حياة حافلة ونهاية حزينة لفاطمة رشدي "سارة برنار مصر"
هي من رائدات المسرح والسينما المصرية وعاصرت عمالقة المسرح والسينما المصريين من جيل الرواد من عشاق الفن،ممثلة المسرح الاولى فاطمة رشدي صاحبة ثروة فنية عملاقة تزيد عن 100/ 200 مسرحية و16 فيلمًا سينمائيًا،وقامت بالتأليف والإخراج والتمثيل،وولدت في فاطمة رشدي نوفمبر 1908.
النشأة
نشأت في الفن منذ طفولتها في بالإسكندرية حيث أن اخواتها فنانات أيضا وهن رتيبة وإنصاف رشدي، وبدأت فاطمة رشدي مشوارها الفني منذ أن كانت في التاسعة من عمرها، واستمرت فيه حتى أصبحت من علامات الفن المصري، وعملت فاطمة رشدي في عدد من المسارح وتعاملت مع كبار الفنانين أمثال سيد درويش حيث عملت فى فريق الكورس والإنشاد معه ومع نجيب الريحانى ايضا حتى كونت فرقة مسرحية باسمها، إضافة إلى عملها في السينما.
رحلتها في المسرح
انقلت فاطمة رشدي بين المسارح والفرق المسرحية منها فرقة عبد الرحمن رشدي، فرقة الجزايرلي،وانتقلت بين مسارح روض الفرج،مسرح روز اليوسف ثم في فرقة رمسيس وصارت بطلة للفرقة، كما انضمت إلى المسرح العسكري وأدت العديد من البطولات المسرحية، وأخرجت مسرحية " غادة الكاميليا " فهي ثاني إمرأة تعمل مخرجة بعد عزيزة أمير ، ثم انضمت للمسرح الحر عام 1960 وقدمت مسرحيات الكاتب الكبير نجيب محفوظ " بين القصرين "، ثم " ميرامار .
دور رائد فن المسرح عزيز عيد في حياتها
لعب عزيز عيد دور مهم في حياة فاطمة رشدي، حيث تعرفت عليه ١٩٢٣ولمح فيها الموهبة الكبيرة، فلقنها دروسا في القراءة والكتابة وأصول التمثيل، واسلم وتزوجها، واستمر دعمه لها، وانضمت إلى فرقة رمسيس لتصبح بطلة الفرقة وقدمت بطولة عدة مسرحيات فيها منها (الذئاب - الصحراء - القناع الأزرق -الشرف - ليلة الدخلة - الحرية - النزوات)
لقب " سارة برنار مصر "
قامت فاطمة رشدي ببطولة مسرحية " النسر الصغير " للمؤلف أدمون روستان، حيث عربها عزيز عيد والسيد قدري، حققت المسرحية نجاحا كبير، وكانت أول من قدمت تلك المسرحية الفنانة العالمية سارة برنار ومن هنا حصلت فاطمة رشدي على لقبها " سارة برنار مصر".
لم تستمر الحياة الزوجية بين عزيز عيد وفاطمة رشدي، حيث تم الانفصال بينهما بسبب غيرت عزيز عيد الشديدة، وبعد انفصالهما ترك فاطمة رشدي فرقة رمسيس وكانت فرقتها الخاصة باسمها لتكون من أوائل السيدات بعد منيرة المهدية التي يكون لها فرقة باسمها.
فاطمة رشدي والسينما
قدمت أول فيلم لها باسم «فاجعة فوق الهرم» (1928) لكن لم يحقق نجاح بل كان هناك نقد شديد ضده لمستواه الضعيف، فانقطعت فترة عن السينما لتعود بفيلم "الزواج" ثم فيلم «الهارب» مع بدر لاما، و«ثمن السعادة»، ثم فيلمها الهام مع كمال سليم رائد الواقعية المصرية «العزيمة» الذي صنف ضمن أهم الأفلام العربية، كما قدمت أفلام أخرى منها "العامل" و«الطريق المستقيم» مع يوسف وهبي، «بنات الريف»، «مدينة الغجر»، «غرام الشيوخ»، «الريف الحزين»، «عواصف»، «الطائشة»، «دعوني أعيش»، «الجسد».
حياتها والاعتزال
تعددت زيجات فاطمة رشدي، فبعد عزيز عيد تزوجت من المخرج كمال سليم وانفصلت عنه، تزوجت المخرج محمد عبد الجواد وعاشت بعيدًا عن الأضواء لسنوات طويلة ثم تزوجت رجل أعمال من الصعيد، ثم تزوجت عام 1951 من ضابط بوليس، اعتزلت الفن تماما في أواخر الستينات.
النهاية الحزينة
تقدم العمر فاطمة رشدي وتدهورت صحتها وفقدت المال،ورافق ذلك انحسرت الأضواء عنها،لتعيش في أواخر أيامها في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة،وكشفت عن ذلك جريدة الوفد فتدخل الفنان فريد شوقي لدى المسؤولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها لكنها سرعان ما توفت بعد ذلك، حيث توفيت في 23 يناير 1996 عن عمر يناهز 87 عامًا.