لبنى عبدالعزيز لـ الفجر الفني: ماجدة أول من لقبتني بليدي الشاشة.. وحزينة على تدهور مستوى الفن
ماجدة كانت تسأل عني باستمرار وتحتفل بي ولقبتني بليدي الشاشة
الصحفيين الذين قاموا بنشر حديثي مع دلال عبد العزيز لايعرفون ما معنى الصحافة ولا المهنية.
لا أحتاج لسؤال من أي شخص وكنت أعاتب دلال عبد العزيز فقط بكلمة "محدش بيسأل عني".
أنشغل بعائلتي وعملي في كتابة المقالات
والدي كان صحفي مخضرم في الأهرام، ونشأت وأنا أعلم جيدًا معنى الصحافة الهادفة والنظيفة.
الصحافة حاليًا في مرحلة إنحدار وهبوط، ومن يعتمد على السوشيال ميديا فهو شخص لديه عقل بحجم عقل العصافير
الرئيس يبذل كل مجهوداته لكي ينهض بمصر، ولكن الجيل الحالي يريد أن يحصل على كل شئ دون تعب
وضع الفن في مصر أصبح متأخرًا والمنتجين لا يهتمون سوى بجمع الأموال فقط
ابتعدت عن التمثيل لأني لم أتلقى أي عروضًا تناسبني وأحرص على الحفاظ على مكانتي أمام جمهوري
هي فنانة متعددة المواهب، مثقفة وواثقة من موهبتها ومما قدمته خلال مشوارها الفني، هي عروس النيل، ذات الشخصية القوية، قدمت لنا أجمل الأعمال السينمائية في فترة الزمن الجميل، وبالرغم من مرور عدة سنوات على هذه الأعمال، إلا أن قلوبنا مازالت متعلقة بها ولانمل من مشاهدتها، بل نبحث عن هذه الأفلام المتميزة والهادفة، لكي نحسن من حالتنا النفسية ونجد فيها عبير الماضي وعظمته، حديثنا عن الفنانة القديرة لبنى عبد العزيز.
والتقى الفجر الفني بالفنانة لبنى عبد العزيز في حوار خاص تحدثت معنا من خلاله في أمور كثيرة وذكريات الماضي مع صديقة رحلتها الراحلة ماجدة، وإلى نص الحوار:
في البداية.. تعازينا الحارة لك في وفاة الفنانة ماجدة، حدثينا عن موقف جمعك بها ولايمكن نسيانه؟
الراحلة ماجدة كانت تقوم بالسؤال عني باستمرار، والعلاقة بيننا كانت جيدة، وكانت تحتفل بي كلما أذهب لزيارتها، ودائمًا ما تمدح في أعمالي، ولقبتني ب "ليدي الشاشة"، كانت إنسانة طيبة، ولم تكن تحب الحديث عن أحد بسوء ولا محاربة أحد، كنت أرى فيها الطيبة والأخلاق الرقيقة، كنت بحبها من كل قلبي، مُضيفة :"الله يرحمها".
هل يتواصل معك أحد من نجوم الفن للسؤال عنك أم لا؟
لا أحتاج لأن يسأل عني أحد، وبالمناسبة مانشر مساء أمس في بعض المواقع لايصح وغير حقيقي، فلم أشكو من قلة سؤال الفنانين عني، وتلك الكلمة التي أخذت من على لساني كانت نوع من المعاتبة لصديقتي دلال عبد العزيز في عزاء ماجدة، و من نشرها لا يحترم أمانة ومهنية الصحافة، وأنني تحدثت بتلك الكلمة أثناء بكائي على صديقتي الراحلة ماجدة الصباحي، وقامت دلال عبد العزيز بتهدئتي، عندما سألتني " انت فين"، مما جعلني أقول لها "انتوا مبتسألوش عليا ليه"، ولكن تلك الكلمة أخذت على محمل الشكوى، وأنا لا أحتاج لسؤال أحد، فأنا لدي عائلة كبيرة، وإذا كنت احتاج لتلك الأمور لما ابتعدت عن التمثيل، فأنا مبتعدة تمامًا عن الظهور في الحفلات أو المهرجانات أو أعياد الميلاد التي تحدث داخل الوسط الفني، وأنا لدي ثلاثة أصدقاء متمسكة بهم ،ويحرصون على التواصل معي باستمرار من ضمنهم الفنانة دلال عبد العزيز.
برأيك.. هل الصحافة في وقتنا الحالي قد أصيبت بالانحدار؟ وهل اختلفت عن السابق؟
نعم بكل تأكيد، أصيبت الصحافة في الوقت الحالي بالانحدار الشديد، بعدما صارت مقتصرة على السوشيال ميديا التي يقومون من خلالها بالتأليف وكتابة المواضيع الخاطئة، وابتعاد البعض عن قراءة الجرائد الورقية، والأشخاص الذين يقومون بالكتابة حاليًا محدودين وغير مثقفين، لذلك أصبحت الصحافة سطحية ولا قيمة لها، وأعلم جيدًا ما معنى الصحافة وذلك لأن والدي كان صحفيًا بجريدة الأهرام ، وأن الصحافة الحقيقية الهادفة تلك التي لا تقتصر على أخبار لا قيمة لها تحوي الشائعات لكي يقوموا بملئ الفراغ، وأن ذلك السبب هو الذي جعلني أبتعد عن الصحافة.
من وجهة نظرك.. لماذا استمرت أعمال الزمن الجميل حتى الآن؟ ما السر في ذلك؟
لأن المنتجين كانوا يعملون بجهد واخلاص ويبذلون كل جهدهم لخروج العمل بهذا الشكل الجيد وكان هدفهم النهوض بالفن دون الحصول على الأموال فقط.
ما رأيك في مستوى الفن حاليًا؟
أري أن الأعمال التي تعرض حاليًا تجعلنا نشعر بالحزن الشديد لانحدار المستوى الذي وصلنا له، ببساطة لأن كان.لدينا شأنًا كبيرًا في العالم العربي والشرق الأوسط كله، وكانت المهرجانات التي تعرض تظهر مدى تفوقنا في الفن، والدليل على ذلك هو حضوري إحدى عشر مهرجانًا، وكنا في حالة منافسة دائمة مع الهند، وكانت مصر في التصنيف العالمي في المرتبة الرابعة أو الخامسة في إنتاج الأفلام ، بينما كانت الهند في المرتبة الخامسة أو السادسة، والآن أصبحت الهند تنتج حوالي 1500 فيلمًا، و هوليود تنتج حوالي 600 فيلم، وفي مقابل كل ذلك، تقف مصر متأخرة مقارنة بهم ووصلت إلى القاع، وجميع البلاد العربية نهضت من حولنا، وهذا شئ محزن، ويعود ذلك إلى عدم وجود منتج يشعر بالغيرة على بلده أو قيمة فنه، فأصبح لديهم شغف للعمل من أجل الحصول على الأموال فقط، فلم يعد أحد يحب الفن ولا يحاول الارتقاء بالفن.
ومن أكثر الأمور التي تحزنني على بلدي، هو ضياع وإهدار كل تاريخنا وتسليمه لبقية البلاد العربية التي أخذت كل التجربة والكفاح الخاص بنا، وتنهض هي ونتأخر نحن، فالأفلام التي تم تقديمها خلال العشر سنوات الماضية لا يستطيع الجمهور تذكرها، بخلاف أعمال الزمن الجميل التي لا ينساها أحد، وأتمنى أن ينتبه الكتاب والرسامين والمخرجين لتاريخ بلادهم، وعليهم أن يعيدوا هذا الزمن الجميل مرة أخرى، وهذا يتطلب بذل المجهود والتضحية والإخلاص للفن، ولا يكون همهم الشاغل هو جمع الأموال فقط.
ما سبب ابتعادك عن التمثيل؟
ابتعدت لعدة سنوات لكنني رجعت وقدمت العديد من الأعمال منها فيلم "جدو حبيبي"، "عمارة يعقوبيان"، مسرحية"سكر هانم"، لكن عندما يصلني سيناريوهات تحمل مستوى ضعيف للغاية بالطبع لن أقبلها، ولا أتلقى أي سيناريوهات جيدة، فأنا على استعداد أن أقبل أي عرض هادف حتى لو كان مشهدًا واحدًا ولكن يجب أن يحترم عقلية الجمهور ويكون مكتوبًا بشكل جيد، ليس بهدف التجارة، فلن أتردد في تقديمه، وتاريخي الكبير لا يسمح لي بتقديم أعمال سيئة، لأنني أحب أن أحافظ على مكانتي لدى الجمهور.
هل لديك أي نشاطات عبر السوشيال ميديا؟
إطلاقًا، ليس لدي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أعرف كيفية التعامل مع موقع "جوجل" ولا أملك الوقت لمتابعة تلك البرامج الغير مفيدة، لأني منشغلة بكتابة مقالاتي في جريدة الأهرام، وكتابتها في الركن الخاص بالأطفال "ماما لولو"، ومن يستخدم السوشيال ميديا ويعتمد عليها هو شخص "فاضي"، ويصبح فكره مقيد ويكون عقله مثل عقل العصافير.
هل من الممكن أن تقومين بكتابة قصة حياتك في مذكرات ويتم عرضها كمسلسل أو فيلم؟
بالطبع لا أرفض هذا المبدأ، لأن قصة حياتي هي شئ خاص بي، ولا يمكن أن يخوض بداخله الجمهور، ولكن حياتي العملية والمهنية ملك لكل الناس، ولأنني سبق وتحدثت عن بعض الأمور الشخصية ولا أحد أهتم بها، فلا أحد يهمه أنني كنت فتاة الجامعة الأمريكية، ولا انني حصلت على منحة الفول برايك، ولا أحد يعلم أنني اخذت الماجيستير والدكتوراه من أمريكا، ولا أحد يعرف أنني مازلت أكتب مقالة أسبوعية في جريدة الأهرام، ولا أحد يعلم انني أقوم بالكتابة في ركن الطفل، أو أنني مازلت أقدم برنامجًا في الإذاعة، ولأنني أقوم بالكتابة باللغة الإنجليزية فلا أخد يهتم بتلك الأمور، فمن المفترض أن يكونوا مفتخرين بأن هناك سيدة مصرية تقدم أشياءًا باللغة الإنجليزية بامتياز بشهادة الجميع.
ما هي أمنيتك التي تريدين تحقيقها هذا العام؟
أتمنى أن ينهض الشعب المصري بالبلد، ويحاول استرجاع مجدها، لأن مصر طيلة عمرها كانت في القمة سواء في التاريخ أو الدين أو الفن، واليوم أصبحنا نفرط في كل ذلك بسهولة، وهذا شئ مهين في حق أنفسنا، فلابد من الحفاظ على وطننا الغالي مصر.
وإذا فكرنا للحظة، سنجد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحاول جاهدًا لتأمين مستقبل بلدنا مصر، ويقوم بتجميل الشوارع وتأسيس المباني والمشاريع التي تفيد بلدنا، وهذا شئ يجعلنا فخورين.
وفي المقابل، ماذا يفعل الشعب، لايفعل شيئًا، سوى أنه يريد تحقيق كل شئ دون بذل أي جهد، المجتمع المصري أصبح في حالة انحدار، ولكنه لا يدرى ذلك ولايريد الاعتراف بالحقيقة، وهذا الجيل الحالي لاينفع بلاده.