أول قضية ضد النقد السينمائي في الجزائر.. المدير الفني لمهرجان "وهران" يكشف تفاصيل استدعائه
أكد الكاتب الصحفي والناقد السينمائي الجزائري محمد علال المدير الفني لمهرجان "وهران" السينمائي الدولي، أنه تلقى استدعاء من طرف "ضبطية الشرطة القضائية"، وبالتوجه إلى مقر الأمن لمعرفة الأسباب، تبين أن "الشاكي" هو المنتجة السينمائية سميرة حاج جيلالي، بسبب هجومه على مشاركة الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو المتهم في قضية تحرش جنسي، في الفيلم الجزائري التاريخي "أحمد باي".
ووصف "علاء" في تصريحات صحفية، الأمر بأنه "وصمة عار على جبيننا جميعا، عندما ندير ظهرنا إلى بشاعة الصورة التي يحملها ديبارديو و التي تتعارض مع العالمية اليوم، و مبادئ الدولة الجزائرية، كيف ننسى أن الرجل كان على رأس الموقعين على عريضة تصفُ نصوص القرآن الكريم بـ(الإرهابية)، و تطالب بحذف العديد من الآيات من القران و إعادة صياغته بما يتماشى مع العولمة !".
وأضاف مستنكرًا: "كيف نتحدث عن عالمية السينما الجزائرية، و ننسى تهم التحرش الجنسي التي تحاصر ديبارديو، هل أصبحنا فعلا قبلة للمتحرشين؟، إن كان الأمر كذلك، فلنعقد ندوة في الجزائر لطارق رمضان مثلا، و نحيي حفلة لسعد لمجرد و نحتضن المنتج الأمريكي هارفي واينستين صاحب أشهر قضايا تحرش، أو الممثل كيفن سبيسي، ولنقل للعالم (معلش).
واستطرد: "لندير ظهرنا إذن، إلى جائزة نوبل للسلام التي مُنحت هذه السنة للطبيب الكونغولي دينيس موكويغي، والناشطة اليزيدية نادية مراد يعوض، لكفاحهما ضد التحرش الجنسي، أو نبزق على شعار السينما العالمية هذا العام (me too) الذي رفع لأول مرة في كل مهرجانات العالم، للتنديد بالتحرش الجنسي، و هي التهمة التي لا تزال تحاصر ديبارديو حتى الآن".
وأضاف: "ثم هل يعقل أن يتم تجاهل صرخة الصحافة، التي بح صوتها و هي تطالب، بضرورة الكشف عن الميزانيات و المبالغ الذي يتقاضاها الممثل الأجنبي ، كما ينص الدستور في المادة 50، حرية الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية وعلى الشبكات الإعلامية مضمونة ولا تُقيد بأي شكل من أشكال الرقابة القبلية".
وتابع: "من المهم أيضا، السؤال، كيف نفتح الأبواب لكي يطأ أرض الشهداء، من يحمل فوق ظهره تهم التهرب الضريبي في بلاده، و يأتي إلينا باعتبارنا (البقرة الحلوب)، ثم و ها قد تم الانتهاء من تصوير الفيلم، هل عاد ديبارديو إلى الجزائر لتصوير باقي المشاهد كما تم التصريح بذلك خلال زيارته الأولى،السؤال مطروح و الإجابة للأسف يعلمها الجميع".
وأضاف: "أعيد و أقول أنني سأستمر في ممارسة عملي كناقد و صحفي متخصص في المشهد الثقافي و السينمائي، لن أتوقف أبدا عن انتقاد و كشف عيوب كل ما أراه يسئ إلى السينما، و سأستمر في تعرية الدخلاء على الميدان، لا تهمني الحياة الشخصية للأفراد، و لو لم يرتبط اسم المنتجة بمشروع سينمائي، لما انشغلت بأمرها أصلا".
واختتم: "أود الإشارة إلى أن المعاملة التي تلقيتها من طرف أفراد ضبطية الشرطة القضائية، كانت إحترافية و راقية جدا، وهو أمر يجب الاعتراف به و الإشارة إليه هنا، أما موضوع العدالة فأنا معها دائما و أثق فيها، ومن حق أي شخص أن يرفع دعوى قضائية، من يحلم في سجننا و لو يوما واحدا، عليه أن يقتنع أنه سيبقى أبد الدهر سجيناً، الكلمة الصادقة والحقيقة المرة الموجعة".