مصطفى فكيه يكتب: السوشيال ميديا الحاكم بأمره

الفجر الفني

بوابة الفجر


تحولت كل مهنة أو حرفة لإعلان ممول عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فالكثير يستخدم السوشيال ميديا للترويج لمنتجاته أو أعماله، فأصبحت مصدرً لتزويد الدخل اليومي لأصحاب الشركات ومصدر قوة لهم وانتشار، ومن وجهة نظري هذا الاستخدام الصحيح لها، أما الوقت الحالي ضلت منصات التواصل الاجتماعي طريقها وأصبحت يد خفية لكل شخص يحاول الوقوع بشخص آخر، أو محاولة منه في تصدر التريند الاسم الذي يجري نحوه عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ويصنع المستحيل رغبة منه في ظهور أسمه في موقع مؤشرات البحث.

 

والحقيقة عزيز القارئ أن كل فرد على منصات التواصل الاجتماعي يتحدث في كل المجالات المختلفة سياسة وفن واقتصاد وعلوم ويدلي رأيه في الأحداث الرياضية، من خلال أي هاتف به بعض "الميجا بايتس" من الانترنت لتكون جاهز في إبداء الفتوى في أي حدث هام متصدر التريند وتشغل الرأي العام، سواء كان تخصص دراستك أو لديك معلومات عنه أو لا تفقه به شئ.

 

كل الفقرات الماضية ما هي إلا تعريف بسيط لما تفعله السوشيال ميديا في حياتنا اليومية، وينطبق هذا المقال على قضية الفنان عمرو يوسف المتصدر لـ التريند منذ أكثر من أسبوع بعد طرح البرومو الرسمي لـ مسلسله الجديد "الملك" وظهوره بـ لحية على عكس فكرتنا عن الفراعنة في الأفلام القديمة وظهورهم من غير لحية، وأيضا الفنانة ريم مصطفى التي ظهرت بـ لون شعر مختلف، وبسبب تصميم الملابس والإكسسوارات وغيرها من العناصر الفنية وانتهت هذه الحملات الممولة على وقف المسلسل وتشكيل لجنة لمراجعته قبل عرضه.

 

ومن بعدها وتحولت صفحات الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزهم "تويتر" لحملة دعم لـ الفنان عمرو يوسف والدعوة لعرض المسلسل خلال شهر رمضان تحت هاشتاج "نتفرج بعدها نحكم" وأبرزهم المخرج عمرو سلامة والفنانين أحمد السقا وأحمد داوود وياسمين عبدالعزيز ودينا الشربيني وريهام عبدالغفور ومحمد عبدالرحمن.

 

ومنذ تصدر المسلسل التريند وأنا اسأل نفسي.. لماذا كل هذا الهجوم الغير مبرر؟!، أعلم مدي التعب والمجهود المبذول في إخراج وإظهار عمل فني مثل هذا للجمهور من متاعب في التصوير وتنظيم الديكورات واختيار ممثلين على كفاءة كبيرة من التمثيل وفي نفس الوقت على شبه من الشخصية التي يقدمها، المتاعب والصعوبات الكثيرة التي يواجهها فريق العمل لا يعلم عنها كاتب النقد اللاذع على صفحته الشخصية مقابل التفاعل مع المنشور فقط، في محاولة منه أن يثبت لأصدقائه أنه يجيد التحدث والنقد في جميع المجالات.

 

كل هذا الجدل الكبير على المسلسل ما هى إلا دعاية للعمل وأصبح يشغل الرأي العام من صفحات التواصل الاجتماعي وفي القنوات الفضائية حتى المواصلات العامة، وفازت السوشيال ميديا في الجولة الأولى بعد وقف المسلسل وتشكيل لجنة لمراجعته وهذه الخطوة فكرة جيدة من شركة الإنتاج بعد تصدر اسم مصر رقم واحد على مستوي العالم بموكب نقل المومياء والمشاهد الجميلة التي لمست قلوب المصريين وازداد حبهم وفخرهم بأجدادهم الفراعنة بالتناغم مع لمسات المايسترو نادر عباسي والإخراج العام وتصميم الملابس والأزياء والنقلة الحضارية التي شهدتها مصر الأيام الحالية.

 

واختتم بسؤال.. هل تظن أن هناك شخص وراء حملة الهجوم على مسلسل "الملك" أم قوة ملاحظة المتابعين السبب؟