رحلة في عالم "بشوش الدراما" رشوان توفيق: برفض العمل لمراعاة زوجتي.. وعادل إمام لن يتكرر (حوار)
داخل منزل عتيق من منازل حي الزمالك، الذي شهد على حياة العديد من عمالقة نجوم الفن، يسكن الفنان القدير صاحب الوجه البشوش رشوان توفيق، في اللحظات الأولى التي وطأت فيها أقدامنا عتبات منزله، شعرنا وكأننا تم فصلنا عن العالم الذي جئنا منه، لنجد جدران مُزينة بصور فوتوغرافية قديمة، وجوائز لا حصر لها، استقبلنا الفنان القدير بعبارات ترحيب بسيطة وابتسامته المعهودة، وبتلقائية شديدة يعتذر لنا: "البيت مكركب أصل الحاجة تعبانة"، وقبل الشروع في حديثنا الصحفي وببساطة مجتمعنا المصري الشهيرة، إذ به يخرج لشرفته التي تطل على الشارع مباشرة، وينادي على صاحب "كشك" بجوار الشرفة: "هات 4 كازوزة".
ذكريات وحكايات عن عالم الفن الجميل، رواها لنا النجم القدير رشوان
توفيق، وفي السطور التالية نأخذكم لرحلة في بستان عالمه الفني..
"التمثيل كان ممكن
يضيع مستقبلي"
"انا
بحب التمثيل جدا.. ووالدي كان عاشق للفن" تلك هي الكلمات الأولى التي بدأ
رشوان توفيق، حواره لنا، حيث أكد أن بدايته في عالم الفن كانت من خلال مدرسته
بالتعليم الإبتدائي، حيث رشح نفسه لشخصية "عمر بن الخطاب" بإحدى عروض
الفرقة المسرحية التابعة لمدرسته، لتكون هي أول شخصية يقدمها في حياته الفنية،
تكونت لديه رغبة بتعزيز موهبته بالدراسة، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية،
وبعد تخرجه التحق بالعمل بمبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون كمدير استديو،
"اشتغلت فيه وكان لسه المبنى ده تراب" هذا هو وصفه لبداية عمله
بالتلفزيون، ورافقه في هذه الرحلة الفنان عزت العلايلي، وأحمد توفيق ومنير التوني،
تكونت لديهم رغبة في التمثيل فجاءت لهم فكرة تكوين فرقة مسرحية خاصة بالتلفزيون،
تنتج العديد من المسرحيات تعرض لمدة 15 يوما ثم تذاع على شاشة التلفزيون، ومن هنا
كانت انطلاقته الحقيقة في عالم الفن.
فاتن
حمامة.. أمل وندم وإعجاب
بعد
تقديم العديد من النصوص المسرحية، والاشتراك في العديد من المسلسلات والسهرات
الإذاعية، لمع اسم رشوان توفيق في الوسط الفني، وبدأ يتطلع للوقوف أمام عمالة
لسينما، ويتفاجئ بترشيحه للوقوف بطلا أمام الفنانة فاتن حمامة، في فيلمها الشهير
"الباب المفتوح" ولكن تم اختيار الكابتن صلاح سليم، للقيام بهذا الدور،
شعر رشوان توفيق بخيبة أمل، وحزن شديد لضياع فرصة تمثيله أمام فاتن حمامة، التي
وصفها لنا بأنها "عملاقة" وأبهرته بقدرتها على تقمص الشخصية التي تؤديها
فيقول لنا: "تبقى واقفة عادي ومجرد ما المخرج يقول كلمة البداية بلاقيها
اتحولت وعاشت في الشخصية اللي بتجسدها جدا وبتعمل حالة معايشة للدور بطريقة
غريبة"، كلمات خرجت من لسانه بنبرة أكدت لنا صدق مشاعره وحديثه برغبته الحقيقية
في التمثيل أمام سيدة الشاشة، التي تتحققت دراميا من خلال مسلسل "ضمير أبلة
حكمت".
لم
يظهر رشوان توفيق، في السينما بشكل كبير مثل باقي النجوم، ولكن لديه أدوارا في عدد
محدود من الأفلام تمثل له علامة فارقة في مشواره الفني، وبسؤالنا عن الأدوار التي
يعتز بها في السينما كانت إجابته: "جريمة في الحي الهادي"، "الإنثى
والذئاب"، و"الملاعيين".. الأدوار دي أنا بحبها جدا"، وعن
رأيه في السينما الحالية أكد أنها أصبحت سينما "عشوائيات"، تهتم
بالعشوائيات وما يحدث بها فقط، وعند سؤاله عن سبب ذلك أجاب: "لإن دول اللي
المنتجين عايزينهم يدخلوا السينما"، واستنكر تحويل أحمد عز، بوسامته إلى بلطجي
يسكن بهذه العشوائيات.
"الطيب والشرير
والحكيم".. رحلة درامية ثرية
"ربنا
كرمني ومنحنة نعمة إن الناس تحب أي شخصية أعملها".. كانت هي إجابته عند
سؤالنا له كيف نجح في الانتقال بين الشخصيات الطيبة والشريرة، واقتنع به الجمهور
في كافة الأدوار التي أداها، "صعيدي وكوميدي وتاريخي ودرامي
واجتماعي"، ولكن المسلسلات الأقرب له
"أين قلبي"، "الأدهم"، "المال والبنون"، "الضوء
الشارد".
شارك
رشوان توفيق مؤخرا بمسلسل "نصيبي وقمستك" للمؤلف عمرو محمود يس، وعن
فكرة قبوله للعمل بالمسلسل أكد "توفيق" أنه رفض الاشتراك بالمسلسل قبل
قراءة السيناريو، وذلك لتفرغه لرعاية زوجته المريضة، إذ به يتفاجئ بإصرار شديد من
عمرو، على الاشتراك معهم في المسلسل قائلا: "والله ياحاج رشوان الدور ده أنا
كاتبه علشانك"، وببسمة وفرحة تملئ عينيه قال رشوان توفيق: "وافقت
واتفاجئت بالمنتج بيكلمني بيقولي الخماسية اللي اشتركت فيها من أنجح الحلقات وكنت
مبسوط أوي من كلامه الحمدلله".
تألق
رشوان توفيق في العديد من المسلسلات الدرامية التاريخية والدينية، وعند سؤالنا له
لماذا اختفت هذه الأعمال حاليا، قال أن المنتجين الحاليين لا يوجد لديهم القدرة
على بناء ديكورات تاريخية ودينية، وعلى الدولة إعادة إنتاج مثل هذه الأعمال
الدرامية وإتاحة الفرصة للنجوم الشباب في الظهور، فقديما كانت استديوهات الدولة لن
تتوقف عن الإنتاج، أما المنتج حاليا لا يرغب إلا في المقابل المادي فقط، وبرهن لنا
على نجاح إنتاج مسلسلات الدولة، أنها عندما تُعرض حاليا عبر القنوات مازالت تحقق
نسب مشاهدة عالية.
"الدراما
دلوقتي بقت حاجة صعبة أوي" هذا هو وصفه لحال الدراما حاليا، علامات وجه حملت
علامات رفض واستنكار للمسلسلات التي يتم إنتاجه حاليا، وشدد على دور الرقابة في
منع عرض أي عمل يحوي ألفاظا خارجة أو مشاهد عنف.
"عادل إمام ظاهرة لن تتكرر.. ومحمد صبحي يجب أن يكون مستشارا للرئيس"
أشاد رشوان توفيق، بالنجم
عادل إمام، فيراه نجما لن ينجبه الوسط الفني وظاهرة لن تتكرر، فموهبته فاقت نجيب
الريحاني وعمالقة الفن قديما، ظهرت علامات دهشتنا من هذه المقارنة، ليجيب على
حيرتنا قائلا: "عادل قدر يعمل الهلفوت والزعيم والشيال والكوميدي والحرامي..
بس نجيب الريحاني مثقف واحتفظ بشخيصيته المثقفة وكفيلسوف فقط"، وانتقل
بالحديث عن الفنان محمد صبحي، الذي تمنى أن يراه مستشارا للرئيس عبدالفتاح السيسي،
لما يحمله من ثقافة وموهبة وعلم وشخصية محترمة.
تكريمات
وجوائز وشهادات تكريم تملئ الغرفة التي استقبلنا بها، وعند سؤاله عن الجائزة
المفضلة لديه كانت إجابته "المركز الكاثوليكي"، "ومهرجان
الإعلام"، وببساطة وبسمة رقيقة أكد "الخلوق" رشوان توفيق، عند
سؤاله عن التكريم الذي ينتظره من الدولة، أنه لا يتمنى سوى أن يخرج من الدنيا
آمنا، ويترك ذكرى جميلة لدى جمهوره هذا هو الذي ينتظره.
لمسة وفاء
ها
نحن على أعتاب عام ميلادي جديد، وبسؤالنا له عن أمنيته في العام الجديد أصابتنا
إجابته بدهشة وتعجب فأمنيته هي أن يطيل الله في عمره حتى يرعى زوجته المريضة، وأكد
لنا أنه يرفض أعمالا فنية حتى لا ينشغل عنها، ووصل الأمر به إلى حاجته لاجراء
عملية جراحية بأذنه، ولكنه يرفض حتى لا يذهب إلى المستشفى ويغيب عنها، وعند سؤاله
عن سبب ذلك قال: "بحس إن فيها من أمي.. واستحملت معايا حاجات كتير جدا وتستحق
مني كل هذا الحب والتقدير".