وتحكي أغنيته "هنا البصرة" محنة المحتجين، وتنتقد ما وصفه غايب بعجز الزعماء السياسيين والدينيين في مواجهة التوتر المتزايد في المدينة، مركز النفط العراقي.
وفيما يتعلق بفكرة أغنيته، قال المطرب: "أتتني فكرة الأغنية لأنني شعرت أن المظاهرات الآن الصوت الوحيد لها وسائل التواصل، الناس تصور الأشياء المتداولة دائما".
وأضاف: "الراب قلم حر ويصلح لكل شيء اجتماعي. الراب أصله من الشارع"، معتبرا الغناء طريقة صادقة لنقل نبض الشارع و"تفريغ الآلام".
ويوضح غايب أنه منذ بث الأغنية في الثامن من سبتمبر تشاركها ما يزيد على 100 ألف شخص على منصات التواصل الاجتماعي، التي يستخدمها العراقيون منذ فترة طويلة للتعبير عما يقلقهم.
وقال: "الأغنية وصلت، وإن شاء الله تصل أكثر، وسوف تترجم كلماتها، سوف تترجم للإنجليزية وتنشر بصيغة إنجليزية. وعلى السوشيال ميديا انفجرت الأغنية، انفجرت انفجار غير طبيعي".
وأوضخ غايب أنه اضطر لإغلاق الاستوديو الخاص به في 2016 عندما تعرض للتهديد من جانب ما أشار له بـ"أحزاب دينية مؤثرة"، ترى أن الموسيقى بما فيها الراب من المحرمات، ومن هنا كان عليه أن يسجل أغنياته في غرفته التي تحولت إلى استوديو صغير يكتب فيه ويسجل.
وقال غايب: "نحن إذا ظللنا خائفين العمر كله لن يتغير أي شيء ولن نتقدم أو ننجح. سنبقى متقوقعين داخل بيوتنا".
وعانت البصرة، ثاني أكبر مدن العراق، احتجاجات دموية على مدى 5 أيام تعرضت خلالها مبان حكومية للنهب وأضرم فيها محتجون غاضبون النار.
وبدأت المظاهرات لأول مرة في يوليو احتجاجا على الفساد الحكومي وسوء الخدمات العامة، لكنها تصاعدت في سبتمبر، وقتل خلالها 13 شخصا على الأقل فيما أصيب العشرات.
وأدخلت الاضطرابات العراق في أزمة كبيرة في وقت لا يزال يتعين فيه على السياسيين الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة، بعد انتخابات غير حاسمة جرت في مايو الماضي.
ويقول سكان البصرة، التي يقطنها أكثر من مليوني شخص، إنهم نزلوا إلى الشوارع احتجاجا على الفساد وسوء الحكم، الذي تسبب في انهيار البنية التحتية وانقطاع الكهرباء وعدم توفر مياه شرب نظيفة خلال فصل الصيف.
وأضافوا أن إمدادات المياه أصبحت مالحة مما أصابهم بالإعياء في شهور الحر، وأوضحوا أن مئات منهم خضعوا للعلاج في المستشفيات بعد شرب هذه المياه.