حبيب الصايغ: مسابقة "أمير الشعراء" أعادت الضوء للشعر العربي
عبر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، عن اعتزازه بالمشاركة الإماراتية في مسابقة أمير الشعراء، وقال في بيان صدر اليوم: إن الشعر الإماراتي يثبت يوماً بعد يوم أنه في صلب المشهد، سواء من خلال رموزه الكبار الذين رسخوا مكانتهم، وتحولوا إلى ملهمين أصحاب بصمات ونبرات خاصة، أو من خلال الشباب الذين يمثلهم اليوم الشاعر علي العبدان في مسابقة أمير الشعراء التي تعد واحدةً من أكبر المناسبات الشعرية العربية، ومنصة انطلقت من خلالها العديد من التجارب المهمة.
وتوجه الصايغ باسمه وباسم الشعراء والمبدعين
الإماراتيين والعرب بأسمى آيات الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد
آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي كان وراء فكرة
المسابقة، وقال: لقد كانت لسموه رؤية بالغة العمق والرهافة وهو يطلق الفكرة، حيث
تلمس الحاجة إلى صيغة تعيد إلى الشعر العربي توهجه، وتخرجه من حالة الانكفاء التي
عاشها في مرحلة من المراحل، فكانت مسابقة أمير الشعراء فضاء مفتوحاً أمام المبدعين
يقدمون فيه أنفسهم ضمن أجواء من التحدي، وفي تواصل مباشر مع الجمهور على امتداد
الساحة العربية، ما أسهم في تحقيق منجزين كبيرين، أولهما تحول الثقافة إلى هاجس
جماهيري واسع، وثانيهما ارتفاع الذائقة الفنية والجمالية للمتلقي، مع امتلاكه
ثقافة نقدية تؤهله للحكم والاختيار.
كما شكر لجنة إدارة المهرجانات والبرامج
الثقافية والتراثية في أبوظبي على جهودها لإنجاح المسابقة جنباً إلى جنب مع
الفعاليات الأخرى التي تشرف عليها مثل برنامج "شاعر المليون"، وبرنامج "الشارة
التراثي الثقافي"، و"مهرجان ليوا للرطب"، و"مهرجان الظفرة"،
وسواها.
ووصف هذه الجهود بأنها أسهمت في تعميم الثقافة،
وجعلتها تفصيلاً يومياً وأساسياً يعايشه الإنسان ويتفاعل معه، بما يخدم الهدف
البعيد حول ترسيخ منظومة راقية من القيم الروحية والجمالية والأخلاقية تتوازن مع
حركة التنمية الاقتصادية والسياسية التي تقود المجتمع وتحركه.
وقال الصايغ: لقد نجحت مسابقة أمير الشعراء
في رهاناتها، فأعادت إلى الشعر العربي ألقه، وأثبتت أن الشعر فن له جمهوره الواسع
المتابع، كما أكدت إمكانية تقديم مشروع ثقافي جاد في قالب من التشويق والمتعة، مع
حالة تفاعلية حية تستفيد من التكنولوجيا المعاصرة وتوظفها دون أن تقع أسيرة لها.
ونوه كذلك بلجنة التحكيم وموضوعية معاييرها،
وقال إن هذه الموضوعية كانت وراء نجاح المسابقة واستمرارها، إذ أكسبتها ثقة
الشعراء والجمهور معاً، فالشعراء من جهتهم يقبلون على المشاركة فيها في كثير من
الإحساس بالطمأنينة إلى أن تجاربهم موضع احترام وتقدير، والجمهور كذلك يتابع
المسابقة انطلاقاً من إحساسه بأنه أمام مشروع ثقافي يحترم ذائقته وثقافته ويعلي من
قيم الجمال والأصالة التي يتطلع إليها.
وحول النسخة السابعة من المسابقة التي تتابع
أعمالها الآن قال إنها قدمت أصواتاً شعرية سيكون لها في المستقبل القريب حضور قوي،
لا سيما الأصوات النسائية التي أثبتت - من خلال وصول عشر من الشاعرات من أصل عشرين
مرشحاً ومرشحةً إلى المراحل النهائية - أن المرأة حطمت أسوار العزلة حقاً، واقتحمت
الحياة بكل تفاصيلها، الأمر الذي يقرأ على أنه انتصار لها في وجه الظلاميين الذين
يسعون لا إلى تهميش المرأة فقط، بل إلى استعبادها، وتحويلها إلى سلعة تباع وتشترى.
وختم الأمين العام للاتحاد العام للأدباء
والكتاب العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالدعوة إلى دعم الشاعر
علي العبدان والتصويت له، مؤكداً أن الإبداع الإماراتي بحاجة إلى أبناء الإمارات،
وأن التفاف أبناء الوطن حول المبدع يهبه طاقةً إضافية من شأنها أن تنتقل بتجربته
خطوات إلى الأمام، ما يشكل في نهاية المطاف إنجازاً مضاعفاً تعود ثمراته على
المبدع من جهة، وعلى الوطن من جهة ثانية.