"شرير السينما".. كيف كانت حياة زكي رستم الحقيقية (قصة)

الفجر الفني

بوابة الفجر


كان زكي رستم ينتمي لعائلة ارستقراطية، كل من فيها يحمل لقب "بيه"، أو "باشا"، في سنة ١٩٠٣ ولد، ونشأ فى سرايا جده رستم باشا، وكانت الأسرة مخططة له أن يلتحق بكلية الحقوق، أو الكلية الحربية، وكان طالبًا وبطلًا رياضيًا في رفع الأثقال، لكن مخطط الأسرة له تحطم عندما انهى مرحلة البكالوريا، وهي ما يعادل الآن مرحلة الثانوية، ورفض اكمال تعليمه الجامعي، وكانت الطامة الكبرى للأسرة الارستقراطية عندما قرر دخول عالم التمثيل.

صدمات بسبب قراره

كان أول رد فعل على قرار العمل في التمثيل، هو قيام والدته بطرده من المنزل، واعتبروا أن عمله في التمثيل يمنع العرسان من التقدم لاخواته البنات؛ لأنه يعود متأخرًا، وكانت عقدة حياته عندما أصيبت والدته بالشلل؛ بسبب تصميمه على العمل فى الفن.

لم تنتهي الصدمات عند هذا الحد، بل استمرت بانتحار حبيبته في يوم تقدمه لخطبتها، حيث عند ذهابه لمنزلها لطلب يدها، وجد ازدحامًا شديدًا ووقتها، فعلم بانتحارها بسبب رفض أهلها الموافقة على زكي رستم، كزوج لها لأنه يعمل "مشخصاتي" على حد تعبيرهم.

عاش وحيدا

عاش زكي رستم وحيدًا في شقته في عمارة يعقوبيان، ولم يتزوج نهائيًا، وقيل أن ذلك بسبب عقدة تولدت عنده بسبب شلل والدته، وانتحار حبيبته، كان يعيش معه كلبه وخادمه فقط، وكان يرفض أى اختلاط حتى أصدقاءه كانوا قليلين، ويحكى أنه خلال تصوير أحد الأعمال تم الغاء يوم التصوير فذهب إليه في شقته أحد أعضاء فريق العمل، ليخبره بالتأجيل ففتح له زكي رستم وطلب منه الدخول ثم انهال عليه بالضرب بالعصا؛ لأنه سمح لنفسه باقتحام خلوة زكى رستم التي اختارها لنفسه.

بعد حادث انتحار حبيبته بسنوات تحمس زكي رستم لتقدم لفتاة من إحدى العائلات الكبيرة، لكن قبل أن يتقدم لها سبقه إليها عريس آخر، لم يعيد "زكي" التجربة مرة أخرى.

تقدم زكي رستم فى العمر ولازال وحيدا دون شريك لحياته، مما جعل أسرته التى عادت علاقتهم به جيدة مع مرور الوقت أن تسعى لإيجاد عروسة له لكنه رفض قائلا "مش هظلم حد معايا".


اتهامه بالبخل

قيل عن زكي رستم أنه كان شخصًا بخيلًا، لكن ما تم اكتشافه بعد وفاته يتناقض مع ذلك، فقد كفل زكي ملجاء فيه حوالي أحد عشر يتيمًا، وكان متكفلًا بهم ويشتري لهم الألعاب واحتياجاتهم، ويقسم كل دخله من عمله بينه وبينهم.

شهادة ليلى رستم في عمها

أعطت ملامح زكي رستم الحادة انطباعًا عنه أنه قاسي، وهو بالفعل كان عصبيًا المزاج، لكنه كان كافلا لليتيم، وكان حريصًا على صلاة الفجر وكان صوته جميلًا في ترتيل القرآن، وكما قالت عنه الإعلامية ليلى زكي ابنة أخيه، أنه كان خفيف الظل، لكنه لم يكن يدرك ذلك، وكان يتعجب عندما يضحك البعض على شيء خفيف الظل قاله، والغريب أن عندما اشتركت ليلى في فريق التمثيل وقت دراستها رفض عمها ذلك منعها من التمثيل الذي وهب حياته له.

إصابته بالصمم وموته وحيدا

لاحظ زكى رستم خلال عمله أن سمعه أصبح ثقيلًا، لكنه اعتقد أن ذلك شيء عابر، لكن هذا لم يحدث فمع مرور الوقت أصبح سمعه يزداد فى الضعف، حتى أصبح لا يسمع الممثلين المشاركين معه فى المشهد، مما جعله يبكي ويقرر الاعتزال والعيش وحيدًا لباقي حياته فكان أخر أعماله فيلم "اجازة صيف"، وتوفي زكى رستم وحيدا عام ١٩٧٢، واقتصرت جنازته على عدد قليل منهم خادمه العجوز الذى رافقه فى حياته.