محمد رجاء: قيد عائلي حرمني من تكرار العمل مع الفخراني وحزين لغيابه عن العام القادم (حوار)
يؤمن السيناريست محمد رجاء أن السيناريو هو عصب الدراما وان الشرط الأساسي في صنع عمل جيد الا يتعالى على الجمهور وان يكون مكتوبا بإخلاص ليصل إلى قلوب الجماهير في الوقت ذاته يعترف أن انشغاله بكتابة قيد عائلي هو ما حرمه من تكرار التعاون مع النجم الكبير يحيى الفخراني عن السينما والمخرج الذي افسد احد أعماله يتحدث محمد رجاء.
لماذا غيرت اسم مسلسلك من البيت الأبيض
لقيد عائلي ؟
كان "البيت الأبيض"، مجرد عنوانا
مؤقتا تم وضعه عندما كتبت المعالجة والحلقة الأولى، ولكن مع كتابة الحلقات اللاحقة
مع ميشيل نبيل ظهر "قيد عائلي" وفرض نفسه لأنه ملائما للأحداث وطبيعة الموضوع.
الطوفان كان به عدد كبير من القصص المتشابكة
ومسلسلك الجديد كذلك هل تحب مثل هذه النوعية ؟
أنا أحب الدراما بشكل عام بكل نوعياتها،
وأتفهم جيدا أن لكل نوع طريقته الخاصة في الكتابة والبناء سواء كان العمل لشخصية رئيسية
أو خمس شخصيات تتقاسم الحدث أو ثلاثون شخصية في بطولة جماعية مثل الطوفان وقيد عائلي،
المهم أن يكون العمل بصرف النظر عن نوعيته مسليا وبسيطا وممتعا وقريبا من الناس دون
تفذلك أو تغريب أو استعراض وأن يحتوي على موضوع ومحتوى واضح وألا يكون فارغًا.
٢٥ بطل في عمل واحد كيف استطعت كتابة كل
هذه الشخصيات ؟
المعالجة هي أساس العمل الدرامي، وكتابة
عمل يحتوي على عدد كبير من الشخصيات والعلاقات مثل الطوفان أو قيد عائلي هو أمر ممتع
جدا ويتطلب معالجة قوية وواضحة لكل الشخصيات وتاريخها وحالتها النفسية والاجتماعية
بل وسماتها الشكلية أيضا حيث ارسم شجرة كبيرة وأراعي أن تكون كل ثمرة في هذه الشجرة
مختلفة ومميزة وذات لون ومذاق خاص وأن تكون العلاقات بين الشخصيات جديدة وغريبة ومدهشة
وربما مريضة وأقصد هنا المرض الذي يخدم الدراما بشكل ايجابي.
بعد النجاح الكبير للطوفان كيف أثر هذا
في تفكيرك وهل تبحث عن نجاح مماثل ؟
أثق بشكل كبير في مجموعة فنون مصر وفي الاستاذين
ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز وهي الشركة التي تبنت الطوفان وسخرت كل جهودها حتى
ظهر إلى النور كما تخيلناه، وهو نوع صعب كان يتم إنتاجه سابقا برعاية قطاع الإنتاج
بالتليفزيون المصري واختفى منذ فترة طويلة وهذا النوع بالتحديد نوع أصيل في تاريخ الدراما
وهو ما تربيت عليه وتشكلت عليه ذائقتي الفنية وسيدرك الجمهور مع الحلقات الأولى أن
قيد عائلي مختلف تماما عن الطوفان وأن لا وجه للمقارنة بينهما وأتمنى النجاح لكل الأعمال
التي أقدمها وكل الأعمال التي يقدمها زملائي بإخلاص وحب.
كثرة الاعتذار عن المسلسل هل ضايقتك؟
في مسلسل يحتوي على 25 شخصية فمن حقنا أن
نحصل على عشر اعتذارات مثلا، ولن أتحدث عن قائمة الاعتذارات الطويلة التي طالت الطوفان
قبل بداية تصويره، حيث كان هناك اعتذارات كثيرة وفي النهاية ظهر الطوفان ونجح، وأرى
أن التركيز مع أخبار المسلسل بشكل عام هو أمر عظيم جدا لأنه دليلا على ثقل المسلسل
عند المتابعين، كما أن اغلب الأخبار التي تم تداولها عن اعتذار بعض الفنانين كانت خاطئة،
حيث كانت بعض الأسماء مطروحة كترشيح فقط، البعض الآخر أعتذر بالفعل لظروف خاصة تمنعه
من الالتزام بجدول التصوير حاليا، وبالطبع كنت أتمنى العمل مع المعتذرين لأنهم فنانين
كبار، وأتمنى التوفيق لكل نجوم قيد عائلي لأنهم مجموعة من الفنانين الذين يعشقون الفن
والتشخيص وعلى وعي تام بطبيعة ونوع المسلسل بصرف النظر عن أي حسابات شخصية متعلقة بصورتهم
كنجوم والجميل أنهم من أجيال مختلفة.
لماذا تفضل دائما الدراما الاجتماعية العائلية؟
أنا أفضل الدراما التي تحلل الإنسان، وتتطرق
الى علاقته بنفسه وبالمحيطين به، وارى دائما أن الدراما الاجتماعية في مصر هي أكثر
أنواع الدراما التي تبقى وتعيش وتؤثر في الوجدان بشكل حقيقي.
هل تفضل العمل مع مخرج خلفيته سينمائية
أم مخرج تليفزيوني متخصص ؟
أفضل العمل مع المخرج الشاطر المحترف القادر
على إدارة الممثل، وإدارة العناصر الفنية بسلاسة والذي يقدر النص ويقدم حلولا إخراجية
حقيقية، لإبراز المعنى الموجود في المشهد دون تفذلك أو مشاكل نفسية أو صراع مع المكتوب
مهما كانت خلفيته سينمائية أو تليفزيونية.
لا تعمل إلا مع النجوم هل هذا قرار ؟
أنا أعشق الممثل، وأفرق دائما بين الممثل
والنجم، وأعشق الفنان الذي يفرق بين كونه ممثلا محترفا وبين كونه نجما لديه صورته وحساباته
الخاصة التي من الممكن أن تعطل أو تكبت الممثل بداخله، وبالطبع عملي مع أسماء معينة
لها بريق خاص من النجومية مثل دكتور يحيى الفخراني أو يسرا لم يأت بقرار ولكل عمل ظروفه
الخاصة.
لماذا لم يتكرر تعاونك مع النجم يحيى الفخراني
وحقيقة أن قيد عائلي حرمك من هذا ؟
بعد نجاح بالحجم العائلي، كان هناك نية
مشتركة للعمل سويا مرة أخرى، وقد التقيت بالمخرج شادي الفخراني للبحث عن فكرة بالفعل،
ولكني كنت قد بدأت العمل منذ منتصف شهر رمضان، على قيد عائلي، كما كان هناك مشروعا
رمضانيا آخر أعمل عليه لنجمتين كبيرتين في بطولة مشتركة بينهما ولم ننجح للأسف في تسويقه
بعد أن كتبت منه عدد كبير من الحلقات، وهو ما جعلني أشعر وقتها بصعوبة العمل في مسلسل
جديد مع دكتور يحيى الفخراني لأنه أمر يتطلب نوعا من التفرغ التام ولكننا نتحدث دائما
عن رغبة مشتركة في أن نلتقي مرة أخرى.
متى سنراك في السينما ؟
أتمنى عمل نوع خاص من السينما كأفلام ميوزكال
أو أنيميشن ولدى طموح أن أقدم فيلما تكون بطلته قطة، أتمنى أن أجد فرصة مناسبة لتحقيق
خيالي الخاص في السينما لأن السينما أمر مختلف تماما عن الدراما التليفزيونية.
من تقصد على السوشيال ميديا بالمخرج الذي
يفسد العمل وهل هو حديث عام أم عن مخرج بعينه ؟
بشكل عام أنا أحترم المخرج وأقدر وجهة نظره،
ومرن جدا في النقاش معه خلال فترة التحضير، وأرى أن العمل الفني وخاصة الدراما التليفزيونية
عمل جماعي لابد أن تتعاون فيه كافة العناصر معا وألا يستأثر مخرج مريض أو سيناريست
أناني بكل هذا ويقول إنها رؤيتي ولكن هناك
تجربة بعينها قام بإفسادها احد من يمتهنون
مهنة الإخراج، ولن أذكر أسمه، أو اسمها حيث قام بخيانة كل ما اتفقنا عليه خلال فترة
التحضيرات، وعند التصوير قام بالتدخل دون الرجوع لي في النص والحوار الذي كتبته رغم
أني من رشحته للشركة المنتجة للقيام بإخراج العمل من الأساس، فقد قام بإفساد النص وإضاعة
الكثير من مذاقه وقيمته وفي المقابل لم يضف شيئا فقد كانت مسئولية إخراج عمل تليفزيوني
كبيرة عليه وقد اعترف بذلك بنفسه عند عرض الحلقات وأقر بأنه لن يكررها مرة أخرى، والاعتراف
بالخطأ شيء عظيم.