فايروس "الريمكسات" يصيب أغاني الزمن الجميل.. وناقد: "دي أغاني مش قرآن" (تقرير)
شكلت أغاني "كوكب الشرق" أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وعدد كبيير من أعمال عمالقة زمن الفن الجميل، وجدان الكثير من الزعماء والمثقفين والمفكرين، وأيضًا عامة الشعب؛ فكان الرؤساء يحرصون على حضور حفلات هؤلاء النجوم الذي خُلدت أعمالهم في أذهان الكثير، كما شكلت وجدان عدد من الأدباء والمثقفين أمثال الأديب العالمي نجيب محفوظ أول أديب يحصل على جائزة "نوبل" في مجال الأدب، وأنه كان يحرص دائمًا على استماع أغاني أم كلثوم.
في الآوانة الأخيرة ظهرت موسيقى "الريمكس"، والتي انتشرت حول العالم بشكل كبير، ولم يقتصر الأمر على أغاني المهرجانات فقط، بل حول هؤلاء الموزعين أغاني التراث لعمالقة زمن الفن الجميل إلى "ريمكسات" وألحان غريبة عن الأغنية الأصلية لأصحابها.
وكان لـ"العندليب" عبدالحليم حافظ، النصيب الأكبر في هذه الظاهرة من تحويل أغاني التراث إلى مهرجانات، مثل أغنية "سواح"، والغريب في ذلك أن عدد المشاهد تضاعفت كثيرًا عن نسب استماع الأغاني الأصلية.
ولم يقتصر الامر علي ذلك، حيث أن أغاني أم كلثوم، لم تنجو من هذه الظاهرة التي انتشرت عبر "اليوتيوب"، وقاموا بتحويل أغنية "أنت عمري"، والتي تعد من أبرز أغانيها في الوطن العربي، إلى تراك غربي.
فما قام موزعين آخرين بدمج "ريمكس"، لأغنية "أنا والعذاب وهواك"، لموسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب،
وكان لنقاد الموسيقي في مصر رأي آخر في تلك الظاهرة التي أفسدت نسبة كبيرة من تراث الفن في مصر والوطن العربي، فكشف الناقد الموسيقي أشرف عبدالمنعم لـ"الفجر الفني"، عن السبب في ذلك، ومدي تأثير الدمج بين الألحان القديمة بريمكسات غربية، وتوزيعات المهرجانات.
السبب في دمج الريمكسات على أغاني عمالقة زمن الفن الجميل؟
قال "عبدالمنعم" إن الشكل القديم أصبح ممل للغاية، وبالتزامن مع تطور التكنولوجيا بشكل كبير، فأصبح من الصعب على جيل الشباب أن يستمعوا لأغاني التراث بالشكل التقليدي الذي أعتاد الجمهور على سماعها، ولكل فرد الحرية المطلقة في طريقة سماعه للموسيقي التي يهواها، وفي الأول والأخر هذه أغاني وليست قرآن.
الإجراء اللازم ضد من يقوم بالتغيير في أصل الألحان ودمج التوزيعات عليها؟
أكد "عبدالمنعم": "إذا تجرأ أحد على أن يغير في أصل الألحان لابد أن يعاقب، وذلك لأنه قام بإتلاف تراث فني، لعمالقة المطربين في مصر والوطن العربي بأجمعه".
هل الريمكسات والتوزيعات الشعبية بشكل عام أفسدت الذوق العالم في الموسيقي؟
كشف "عبدالمنعم" قائلًا: "الريمكسات والتوزيعات الشعبية هي نتيجة متوقعة بعد تطور التكنولوجيا وصناعة آلات موسيقية حديثة تعمل بمجرد اللمس؛ فمن طبيعة الحياة التطور والخروج عن أطار الروتين، وذلك لأن الموسيقي من العوامل الثقافية، ووسيلة اتصال بين الشعوب وبعضها.