قصر ثقافة "أبو المطامير".. وصية محمود الجندي لوزارة الثقافة (فيديو وصور)
العودة للجذور كان هدف الراحل محمود الجندي، منذ أربعة عشر عاما، سخر حياته في خدمة أهالي قرية "أبو المطامير" مسقط رأسه، وسعى لإنشاء قصر ثقافة بها، يستفيد منه شباب وأطفال قريته، ولكنه رحل قبل أن يكتمل حلمه، والتقت "الفجر الفني"، بأعضاء فرقة محمود الجندي المسرحية "أبو المطامير سابقا" بين جدران القصر الذي لم يكتمل وأصبح وصية للراحل تحملها وزارة الثقافة على عاتقها.
البداية كانت داخل بيت الثقافة بـ"أبو المطامير"
كّون محمود الجندي أعضاء الفرقة المسرحية داخل قصر الثقافة الذي يبعد
عن منزله الذي نشأ وتربى بداخله، لمدة أربعة عشر عاما، ليرد جزء من دعم أهالي
قريته له ومساندته حتى أصبح فنانًا شهيًرا، كان يقدم من خلاله عرضا سنويا على
نفقته الخاصة، زرع داخلهم عشق المسرح، حتى
أصبحوا محترفين وتم تكريمهم من قبل محافظة البحيرة، وتكريما له تم تغيير اسم
الفرقة لتحمل اسمه "فرقة محمود الجندي".
حلم بناء مسرح بـ"أبو المطامير"
كان الراحل محمود
الجندي يحلم ببناء مسرح كبير لفرقته التي كونها منذ 10 سنوات، وتضم ما يقرب من 52
ممثلا شابا، بدلا من الغرفة الضيقة ببيت ثقافة "ابو المطامير"، التي تجرى
بداخلها بروفات العروض، وعند فترة العرض السنوي كان يقم ببناء مسرح خارجي بإحدى ساحات
القرى على نفقته الخاصة.
تحويل أرض مهجورة لصرح ثقافي في 6 أشهر
سعى الراحل محمود الجندي وراء استخلاص أوراق قطعة أرض مهجورة تبلغ مساحتها 1200 متر مربع، خلال 6 أشهر شيد عليها قصر ثقافة لممارسة الأنشطة الثقافية والمسرحية، بالمحافظة، ويتكون من ثلاث طوابق، الأول يضم قاعة مسرح كبيرة وغرفة استقبال لكبار الزوار، والطابق الثاني مخصص لإقامة جاليري وقاعات للفنون التشكيلية، بينما خصص الطابق الثالت لغرف لتغير الملابس الخاصة بالممثلين، فضلًا عن خدمة فندقية للفرق التي يستضيفها المسرح.
مدير الفرقة: الفنان كان حلمه إقامة حفل كبير بمناسبة بناء أول قصر ثقافة بالمحافظة
"كان نفسي
أنظم احتفالية ضخمة يحضرها كبار النجوم والمثقفين وإقامة عروض مستمرة على خشبة مسرح
بـ"المطامير"، هذا آخر ما قاله الفنان الراحل لمدير فرقته أحمد مهران، قبل أن يرحل عن عالمنا بيومين، لافتًا إلى أن الحالة الصحية لـ"الجندي" لم تمنعه
من متابعة ومباشرة مراحل البناء الأولى للقصر.
أعضاء الفرقة: هنحقق حلمه ردا لجميله
أكد أعضاء الفرقة
أن خطتهم في الفترة المقبلة هي تحقيق الحلم الذي سعى وراءه الفنان محمود الجندي قبل
رحيله ورد جميله بتطبيق ما تعلموه على يده داخل المسرح، فضلًا عن الخدمات التي قدمها
لهم حتى يصبحوا فنانين أمام أهل قريتهم.
المخرج المنفذ للفرقة: "الجندي" أنفق أكثر من 150 ألف جنية على بناء المسرح
كشف أحمد فايق، المخرج المنفذ للفرقة، أن الراحل كان يبنى مسرحا على نفقته الخاصة، ويرسل من القاهرة
وحدة صوت وإضاءة، حتى يتم إقامة عرض مسرحي مشرف وكبير، لافتًا إلى أنه في الآونة الأخيرة
تم وقف العرض المسرحي بقرار من وزارة الثقافة.
هكذا امتلك "الجندي" قلوب أعضاء فرقه
كان الراحل يحرص
دائمًا على التواجد مع أعضاء فرقته وكأنهم أسرته الكبيرة، فكان يشاركهم أفراحهم وأحزانهم
ونجاحهم، فذكر أحد أعضاء الفرقة أنه أنفق أكثر من 20 ألف جنيه حتى يتم تركيب مبردات
هواء لهم تخفف عليهم الشعور بارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.
وذكر آخر أنه عند
وفاة عضوة بالفرقة كان أول المتواجدين وكأنها بنته التي لم ينجبها، فضلًا عن
تكفله برعاية أكثر من 50 أسرة منذ سنوات بـ"أبو المطامير".
جثمان محمود الجندي يودع قصر ثقافة "أبو المطامير"
رفض الجندي أن
يرحل عن عالمنا دون أن يودع المكان الأقرب لقلبه، وهو بيت ثقافة "أبو المطامير"،
حيث خرج الجثمان من منزله القديم الكائن بمحيط نقطة شرطة، وبيت الثقافة، ليقف أهالي
القرية وأقارب الراحل أمام قصر الثقافة أكثر من 10 دقائق لتودع روحه حلمه الذي لم يراه
وخطفه الموت منه.