بين الحفاوة النقدية والاتهامات بالقبح وزنا المحارم.. ما هي حظوظ "ورد مسموم" في الأوسكار؟
كأي عمل فني مهما بلغت جودته وحرفية صناعه، لابد أن تختلف حوله الآراء والتقييمات بين مؤيد ومعارض، محب وكاره، متقبل ورافض لمضمونه، وهو ما واجه فيلم "ورد مسموم" للمخرج أحمد فوزي صالح، فعلى الرغم من احتفاء المهرجانات الدولية بالعمل وحصوله على العديد من جوائزها الهامة إلا أن الانتقادات لاحقته أيضا.
ومع اختيار الفيلم لتمثيل مصر للمنافسة على جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية في الأوسكار، وتفوقه على ٦ أفلام أخرى كانت وصلت للقائمة القصيرة، وهي: "ليل خارجي"، و"الفيل الازرق"، و"الممر"، و"الكنز"، و"عيار ناري" و"الحلم البعيد"، لابد من تسليط الضوء على أبرز مشاركات الفيلم الدولية وكذلك الانتقادات التي وجهت له، ومناقشة مدى جدارته بتمثيل مصر، وحظوظه في الوصول للقائمة النهائية لتشريحات الأوسكار.
مشاركات دولية وجوائز هامة
حاز الفيلم على إشادات نقدية كثيرة، وشارك في العديد من المهرجانات الدولية، منها: الدورة الثامنة من مهرجان مالمو للسينما العربية، ومهرجان فينسيا السينمائي الدولي، ومهرجان روتردام السينمائي الدولي، وحاز على جوائز هامة، منها: أفضل فيلم في مهرجان السينما الإفريقية "طريفة" في إسبانيا.
وأعلنت لجنة التحكيم في حيثياتها "أن الفيلم يتمتع بنظرة تسجيلية تقترب من الواقع، حين يظهر القوة التي تبذلها امرأة مقهورة"، وجائزة خاصة من لجنة تحكيم مهرجان الفيلم الإفريقي الدولي في نيجيريا، إلى جانب مشاركته فث مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، وحصد ثلاثة جوائز هي أفضل فيلم عربي وقيمتها 15 ألف دولار، وجائزة صلاح أبو سيف (لجنة التحكيم الخاصة)، وجائزة الأمم المتحدة لشؤون السكان.
القبح وزنا المحارم أبرز الانتقادات
على الرغم من الاحتفاء الدولي به، إلا أن الفيلم لم يسلم من الانتقادات، حيث اتهمه البعض بنشر القبح والسوداوية وزنا المحارم، وكان من أبرز المنتقدين للعمل الفنان بيومي فؤاد الذي أعرب عن رأيه خلال ندوة الفيلم على هامش مهرجان مالمو للسينما العربية، حيث رفض الصورة التي قدمها الفيلم عن مصر، قائلا “يعنى مفيش حاجة حلوة في مصر.. وكلها بالبشاعة دي.. لية السواد دة..إحنا طول الوقت شايفين أماكن مقززة وصعبة ومهينة”.لم يكن بيومي فؤاد وحده المهاجم للعمل، فالفنان الشاب مصطفى خاطر أبدى هو الآخر اعتراضه على الفيلم، مؤكدا أنه من حي شعبي وفقير جدًا، ولكن الصورة التي قدمها المخرج في الفيلم بها الكثير من القبح.
بدوره، رفض المخرج الشاب النقد الموجه للعمل بالتركيز على القبح، موضحا أنه غير مسئول عن البشاعة الموجودة، والتي نقلها فيه فيلمه، لكن المسئول هو من أوصلها لهذا الحال.
حظوظ الفيلم في الأوسكار
منذ إعلان اختيار الفيلم لتمثيل مصر في الأوسكار مساء اليوم الخميس، بدأت التكهنات حول حظوظه في الوصول للقائمة النهائية للمهرجان الأشهر عالميا، يرى البعض أن حظوظ الفيلم جيدة لفرط واقعيته وشبهه بالأساليب الهوليودية، بينما يعتقد آخرون أنه كغيره من الأعمال المصرية التي سبق ترشيحها وكان آخرها "يوم الدين" لأبو بكر شوقي، لن تتمكن من الوصول للنهائيات كعادتها، على عكس الأعمال العربية الأخرى التي وصلت وكان آخرها "كفر ناحوم" للبنانية نادين لبكي.
من المقرر أن تعلن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن الترشيحات النهائية للأوسكار في 13 يناير، على أن تعلن الجوائز في حفل كبير في 9 فبراير العام المقبل.
قصة الفيلم
يتتبع فيلم "ورد مسموم"، الذي تدور أحداثه في 70 دقيقة، الحياة اليومية لعاملة نظافة تُدعى "تحية"، تعيش في حي المدابغ مع أسرتها، ولا تملك شيء في الحياة سوى "صقر" شقيقها الذي ترفض أن يتركها ويسافر ليحسن من ظروف معيشته ظنًا منها أنه يجب عليه أن يرد الجميل ببقائه دائمًا بجوارها.
يشارك في بطولة الفيلم كل محمود حميدة، إبراهيم النجاري، كوكي، صفاء الطوخي، والفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب أحمد زغلول الشيطي، وسيناريو وإخراج إخراج أحمد فوزي صالح، الفيلم إنتاج مصري فرنسي مشترك حيث تشارك في إنتاجه شركات البطريق وريد ستار من مصر وhaut les mains productions من فرنسا.
أصل روائي
الفيلم مأخوذ عن رواية "ورود سامة لصقر"، للكاتب أحمد زغلول الشيطي، وصدرت الطبعة الأولى منها في فبراير1990 كمادة ضمن مواد العدد 54 من مجلة "أدب ونقد"، أما الطبعة الثانية فصدرت في عام 1993 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وبعدها بقرابة عقدين صدرت الطبعة الثالثة في عام ٢٠١١، وحقق العمل الفني المأخوذ عنها رواج للرواية، فصدرت منها طبعة رابعة عن دار المرايا، وشاركت في فاعليات الدورة الماضية من معرض القاهرة الدولي للكتاب.