مصطفى فكيه يكتب: كرمني شكرًا!
بعد انتهاء الماراثون الرمضاني من كل عام
يستعد صناع وأبطال المسلسلات لجرعة كبيرة التكريمات من جانب المواقع الصحفية المشهورة
منها والمغمورة والقنوات التليفزيونية والمهرجانات ويعقد كل كيان صحفي أو إعلامي جائزة
أفضل مسلسل وجائزة أفضل مخرج وجائزة أفضل ممثل.. إلخ، والهدف منها زيادة في الكومنتات
وتفاعل الجمهور مع نجومهم والتصويت لهم وزيادة المشاهدات والأرباح والإعلانات.
ومن المفترض أن التكريم له معاير واضحة
أهمها نجاح العمل الفني ويترتب علي النجاح وجود مخرج شاطر ومؤلف مميز وفريق تصوير على
مستوى على من الكفاءة وممثلين موهوبين وأخيرًا وجود شركة إنتاج، وتعمدت ترتيب عوامل
نجاح العمل الفني؛ لأن هناك بعض الشركات تعتقد بأن كلما زادت التكلفة المادية زاد نجاح
المسلسل ولاحظنا هذه التجربة في الموسم الماضي.
ولكن عزيزي القارئ كل هذه العوامل ليس لها
أساس من الصحة حاليا، لأن الموضوع أصبح مجاملات من الطرفين المؤسسة تكرم بطل العمل
وتقدم له درع التميز أو درع النجاح مع اختلاف المسميات لتظهر أمام المواقع الأخرى أنها
على علاقة طيبه مع الفنان وتنفرد بإجراء ندوة أو سهره فنية على غرار التكريم، ومن الناحية
الأخرى يستخدم الفنان صورة التكريم والدرع ليشاركها على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي
ليثبت لـ زملائه في الفن بأن مسلسله نال إعجاب الجمهور وفاز بجوائز كثيرة وتكريمات.
ولاحظنا الفترة الأخيرة انتشار التكريمات
من المؤسسات لأشخاص محددة نراهم كل يوم في مكان مختلف، وأسال نفسي وأصدقائي الصحفيين
سؤال واحد هل عملهم الفني حقق نجاح أثناء عرضه؟، والإجابة كانت لا، ولماذا كل هذه التكريمات؟
لست أتحدث عن عمل فني معين أو فنان بالأخص،
ولكن أتحدث بشكل عام، وأقارن أبطال هذه الأعمال بأصدقائهم النجوم على سبيل المثال لم
نشاهد أحمد عز في تكريم من أحد المواقع أو القنوات بعد عرض مسلسله "هجمة مرتدة"
بالرغم من أن المسلسل حقق نجاح كبير، وهكذا كريم عبدالعزيز وأحمد مكي في "الاختيار
2" وغيرهم من النجوم.
نجد هؤلاء النجوم يعملون في صمت حيث يعكف على عمله الفني ويهتم بكل تفاصيله ويحقق به نجاح، ويخرج من هذا العمل ليدخل في الآخر ويترك الجمهور هو من يحدد النجاح أو الفشل وليست التكريمات أو الجوائز.