حكاية فيلم.. "تمر حنة" استوحى حسين فوزي أحداثه من قصة حقيقية.. لم يستطع نجاحه أن يذيب الجليد بينه وبين نعيمة عاكف
حكاية فيلم اليوم مع واحد من أفلام الفنانة الكبيرة نعيمة عاكف، وهو مستوحى من قصة حقيقية، "تمر حنة".
استوحى حسين فوزي أحداث فيلم "تمر حنة" من قصة حقيقية، حدثت وقائعها في مديرية الشرقية، ورواها له أبطالها.
حضِّر حسين فوزي، فيلمه الجديد "تمر حنة" بعدما انتهى من كتابة القصة والسيناريو، وكتب له الحوار، الكاتب الصحافي جليل البنداري، واختار لمشاركتها في الفيلم كلًا من رشدي أباظة، وأحمد رمزي، وكريمان، واستيفان روستي، وسراج منير، وزينات صدقي، والمطربة فايزة أحمد، والمطرب السوداني سيد خليفة.
بدأ التحضير لتصوير الفيلم وعلى غير العادة، لم تر نعيمة عاكف، السيناريو إلا بعد الانتهاء تمامًا من كتابته، بعدما كان حسين فوزي يحرص على أن تشاركه بالرأي أثناء كتابة كل الأفلام التي قدماها معًا، لم يترك لها فرصة القيام بأية إضافات إلى الدور، كما اعتادت أن تفعل.
= لا طبعًا.. في أغاني موجودة في الفيلم.
* أيوا ما أنا شايفة مكانها موجود في السيناريو بس هي فين.
= دي أغنية «تمر حنة» اللي كتبها جليل البنداري ولحنها محمد الموجي... كلامها جميل جدًا... تحفة... كل كلمة فيها له معنى جميل.
* هو مش أنا اللي هاغنيها ولا إيه؟
= لا فايزة أحمد اللي هاتغنيها... لأنها أغنية محتاجة صوت دافي وناعم.
* إيه... آه طبعًا طبعًا... فايزة صوتها جميل جدًا ودافي فعلًا.. بس هو أنا مش هاغني في الفيلم حاجة تانية.
= حبيبتي أنت ممثلة.. ممكن تؤدي أغنية بصوتك.. ترقصي وتقدمي استعراضاتك الهايلة.. لكن أنت دلوقت أولا وأخيرا ممثلة.. ومش أي ممثلة طبعًا... فايزة هاتغني تمر حنة... لكن أنت «تمر حنة» نفسها. اسمعي كدا الأغنية... كلماتها جميلة.
استمعت نعيمة عاكف، إلى كلمات الأغنية، فشعرت بأن حسين يوجه هذه الكلمات إلى نعيمة وليس إلى "تمر حنة"، فلم تتمالك نفسها من البكاء، لهذا الإحساس الذي سيطر عليها من دون أن يكون به شيء من الحقيقة، لأن "تمر حنة" كما فهمت من أحداث الفيلم، تضحي بسعادتها وحريتها، من أجل إسعاد الآخرين، فلم تعش لنفسها، بل لكل من حولها، وعندما فكرت في إسعاد نفسها، وجدت أن سعادتها ستسبب تعاسة للآخرين، فقررت أن تضحي بسعادتها من أجل إسعادهم.
لذا طرأت على ذهن نعيمة فكرة مفاتحة حسين في أمر، شعرت بأن هذا وقته المناسب، وأنه يمكن أن يكون به العلاج الناجع لحالتهما، بل وربما ساعد على التئام الشرخ الذي حدث بينهما، ولم يكن لها ذنب فيه.
لم تشأ نعيمة أن تستمر في النقاش مع حسين فوزي، فلم ترد أن تخسره، ليس كمخرج أهم أفلامها، لكن الأهم كزوج، فأكملت تصوير الفيلم غير أن فرحة نجاح الفيلم بشكل كبير، وسعادتها لهذا النجاح لم تستطع أن تمحو من داخلها حزنها على عدم تحقيق حلمها بالأمومة، ورغم تأكيد حسين على النظر في هذا الأمر في وقت لاحق، فإنها لم ترد أن تفتح معه هذا الأمر، خشية أن تصدم برإيه في هذا الموضوع، بل وحاولت ألا تشعر حسين بحزنها الداخلي، حتى لا يزيد إحساسها بالحاجز الذي بدأ يكبر يومًا بعد يوم، ولم تكن لها يد في ذلك، بل ولم تكن تتمنى أن يحدث.
لم يستطع نجاح "تمر حنة" أن يذيب الجليد الذي امتلأ به بيت حسين فوزي ونعيمة عاكف، حيث انطفأ لهيب الحب، وتحول إلى حياة قوامها العمل الفني، فلم يكن يدور بينهما حوار إلا من خلال العمل الفني.
وكان الفيلم بداية دخول فايزة عبد الجواد، الفن وهي الكومبارس الاشهر في السينما المصرية ففي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي اشتهرت عبد الجواد باداء دور المرأة الشعبية التي تحبك المعارك وتدير المشاحنات في الأعمال الفنية، وهي أشهر سجانة وأشهر سجينة أيضًا.
وعن قصة دخولها عالم الفن تقول "عبد الجواد" في أحد حواراتها القديمة لإحدى المجلات الفنية: لم أكن أتخيل أو أتصور أن تظهر صورتي بجانب الدنجوان رشدي أباظة ونعيمة عاكف وأحمد رمزي وتضيف أن السبب في شهرتي ودخولي عالم الفن والشهرة هو النجم رشدي أباظة فعندما كان رشدي أباظة يقوم بتصوير مشاهد فيلم "تمر حنة " عام 1957 من إخراج المخرج حسين فوزي زوج الفنانة نعيمة عاكف بطلة الفيلم آنذاك كان يبحث المخرج عن عدد من الكومبارس.
وتواصل عبد الجواد: ولحسن حظي كان التصوير في نزلة السمان مكان إقامتي.. فخرجت مع باقي أهالي المنطقة كي اتفرج علي تصوير الفيلم وأشاهد ممثلين السيما الذين كنت أراهم في التليفزيون..فقد وجدتها فرصة لأشاهدهم عن قرب وأمتع نظري بهم.
وتضيف عبد الحواد لمحني رشدي أباظة من بين أهالي المنطقة موضحة وإذا به يشير للمخرج علي من بين الجميع وبالفعل قام المخرج بالاستعانة بي لادخل ضمن المجاميع الموجودة بالفيلم والتي كانت تردد وراء المطربة فايزة احمد "يا تمر حنة خليتي بينا".
وتقول منذ هذا اليوم وأنا أعمل كومبارس في السيما.تعاملت مع كبار النجوم والفنانين تعلمت منهم الكثير لأصبح الكومبارس الأشهر في الأفلام المصرية فقد وصل رصيد أعمالي الي ما يقرب من 100 فيلم.
وحكى أحمد رمزي، عن موقف جمعه بالفنان سراج منير، وقت تصوير الفيلم كان أحمد رمزي "يعطس" كثيرًا فتحدث إليه "سراج" وأخبره أنه اشترى من ألمانيا دواء سيساعده، وذهبت إلى بيته في الزمالك رغم طول المسافة بينه وبين موقع التصوير حتى يجلبه له.