عالم مصريات: حتشبسوت ماتت بالسرطان في سن الخمسين وكانت مصابة بالسكري (صور)
قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية والمشرف علي مركز زاهي حواس للمصريات، إن الملكة الشهيرة حتشبسوت ماتت بالسرطان في سن الخمسين من عمرها وكانت مصابة بمرض السكري.
جاء ذلك في محاضرة "ملكات الفراعنة دراما
الحب والسلطة" بمركز زاهي حواس للمصريات
بالقرية الذكية التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية.
وأكد "عبد البصير" عظمة المرأة المصرية
القديمة وعظمة دورها في المجتمع المصري القديم وسبق المرأة المصرية القديمة نساء العالم
كله في تولي الحكم مثلها مثل الرجل، فضلاً عن دورها المهم في المنزل والمعبد وفي القصر
الملكي كزوجة ملكية ووصية على الأبناء الصغار حتى يشب الابن الصغير عن الطوق ويتولى
الحكم بنفسه.
وأضاف عبد البصير أن هذه المحاضرات تأتي في دور
المركز لنشر الوعي الأثري بين طلاب وطالبات جامعات مصر يأتي من خلال حرص مركز زاهي
حواس للمصريات لنشر الوعي الأثري بين طلاب الجامعات.
ولدت الملكة حتشبسوت عام 1508ق.م، وهي الابنة
الكبري للملكة أحمس، والملك تحتومس الأول، وجدها أحمس الأول مؤسس الأسرة الفرعونية
الثامنة عشرة، وصاحب الانتصار الكبير في تحرير مصر من غزو الهكسوس، وتعتبر الوريثة
الوحيدة والشرعية لعرش البلاد، إذا لم يكن هناك أي وريث شرعي من الذكور.
درست
الملكة حتشبسوت علوم السلوك، والأخلاق الصحيحة، بإضافة إلى الفلسفة، والحساب، والقراءة،
والكتابة، وقواعد الإنشاء، واللغة، بإضافة إلى الطقوس الدينية الصحيحة، كما كان عليها
أن تجتهد في تعلم الحكم المأثورة عن الحكماء المصريين القدماء، والتي يتناقلها الناس
فيما بينهم كأي شخص من الأسرة الحاكمة، والأميرات، وأبناء الوزراء، وكانت تخاف من المدرس
الذي كان يدرسها؛ لأنه لم يكن يعطي أهمية لمنزلة طلبته، حيث كان مثالاً على العدالة
التي يجب أن تطبق على الجميع دون أي مميزات.
كانت الملكة حتشبسوت تشارك والدها الحكم، وذلك
باعتبارها الوريثة الشرعية له، علماً أنه توفي وهي في العشرين من عمرها، فكان عليها
تحمل المسؤلية، وتولي الحكم لوحدها، إلا أنّ السطلة الذكورية والمجتمع والكهنة وقفوا
في طريقها، وحاولوا تزويجها من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني بالرغم من ضعف صحته،
وخبرته القليلة في إدارة شؤون البلاد، وتصبح بذلك مجرد زوجة الملك لا أكثر.
أعمال الملكة حتشبسوت في فترة حكمها:
بنت جيشاً قوياً ونشيطاً في رحلاته البحرية مع
المناطق المجاروة.
فتحت العديد من المناجم، والمحاجر التي كانت
مهملة قبل فترة توليها الحكم، وخاصةً مناجم النحاس في منطقة شبه جزيرة سيناء.
نشطت حركة التجارة مع جيرانها، حيث أعادت استخدام
القناة الرابطة بين البحر الأحمر، ونهر النيل، ونظفتها، وسهلت طريق الأسطول المصري
اتجاه خليج السويس، ثم اتجاه البحر الأحمر.
أمرت ببناء عدد من المباني في معبد الكرنك، كما
بنت معبداً خاصاً بها في الدير البحري في مدينة الأقصر.
أمرت بإنشاء سفن بحرية كبيرة لتنشيط حركة الأسطول
التجاري المصري، واستغلتها لنقل المسلات التي أمرت بإضافتها إلى جانب معبد الكرنك لتمجيد
الإله آمون.
أمرت بإرسال بعثة إلى مدينة أسوان لجلب العديد
من الأحجار الضخمة لبناء المنشآت، كما أنشأت مسلتين عظيمتين من الجرانيت من أجل تمجيد
الإله آمون، ثم نقلهما عبر نهر النيل حتى طيبة.
ساهمت في ازدهار التجارة نتيجة استيراد بعض أنواع
الأسماك ، وذلك عن طريق إرسال أسطول كبير إلى المحيط الأطلسي.
أرسلت بعثات تجارية على متن العديد من السفن
التي تقوم بالملاحة في البحر الحمر، والمحملة بالهدايا، والبضائع مثل: البردي، وبذور
الكتان، إلى بلاد بونت (الصومال) وجنوب اليمن، حيث استقبل الملك البعثة استقبالاً جيداً،
وأعادها محملة بكميات وفيرة من الأخشاب، والبخور، والحيوانات المفترسة، والأحجار الكريمة،
والعاج، والجلود.
وفاة
الملكة حتشبسوت توفيت الملكة حتشبسوت بعد توليها 22 عاماً من حكم للبلاد في الرابع
عشر من شهر بناير من عام 1457ق.م، وتوفيت نتيجة إصابته بمرض السكري، أو السرطان، علماً
أنّ قبرها موجود في منطقة وادي الملوك إلى جانب قبر والدها، ويرمز له برقم KV20.