حكاية فيلم.. "زوجة رجل مهم" أحمد زكي يصاب بجنون العظمة وضربه لميرفت حقيقية

حكاية فيلم اليوم بالتزامن مع ذكرى ميلاد المخرج الكبير محمد خان، وواحد من أفلامه التي جعلته يصنف من أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهو "زوجة رجل مهم"، بطولة أحمد زكي، وميرفت أمين.

في بداية تحضيرات فيلم “زوجة رجل مهم” جلس كلًا من أحمد زكي، ومحمد خان، وضعوا تاريخًا لشخصية الضابط في طفولته، فكان يحب ارتداء شخصية الضابط ويرى الناس من حوله تنظر له، وأيضًا التهديد السائد وقتها بأنه لو فعل أي شيء كان يقال له "هنجيبلك الضابط"، كل هذا اعطى له تكوين معين لشخصية الضابط، وأقصى من السلطة كان مثل السمك الذى خرج من الماء، فأصبح ميت فعليًا.

وقال أحمد زكي، عن فيلم “زوجة رجل مهم” في إحدى حواراته إن الشخصية أثرت فعليًا على جهازه العصبي، خاصة أنه تلبس الشخصية لدرجة إصابته بانتفاخ في بطنه، ولم يستطع الخروج منها حتى خارج التصوير، كاشفًا أنه أصيب في الحقيقة بمرض جنون العظمة الذي أصاب الشخصية.

وكان أصعب مشاهد فيلم “زوجة رجل مهم” والذي آلم أحمد زكي، كثيرًا، هو صفعه للبواب ضمن أحداث الفيلم بعد خروجه من الخدمة وسقوط الرجل على السلم، وأن فور الانتهاء من تصوير المشهد شعر بحزن شديد، واعتذر فورًا للبواب واحتضنه وكاد أن يبكيز

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ظل "زكي" يعتذر من البواب يوميًا خلال التصوير وحتى آخر يوم حتى قال له الرجل: "خلاص يا أستاذ أحمد والله مش زعلان دة شغل".

اعتمدت ميرفت أمين، على معالجة الشخصية بطريقة مميزة، حيث تحولت من فتاة رومانسية تعشق عبدالحليم حافظ إلى "بنت صعبة جدا"، حسب وصفها، مؤكدة أن أحمد زكي أدى دوره ببراعة، لدرجة أنه في أثناء جلوسه بكواليس الفيلم يبدو وكأنه البطل وتحول لضابط حقيقي بالفعل.

وكشفت ميرفت أمين، عن أن مشهد الضرب المبرح الذي تلقته من أحمد زكي، كان حقيقيًا وغير مفتعل، وهو ما زاد من صعوبة الأمر، مضيفة: "في المشهد الأخير، خان قالي "هتتكعوري على الكنبة زي البيبي في بطن مامته"، وطلب مني وأنا برفع راسي يشوف معاناة الفيلم كلها في وشي، وقتها بقيت حاسة أن روحي هتطلع وانا بعملها كان مجهود فظيع"، لذا فهي تعتبر أن الدور هو "الأصعب" في حياتها.

وأثناء عرض الفيلم بمهرجان موسكو في الثمانينات، حاز على إعجاب الحضور للغاية، وكان بينهم النجم العالمي روبرت دي نيرو، الذي حرص على الإشادة على العمل بنفسه، وأخبر أحمد زكي، أن "الفيلم جميل، وأنه ممثل عظيم وممتاز".

قامت أسرة فيلم “زوجة رجل مهم” بإهداء الفيلم إلى زمن وصوت عبدالحليم حافظ حيث قاموا بكتابة ذلك في تتر البداية.

يحتل فيلم “ زوجة رجل مهم”  المركز رقم 30 فى قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية.

وحصل فيلم “زوجة رجل مهم” على الجائزة الثانية "سيف دمشق الفضى" كأحسن فيلم من مهرجان دمشق السينمائي الخامس عام 1987.

"زوجة رجل مهم" كتبه السيناريست والناقد رؤوف توفيق. وهو مستلهم بالأساس من تجربة شخصية لمخرجه محمد خان.

حكى محمد خان، في أكثر من مناسبة عن حادثة سيارة تطورت لمشاجرة بينه وبين ضابط شرطة متطاوس، تجاوز فيها الأخير في حق خان.

قال محمد خان، إنه كان يستطيع استغلال القانون ومعارفه في معاقبة الضابط، لكنه اكتفى بالاعتذار القانوني، وآثر أن ينتقم بصناعة فيلم عنه.

في نفس التوقيت انتشرت حكاية في الصحف عن ضابط شرطة يعيش في حي الجيزة، أصيب بخلل عقلي بعد تقاعده من الخدمة، ما أدى به لحمل سلاحه في شرفة المنزل والتصويب على المارة بشكل عشوائي.

التحام الفكرة الأولى بالثانية صنع الفيلم الذي تحول لكلاسيكية في السينما المصرية، ونقلة مهمة في تاريخ صناعه.

أحمد زكي كان يصرح في حواراته دائمًا بأن بداية تعرفه على شخصياته تكون بعين الطبيب النفسي. يقرأ الشخصية ثم يشخصها وفق علم النفس.

“العصاب” هو التشخيص الذي قدمه أحمد زكي في أحد لقاءاته التلفزيونية لشخصية هشام. قد يختلف المتخصصون مع هذا التشخيص، خاصة وأن كلمة عصاب ترجع لكتابات التحليل النفسي القديمة لفرويد وكارل يانج، والتي أعاد العلم الحديث ضبطها.

يمكن استخدام تشخيص جنون العظمة، وهو من أنواع البارانويا، لكن اعتقاد هشام بأهميته في المجتمع لم يكن اعتقادًا مطلق الوهم، بل له دلالات ملموسة. هو فقط بالغ في قراءتها. لكن البارانويا أقرب لتشخيص الكاتب والمخرج، لذلك كانت المرآة أداة رئيسية في التعبير البصري طوال الأحداث، وهي دائما ما تعكس الحقيقة التي رضي بها هشام في البداية وهو في مجده، ورفضها في النهاية حين حطم المرآة.

فيلم زوجة رجل مهم من إنتاج 1988، وهو بطولة أحمد زكي، ميرفت أمين قصة وسيناريو وحوار رؤوف توفيق ومن إخراج محمد خان.

كواليس فيلم زوجة رجل مهم