طارق الشناوي يكتب: وأقول يا مين ينصفنى منك

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي




طلبت من المنتجة ناهد فريد شوقي أن تبوح بأحد أسرار (الملك) كما كانوا يلقبونه في الوسط الفني، حيث إنها بصدد تقديم قصة حياته فى مسلسل يكتبه بشير الديك، وتحتفظ بالعديد من خطابات الحب والعتاب التي أرسلها فريد لهدى أثناء زواجهما، قالت لي: فريد وهدى علاقة حب لم يضع الطلاق كلمة النهاية لها، صارت بينهما صداقة دافئة، حتى رحيل فريد، الذى سبق هدى للعالم الآخر بنحو ثمانية أعوام، زارته هدى في المستشفى، قبل أيام قلائل، من وداعه الحياة، وانهمرت بعدها عيون هدى بالبكاء.

الشفرة الخاصة بينهما أغنية (إن كنت ناسي أفكرك) التى رددتها فى فيلم (جعلوني مجرماً) عام 1954، كان مهرجان القاهرة السينمائى الدولى قد أقام تظاهرة خاصة احتفالا بمئوية السينما المصرية، وكنت حاضراً، واختير الفيلم ضمن قائمة الأفضل، يومها غنت هدى سلطان على المسرح (إن كنت ناسى أفكرك)، وكانت السيدة سهير ترك، زوجة فريد متعها الله بالصحة والعافية، بين الحاضرين، ورغم ذلك تقدم فريد شوقى بخطوات ثابتة إلى خشبة المسرح، ووضعت هدى يدها على كتفه، وهى تردد (إن كنت ناسى أفكرك).. ولم ينس أبدا الملك.

العديد من الأغاني وثقت العلاقات داخل الوسط الفنى، مثلا غيرة عماد حمدي الملتهبة، كانت السبب وراء إصرارها على طلب الطلاق، والذى تحول إلى أغنية (حكايتى كانت وياك حكاية ، وتقول (قضيت حياتك فى نار وغيرة/ وقلبى ياما حيرته حيرة)، ظلت شادية وحتى رحيل عماد هى الصديقة الأقرب إليه. فريد الأطرش، كان أيضا بين الذين أحبوا شادية، وبينما المأذون على بُعد خطوات قلائل لتوثيق الزواج، اكتشفنا أن حياة فريد الصاخبة دفعت شادية للانسحاب، بيته مفتوح للجميع ومائدة القمار تتوسط الصالة، إلا أنه كان يبكى شادية.

وكتب له صديقه الأقرب الشاعر مأمون الشناوى (حكاية غرامى حكاية طويلة) التى تروى قصة الحب وأيضا نهاية الحب، شادية هى الفنانة الثانية على خريطة فريد العاطفية، الأولى سامية جمال وغنى لها (حبيب العمر) وعندما اختلفا، وجه لها رسالة غاضبة (أنا كنت فاكرك ملاك/ أتارى حبك هلاك)، والأغنيتان أيضا لمأمون الشناوى. ومن أشهر الأغانى التى لعبت دورا محوريا فى الصلح بين زوجين كانا على أعتاب الطلاق (قالولى هان الود عليه/ ونسيك وفات قلبك وحدانى)، كانت السيدة نهلة القدسى قد شعرت بالغضب بسبب موقف جامل فيه عبدالوهاب إحدى معجباته، على الفور كتب الشاعر أحمد رامى تلك الكلمات، رق قلب نهلة وسامحت عبدالوهاب.

الشاعر الضابط عبدالمنعم السباعى كان أحد رجال الصف الثانى فى تنظيم الضباط الأحرار، وأسند له عبدالناصر أكثر من مهمة حساسة فى بداية الثورة (رئيس أركان الإذاعة) وأيضا المسؤول عن المكتب الصحفى لعبدالناصر، تعرض لوشاية أبعدته عن المنصبين، فكتب لأم كلثوم (أروح لمين/ وأقول يا مين/ ينصفنى منك) وأكمل (ما هو انت فرحى/ وانت جرحى/ وكله منك)، والغريب أن تلك كانت أغنية عبدالناصر المفضلة، وفى العديد من الحفلات التى يحضرها كانت أم كلثوم تقدمها فى وصلتها الثالثة تحية للزعيم.

ولم يدرك ناصر أن السباعى كان يبحث عن الإنصاف من ظلم ناصر فلجأ إلى ناصر، (ولحد إمتى/ ح تبقى أنت/ والشمتانين/ وأروح لمين)!!.

[email protected]
المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).