طارق الشناوي يكتب: لينا وياسين ضحية مين!
أتجنب عادة الكتابة عن القضايا الشخصية، التى تمس سلوك الفنانين، أو تلك التى تتلصص على تفاصيل عائلية، لا ينبغى لأحد أن يطل عليها، هذه المرة أجد نفسى مجبرا، (السوشيال ميديا) لم تتح لى أى مساحة لالتزام الصمت، كما أن أطراف القضية قرروا فتح النيران وإطلاق زخات متلاحقة من الرصاص الحى. أول الضحايا لينا الفيشاوى 14 عاما، هى فى مرحلة عمرية تتيح لها استيعاب كل التفاصيل، أبوها أحمد يفضح أمها مستخدما كل الأسلحة التى تمس السمعة وتخترق الأعراض، متجاهلا أنه أولا يجرح أقرب الناس إليه ابنته، نعم سبق أن تلقى أحمد ضربات موجعة من أم ابنته، التى لم تفكر ولو لحظة واحدة أنها أولا تدمى ابنتها، الجدة من طرف الأم أستاذة علم النفس التى تدرك خطورة هذه الكلمات عل نفسية حفيدتها، بدأت فى تشويه الأب، قرأت مؤخرا، وأتمنى ألا يكون صحيحا، أن لينا هاجمت أبيها فى (بوست).
القضايا فى مثل هذه الأمور يجب أن تأخذ مجراها القانونى بعيدا عن الإشهار والتشهير، من أجل فقط لينا، التى تستقبل الحياة بعد أن فقدت جدها، الذى نعته بكلمات صادقة أدمت قلوبنا جميعا، وقدمت لنا وجها آخر لفاروق الذى كان عاشقا للحفيدة، وهى أيضا غفرت وتفهمت، لماذا تبنى فى البداية وجهة نظر أحمد، لكنها بعد ذلك، وطبقا لكلمات فاروق، صارت هى الأقرب لقلبه، هل هم يحبون لينا؟ مؤكد، لكن الرغبة فى الانتقام كانت أقوى من حبهم لـ«لينا».
الصورة الثانية للمجنى عليه الطفل ياسين 6 سنوات، ابن غنوة شقيقة أنغام، بعد عرض مسلسل (زى الشمس) فى رمضان الماضى تحول إلى نجم، الجدة تحديدا هى التى تتولى مسؤولية تسويقه.
الطفل استحوذ على قلوب الناس، وقع اختيار المخرجة كاملة أبوذكرى عليه من بين العشرات، قبل أن تنسحب من المسلسل لأسباب يطول شرحها، وليست موضوعنا، هذا الطفل قد يراه الأهل ثروة مضمونة، وتلك هى المشكلة، شاهدناه باكيا بعد أن انتزعوه عنوة من أبيه، أتابع ياسين من خلال البرامج، وهم يلقنونه كلمات أكبر من عمره، فى محاولة لكى يواصل العمل الفنى، اشتغال الأطفال فى أى مهنة محرم قانونا، إلا من خلال شروط دقيقة، تتم مراعاتها عالميا، يتحدد على أساسها توقيت العمل وساعات التصوير وغيرها، التى لا أظن أن لدينا من يحرص على تطبيقها فى مصر، كما أنه لا يوجد لدينا أساسا جهة ما تراقب تطبيق القانون.
الطفل يلقن بالعديد من الإجابات التى ينطق بها عبر البرامج، لأن الأسرة تريد استمراره فى الدائرة الفنية، هل هذا لصالح الطفل؟ كثير من الحكايات التاريخية نستطيع أن نتوقف عندها، أمير الشعراء أحمد شوقى فى مطلع القرن الماضى أقام دعوى قضائية ليمنع الطفل محمد البغدادى من الغناء الذى كان يخفى عن أهله اسمه الحقيقى محمد عبدالوهاب، أراد شوقى الحفاظ على صوت المطرب لأنه فى مرحلة المراهقة، فطلب من القضاء إصدار قرار المنع، وهو ما فعله بالصدفة أيضا محمد عبدالوهاب فى الأربعينيات، عندما وجد الطفلة نجاة الصغيرة تقف عل كرسى لتغنى لكوكب الشرق (ياظالمنى).
انتزعت الجدة الطفل ياسين من أحضان والده الموسيقى أمير عبدالباقى تنفيذا للقانون، وكان يبكى حسرة، لو كانوا يراعون حقا مشاعر الطفل، ما كان من الممكن أن يسمحوا بدموعه تنهمر ولا بصورته باكيا تملأ (النت)!!.
المقال نقلا عن المصري اليوم