سر جديد عن لوحة دافينشي الأغلى في العالم
هل تذكرون لوحة "مخلص العالم" لليوناردو دافينشي، أغلى لوحة في العالم، والتي كانت تتجهز مؤخراً لتُعرض في متحف اللوفر أبوظبي ابتداء من 18 سبتمبر/أيلول المقبل؟
حسناً، هناك تغير بسيط في المعلومة المذكورة أعلاه: اللوحة الأيقونية قد لا تكون من عمل فنان عصر النهضة فقط، وإنما غالبيتها من عمل مساعده، وفقاً لأحدث أبحاث قامت بها أكاديمية جامعة أكسفورد.
ويدعي مؤرخ الفن والباحث في تاريخ دافينشي، ماثيو لاندروس، أن اللوحة التي بلغت قيمتها 450 مليون دولار، رسمها بيرناردينو لويني، فنان آخر عمل في ورشة عمل الفنان الإيطالي التاريخي. ويعتقد لاندروس أن دافينشي لم يرسم سوى حوالي 20 إلى 30% من اللوحة التي نراها اليوم.
يقول لاندروس في مقابلة هاتفية مع CNN، إن اللوحة هي لوحة دافينشي، مرسومة بالتعاون مع مساعديه في ورشة العمل، مضيفاً: "أعتقد أن مساعدة برناردينو لويني بارزة بشكل كبير في اللوحة".
وسيعرض لاندروس قضيته في تحديث لكتابه من عام 2006، "ليوناردو دافنشي"، الذي من المقرر نشره الشهر المقبل، في ذات الفترة التي يخطط بها متحف اللوفر أبوظبي، بعرض اللوحة التي اشتراها العام الماضي في مزاد لـ"كريستيز" في نيويورك.
مزاد لوحة "مخلص العالم" في 15 نوفمبر من العام 2017 في نيويورك
في كتابه، ينسب لاندروس اللوحة إلى "ليوناردو وورشة عمله"، إذ يعتقد أن الفنان قدّم تصميم اللوحة الأوّلي، ومن ثم قام بإنهائها بعد أن نفذ مساعدوه غالبية العمل. كما تذكر ملاحظات لاندروس أن أسلوب الرسم المعتمد فيها يشير إلى أن لويني كان من رسمها، مؤكداً: "عند النظر إلى لوحات لوينى الأخرى، يمكن ملاحظة كيف أنها جميعها الأقرب مقارنة إلى لوحة مخلص العالم".
وكان برناردينو لوينى رساماً من شمال إيطاليا، ولد حوالي عام 1480. واعتمد لويني الرسم بأسلوب دافينشي، وغالباً ما كان يركز على الشخصيات المسيحية. وكانت قد بيعت مؤخراً إحدى لوحاته، "مادونا والطفل مع القديس جورج والملاك"، في مزاد في لندن مقابل 224 ألف دولار.
ويعتقد لاندروس الذي شاهد اللوحة مرتين، ودرس فحوصاً وصوراً ممسوحة عالية الدقة عن اللوحة، أن يد لوينى واضحة جداً في الأقمشة وفي أجزاء ثوب وحزام المسيح الظاهر في اللوحة. ولكنه، يؤكد أيضاً أن دافينشي هو الذي أنهى اللوحة، مضيفاً بعض الأعمال على اليدين والوجه والكرة الكريستالية.
لوحة "مخلص العالم" بيعت مقابل 450 مليون دولار
ويعود تاريخ اللوحة إلى حوالي عام 1500، ويُعتقد أن رسمها كان قد كُلف من قبل لويس الثاني عشر في فرنسا. ثم في أواخر القرن الـ18، اختفت اللوحة ومن ثم اُعتبرت أنها نسخة عن الحقيقية عندما ظهرت مجدداً في عام 1958، وبيعت مقابل 58 دولارا. وفي عام 2011، استعادتها مجموعة من تجار الفنون لينسبوها مجدداً إلى دافينشي.
وامتدت عملية التوثيق لأكثر من 6 سنوات من الأبحاث المتواصلة، وفقاً لدار مزادات "كريستيز" التي باعتها في عام 2017، مقابل 450.3 مليون دولار، ليُكشف لاحقاً أن المشتري كانت دائرة الثقافة والسياحة في العاصمة الإماراتية، أبوظبي.