طارق الشناوي يكتب: خطأ الآباء يصلحه الأبناء!!
سعدت جدا وأنا أقرأ هذا الخبر، محمد عادل إمام وكريم محمود عبدالعزيز سوف يتشاركان فى بطولة مسلسل (هوجان)، وهو ما أكدته الزميلة سالى الجناينى على صفحات جريدة (أخبار اليوم)، عادل إمام ومحمود عبدالعزيز كان بينهما حرب باردة حينا وساخنة فى أغلب الأحيان، ولم يعرفا لحظات هدوء إلا قليلا، رغم أن عادل قبل رحيل محمود كان دائم الاتصال وحريصا على زيارته، ولكن محمود لأنه وصل إلى مرحلة مرضية متأخرة فلم يشأ أن يراه أحد.
خشيت أن تمتد الصراعات للجيل التالى عملا بالآية فى العهد القديم (الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون)، جاء الخبر ليؤكد أن الأبناء (سمن على عسل).
المعركة بين قطبى الجماهير لها جذورها، أما سببها فهو قطعا شركات الإنتاج التى تؤدى إلى تراشق ما هنا يرد عليه بتراشق هناك، وهو ما كان قائما أيضا بدرجة ما بين عادل إمام وأحمد زكى.
فى نهاية الثمانينيات شهدنا الذروة فى مسلسل (رافت الهجان) عندما تم ترشيح محمود عبدالعزيز بعد اعتذار عادل إمام، اشترط عادل على كاتب المسلسل صالح مرسى إلغاء (الفلاش باك) ولكن صالح صاحب موهبة لا خلاف عليها، وكان أيضا مسموع الكلمة عند جهاز المخابرات، وهكذا تمسكوا بصالح وضحوا بعادل، وجاء الدور وكأنه ينادى على محمود فيقفز به درجات غير مسبوقة إلى قلوب الناس، كان عادل عام 1984، قدم من ملفات المخابرات (الدموع فى عيون وقحة) عن حياة جمعة الشوان واسمه الحقيقى أحمد الهوان، وبديهى وعادل هو الاسم الأكثر جاذبية أن يواصل الطريق فى (الهجان)، ولكن القدر كان له رأى آخر ليصبح المسلسل هو درة التاج لمحمود، ويتكرر الأمر بعدها ببضع سنوات عندما يطلب عادل تغييرات فى سيناريو (الكيت كات) بعد أن عرضه عليه المنتج حسين القلا، ويذهب الفيلم لمحمود فيصبح هو أيضا عنوان محمود عبدالعزيز الأثير على شاشة السينما. كانت هناك محاولة من الإعلامى والكاتب الصحفى والمنتج عماد أديب للجمع بينهما فى (حسن ومرقص) وتصالحا فى مهرجان (كان) 2008، الغريب فى الأمر أن الذى أفسد اللقاء وبالطبع عن غير قصد، لقاء أجراه عمرو أديب مع محمود عبدالعزيز على شاشة (الأوربت)، أعاد مرة أخرى تفاصيل خلافه مع عادل، فانسحب عادل من الفيلم، فكان الحل هو أن يؤدى الدور عمر الشريف.
شاهدت مع الأسف فى أكثر من موقف أن الأبناء يرثون من آبائهم الكراهية.
كان محمد الموجى لديه معركة مع بليغ حمدى، تصور الموجى أنه أخذ منه مطربه المفضل الذى اكتشفه ووضعه على الطريق عبدالحليم حافظ، كما أن الموجى كان أول من راهنت عليه أم كلثوم من بين ملحنى الخمسينيات ورددت له (بالسلام إحنا بدينا بالسلام) و(محلاك يا مصرى وانت ع الدفة) و(حانة الأقدار) و(أوقدوا الشموس) وغيرها، ولكن رشق معها بليغ أكثر منذ مطلع الستينيات.
الموجى قدم ما يربو على 1800 أغنية وبليغ نحو 1400، ورغم ذلك فإن معدل تداول موسيقى بليغ فى (الميديا) أكثر من الموجى، واعتقد الموجى الصغير أن هناك انحيازا لصالح بليغ ضد والده، وكثيرا ما أثار ذلك فى الصحافة، وهو قطعا غير صحيح، هذا لا يقلل أبدا من إنجاز الموجى، كأحد عمالقة النغم الكبار فى بلادنا.
أنتظر أن ما لم يحققه عادل ومحمود فى (حسن ومرقص) ينجزه محمد وكريم فى (هوجان)، ماتسألنيش مين هوجان لأنى بصراحة ما أعرفش!.