برومو فيلم القرموطي يثير غضب الأثريين.. ومطالبات بمنع عرضه
قال الدكتور سكر عبد الحليم مفتش بوزارة الآثار، إن مقطع الفيديو المنتشر، والذي يمثل إعلانًا ترويجيًا لأحد الأفلام التي سيتم عرضها قريبًا يمثل إهانة للحضارة المصرية القديمة.
وأوضح سكر في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن البرومو الخاص بالفيلم، يحوي عدة نقاط سلبية الأولى منها، أن تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، يعتبر حدثًا عالميًا ينتظره العالم كله في الثاني والعشرين من ديسمبر من كل عام، وهو حدث يجب إظهاره في الأعمال الفنية ولكن بشكل لائق، وصحيح تاريخيًا بحيث يكون المشهد أو اللقطة ترويجًا لا استهزاءًا بآثارنا وحضارتنا المجيدة.
وأشار سكر إلى أن المواطنين حول العالم غير مدركين لأبعاد عظمة حضارتنا، ولو أن هذا المقطع تم تداوله على السوشيال ميديا العالمية ولو بدون ترجمه، فسوف يوحي وكأننا نخادع السائحين ونختلق مشهد التعامد على حسب قوله.
وشدد سكر على أن الرقابة على الأعمال الفنية غائبة في مصر، كيف تمر مثل تلكم المشاهد المهينة من الرقابة على الأعمال الفنية، وكيف يتم السماح ببثها، وكيف لا يتم تمرير الأعمال الفنية التي تحوي مشاهد تخص الآثار والسياحة والثقافة المصرية على وزارات الآثار والسياحة والثقافة لتقرير المناسب من عدمه.
وأوضح سكر أن الأعمال الفنية في السنوات الأخير ابتعدت عن المحتوى اللائق بحجة الإبداع، وفي النهاية يخرج الفيلم أو العمل مفتقرًا لمقومات ذاك الإبداع الذي يتغنى به الجميع، وأضاف أن ما خفي كان أعظم فهذا ما ظهر في البرومو فماذا عن البقية.
وفي ذات السياق قال الباحث الأثري أحمد عامر، في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إن إعلان الفيلم الكوميدي "القرموطي بيتمرمط"، الذي تناول فيه الحضارة الفرعونية بشكل ساخر، حيث أن مثل هذه الأفلاه مثال واضح على هدم وعي المصريين بقيمة الحضارة الفرعونية، فهذه ليست المره الأولى التي فيها يتم التهكم علي الحضارة الفرعونية، ففي رمضان الماضي تعرضت الحضارة المصرية القديمة للسخرية في مسلسل ربع رومي، وأيضًا للتشوية في مسلسل طايع.
وتساءل عامر أين دور الرقابة علي مثل هذه الأفلام والمسلسلات؟ فهنا نجد مجرد بحث عن الشهره وفي سبيل ذلك يتم التعرض للحضارة الفرعونية بشكل مهين، وبدلًا من أن ننتج أفلامًا يقدم مضمونها هادفًا يتناسب مع قيمة حضارتنا نفعل العكس.
لسنا ضد الفن ولكننا ضد إهانة الحضارة، وأليس القائمين على العمل هم مصريون؟! لا يوجد دولة تمتلك ما نمتلكه من تراث حضاري وأثري تفعل مثل ما نفعل بحضارتنا.
وتابع عامر: لا بد من عمل قانون أو إضافة مادة في قانون الآثار المعدل لعام 2010 بأن يتم تجريم مثل هذه الأفعال بل وأيضًا يتم المحاسبة عليها بالحبس والغرامة، وفقًا لما تقدرة الدولة المصرية، فكيف تكون آثارنا لا تقدر بثمن، ثم نسخر منها بهذا الشكل، فالأمر أصبح خارج السيطرة ففي الأسبوع الماضي شاهدنا في مباراة لكرة القدم ظهور أحد الأيقونات الفرعونية بشكل مستفز لمشاعرنا.
ومن جانبه قال تامر المنشاوي باحث في علم الآثار المصرية القديمة، إن مثل هذا المشهد، لا يليق مطلقًا، فهو يسيء بشكل مباشر للحضارة المصرية القديمة، ولابد من تقديم اعتذار لكل الشعب المصري عن مثل هذا الخلل الفني، فتعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني، له أهمية كبيرة، ويكفي أن الحضارة المصرية قدمت الكثير والكثير في علوم الهندسة والعمارة والفن والنحت والعالم كله يقف تعظيمًا واحترامًا لها، فكيف بنا نحن المصريون نستهزئ بحضارتنا بهذا الشكل الغير لائق لا من قريب ولا من بعيد.