع، والشخصية، والجوقة.
وألقي الشعراء
العكشية، والمزين، ووادي مجموعة من قصائدهم الشعرية المميزة التي تناولت العديد من
المواضيع ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني وصمود الشعب
الفلسطيني في وجه غطرسة الاحتلال.
وعبر الحاضرين
عن سعادتهم بهذه الأمسية الشعرية، مؤكدين على ضرورة تكثيف مثل هذه الفعاليات التي
من شأنها إثراء المشهد الثقافي الفلسطيني والنهوض بالحالة الأدبية في قطاع غزة.
يشار أن
الشاعر معين بسيسو من مواليد مدينة غزة 1929، خاض تجربة المسرح الشعري في مصر، درس
الصحافة ثم انخرط في العمل الوطني مبكراً، له الكثير من الأعمال الشعرية،
والدرامية، والنثرية، والمسرحية، حصل على جائزة اللوتس العالمية، وحاز على أعلى
وسام فلسطيني (درع الثورة)، تُرجمت أعماله الأدبية إلى عشرات اللغات العالمية
أبرزها الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والروسية، والإيطالية، والإسبانية،
واليابانية، والفيتنامية، والفارسية، ولغات الجمهوريات السوفيتية، وتوفي في لندن
يوم 23 يناير 1984.