في ذكرى وفاته.. بين انبهار انتوني كوين وتأثر جيهان السادات وموقف القذافي رحلة عبد الله غيث

في مثل هذا اليوم 13 من مارس رحل عن عالمنا فنان كبير من أهم النجوم الذين أثروا في وجدان الجمهور المصري والعربي، والذي يتميز بقدرته الرهيبة في التمثيل وإلقاء اللغة العربية الصحيحة والذي أبهر الفنان العالمي انتوني كون، هو الفنان الكبير عبد الله غيث.

من خلال هذا التقرير نغوص بوابة "الفجر الفني" في رحلة الفنان الكبير عبد الله غيث، الذي أصبح علامة من علامات الفن المصري والعربي وذلك في ذكرى وفاته الذي يحل علينا اليوم.

1- اسمه بالكامل عبد الله حمدي الحسيني غيث، من مواليد محافظة الشرقية في كفر شلشمون بمنيا القمح، يوم 28 يناير 1930.

2- من أسرة تمتلك مئات الأفدنة لأب يجيد الإنجليزية درس الطب في لندن واستدعي أبوه ليتولى العمودية بقريته مع بوادر الحرب العالمية الأولى. فتزوج وأنجب خمسة أبناء وكان عبد الله غيث أصغر أبنائه، وتوفى الأب في عمر صغير.

3- لم يكن نابغًا يهوي العلم بل كان دائم الهروب من المدرسة فقد كان حب الفن يسري في دمائه.

4- بعد حصوله على شهادة الثانوية عمل في الزراعة لفترة واهتم بأراضي عائلته لمدة 10 سنوات تقريبًا.

5- تزوج في سن صغير في عمر الـ18 عامًا من ابنة خالته ورفيقة عمره، وأنجب منها 3 أبناء، أدهم وعبلة والحسيني، وكان محافظًا في بيته لا يخلط بين صداقات الفن وجو الأسرة إلا في أضيق الحدود.

6- انتقل إلى القاهرة والتحق بمعهد الفنون المسرحية بإشراف أخيه حمدي غيث، الذي عمل أستاذًا بالمعهد بعد رجوعه من بعثته بباريس.

7- عرف عنه أنه أفضل من قدم المسرح الشعري فقد رشحه عميد المسرح يوسف وهبي، ليخلفه على خشبة المسرح وبكت عليه جيهان السادات، عندما مات في "الوزير العاشق".

8- كان يتردد على قريته مرتين أسبوعيًا، فبادله أهل القرية ذلك الحب، ووثقوا به، وطلبوا منه أن يتولى العمودية.

9- وافق "عبد الله" على تحمل المسئولية، لكن بعد ذلك انشغل بأعماله الفنية، فتنازل عن تلك المسئولية لابن عمه مطالبًا منه أن يسانده.

10- التحق عبد الله غيث، بالمسرح القومي وهو لا يزال طالبًا في المعهد ولم يصادف أي مشكلة في دخوله عالم الفن.

11- حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1955، ثم تتلمذ على يد شقيقه حمدي غيث، وعمل بالتلفاز، له مشوار فني حافل بالعديد من المسلسلات والأفلام الدينية والتاريخية التي برع في أدائها.

12- بدأ الفنان عبد الله غيث، مشواره السينمائي في العام 1962 في فيلم "لا وقت للحب"، والعام 1963 "رابعة العدوية"، والعام 1964 "ثمن الحرية"، و"أدهم الشرقاوي".

13- بدأ عبد الله غيث، عمله في المسرح القومي بأعمال كلاسيكية مترجمة وصلت إلى مئات المسرحيات منها: "وراء الأفق" و"حبيبتي شامينا" و"الخال فانيا" و"دنشواي الحمراء" و"كفاح شعب" و"مأساة جميلة" و" تحت الرماد" و"الدخان" و"الكراسي" و"الوزير العاشق" و"مرتفعات وذرنج" و"ملك القطن" و"آه يا غجر" و"الزير سالم" وكثيرًا ما كانوا يرشحونه للأدوار الصعبة.

14- قام بأدوار البطولة في معظم المسرحيات الشعرية فاستحق عن جدارة لقب النجم الأول على مستوى الوطن العربي للمسرح الذي يؤدي شعرًا.

15- لم يكن يحلم بأن يكون مهندسًا أو محاميًا، وانحصر حلمه في شيئين: الفلاحة أو الفن. فقد كان يعشق الريف ولا يجد نفسه على حقيقتها إلا في قريته وهو يرتدي الجلباب ويجلس على المصطبة تحت الجميزة في الغيط على شاطئ الترعة بعيدًا عن المظاهر.

16- وقع اختيار المنتج والمخرج السوري مصطفى العقاد، على عبد الله غيث، للقيام بدور حمزة بن عبد المطلب، عم الرسول صلى الله عليه وسلم في فيلم الرسالة عام 1976م والذي صورت معظم مشاهده ما بين أرض ليبيا والمغرب وتم إنتاج نسختين منه عربية وإنجليزية بنفس الديكور والمناظر مع تغيير في المجاميع والأبطال.

17- قال عنه الممثل العالمي أنتوني كوين، "لو كان عبد الله غيث في أمريكًا.. لكن له شأن آخر" بعد وقوفه وهو يراه أثناء تصوير مشاهد فيلم الرسالة معجبًا مشدوهًا بأدائه.

18- عندما سُئلت الفنانة سميحة أيوب، عن الشخص الذي يستحق أن يُطلق عليه لقب "نجم المسرح" رأت أن لا أحدًا يصلح سواه.

19- كان يحلم بتجسيد شخصية "الحسين" حفيد الرسول الكريم وأصبح على وشك أن يتحقق، بتقديم مسرحية "الحسين شهيدًا" إخراج كرم مطاوع، حتى اعترضت الرقابة على أن يجسد ممثل يؤدي أدوار سارق أو غيرها من الأنماط السلبية هذا الدور.

20- كان يشارك في بطولة مسرحية "آه يا غجر" في أواخر أيامه، وهي الفترة التي شعر فيها أن المرض يداهمه، وأصر على استكمال العرض الذي كان يتبقى 4 أيام على الانتهاء منه، على أن يذهب بعد ذلك للطبيب.

21- عرض الرئيس الليبي السابق معمر القذافي على أسرة عبدالله غيث، إرسال طائرة خاصة مجهزة طبيًا تنقله إلى أي مكان في العالم، ليتلقى العلاج، وذلك من شدة حبه في غيث أثناء الفترة التي تم فيها تصوير مشاهد "الرسالة" في ليبيا.

22- آخر أدوار عبدالله غيث، قدمه في مسلسل "ذئاب الجبل"، وظهر بشخصية "علوان البكري"، وهو نفس الدور الذي عُرض على الفنان الراحل صلاح قابيل، وبدأ بالفعل في تصوير عدد من مشاهده إلا أنه مات قبل استكماله.

23- اضطر المخرج مجدي أبو عميرة، للتفكير في إسناد الدور لممثل آخر، بعد حذف ما تم تصويره، وبالفعل عُرض الدور على "غيث"، الذي قال "هتموتوني أنا كمان، أنا مش همثل الدور ده"، وحاول فريق العمل إقناعه حتى وافق، ليكون قدره أن يرحل هو أيضًا قبل أن انتهاء التصوير.

24- كشف الكاتب محمد صفاء عامر، مؤلف مسلسل "ذئاب الجبل" عبدالله غيث، أصر على العودة إلى القاهرة أثناء تصوير المسلسل بحجة الاتفاق على عمل جديد في القاهرة، واتصل بشقيقه حمدي غيث مطالبًا منه المجيء إلى الصعيد ليرافقه.

25- طلب من شقيقه فور الوصول إلى القاهرة، زيارة الجامع الأزهر لتأدية صلاة الظهر، وبالفعل استجاب لطلبه وتوجهوا لأداء الصلاة، ومن بعدها زار مسجد الحسين، وأثناء تواجده هناك تعرض لوعكة صحية شديدة أدت إلى نقله لمستشفي برفقة شقيقه.

26- مكث غيث في المستشفى لمدة 18 يومًا الأطباء أكدوا أن حالته ميؤوس منها بسبب مرضه بسرطان الرئة والكبد، وبالفعل توفي بعد أيام قليلة.

27- رحل عن دنيانا في 13 مارس عام 1993، حضر العزاء نجوم الفن، حرصت زوجة الرئيس الراحل أنور السادات على حضور عزاء الفنان عبدالله غيث، وبكت لرحيله وكانت تتحدث عنه بقدسية شديدة جدًا، إذ كان خبر الوفاة بعد فترة قصيرة من عرض مسلسل "الثعلب" الذي جسد فيه غيث شخصية "أنور السادات".