دار الأوبرا الخديوية.. تعرف على تفاصيل الحريق وحزن المفكرين والفنانين
يمر اليوم الذكرى الـ152، على افتتاح دار الأوبرا الخديوية، وذلك في 1 نوفمبر عام 1869، اعتبرت الأوبرا القديمة هي الأولى في قارة إفريقيا واعتبر مسرحها واحدًا من أوسع مسارح العالم رقعة واستعدادًا وفخامة.
بدأت الحكومة في تفكير جديد بسبب انتشار الحرائق، ولتجنب مثل هذه الحوادث، وذلك من خلال استبدال نور الغاز بالنور الكهربائي ومد أنابيب للمياه "حنفيات الحريق" وحفر سراديب أسفل الأوبرا لخروج الجمهور في حالة الحريق.
وبالفعل تم تنفيذ مشروع إضاءة الأوبرا بالكهرباء في 6 سبتمبر عام 1894م، وكان هذا آخر المشروعات الخاصة بالأوبرا الخديوية قبل أن يتم حرقها في 28 أكتوبر عام1971م، ولم يبق منها إلا تمثالي "الرخاء" و"نهضة الفنون" وكلاهما من عمل الفنان محمد حسن، ظلت القاهرة طوال عقدين من الزمن دون دار للأوبرا إلى أن تم افتتاح دار الأوبرا المصرية بالقاهرة في عام 1988م بمنحة من الحكومة اليابانية من وكالة جايكا، واختير مكانها الحالي في أرض الجزيرة.
وقد تابعت جريدة "الأهرام" الحادث الأليم والتحقيقات التالية له، فنشرت الخبر مصاحبًا لصورة مبنى الأوبرا الخديوية وتحيطه عربات الإطفاء في صفحتها الأولى في 29 أكتوبر 1971.
وفى التفاصيل: "مع الفجر شب الحريق الذي استمرت مكافحته عدة ساعات شب حريق مروع فجر أمس في دار الأوبرا بالقاهرة، ودمرها تمامًا، قبل 18 ساعة فقط من بدء موسم عالمي كبير احتفالًا بمرور مائة سنة على إنشائها "102 سنة على وجه التحديد.
التهمت النار كل شيء في الدار وأحالتها إلى انقاض، وأصبحت دار الاوبرا المصرية بتاريخها الحافل مجرد ذكري. التهمت النيران مخازن الديكور والملابس التي قُدرت في آخر جرد لها بـ 4 ملايين من الجنيهات، وبينها أشياء لا تقدر بأي قيمة معنوية وإن كانت ترفع الرقم إلى حوالى 10 ملايين من الجنيهات.
دمرت النيران دار الأوبرا في نفس اليوم الذي كان مقررًا فيه بدء موسم الفرق الأجنبية على مسرحها.. والتهمت ضمن ما التهمته، جميع المناظر والديكورات و"النوت" الموسيقية التي حملتها معها فرقة البالية اليونانية التي أجرت بروفاتها حتى ليلة أمس الأول قبل الحريق بحوالى 3 ساعات، وكان مقررًا أن تبدأ أولى حفلاتها في التاسعة مساء أمس".
واستكمل الخبر وصف جهود رجال الإطفاء لاحتواء الحريق وعدم نجاحهم في هذا، وأذاعت النيابة العامة مساء أمس بيانا عن الحادث قائلا فيه، في الساعة السادسة والخامسة والأربعين صباح اليوم الخميس شب في دار الأوبرا بالقاهرة حريق أصاب الدار بتلف بالغ، وقد باشرت النيابة العامة التحقيق وشكلت لذلك لجنتين أحدهما فنية لبيان أسباب الحريق، تضم الدكتور جبره أبو حسين أستاذ الكهرباء بكلية الهندسة جامعة القاهرة، والعقيد محمد الظواهري مدير الدفاع المدني والحريق بالقاهرة، والعقيد أبو بكر عزمي مدير المعمل الجنائي بالنيابة، وأُعطى لهؤلاء الحق في الاستعانة بمن يرون لأداء هذه المهمة.
وتحت عنوان "ذهب الحجر وبقي الأثر" كتب توفيق الحكيم: "كانت في شبابها يوم ولدت، وزحفت علينا الشيخوخة معًا، ولم لم تكن ضعيفة البنيان، أضلاعها من خشب لقاومت وعمرت وصمدت للزمان. فمثيلاتها لها باقيات حتى الآن منذ قرون. ولكن الأعمار لا تقاس أحيانا بطول السنين. بل بما احتوت وشاهدت وأعطت. ودارنا العزيزة لم تحترق إلا بعد أن أضاءت لنا طريق الفن عاما بعد عام. وشهرًا بعد شهر. وعرضت لنا على صدرها قلائد من كنوز الدنيا في الشعر والنثر والموسيقي. وكانت ملتقى الحضارات في الشرق والغرب".
كما كتب كل من:
صلاح طاهر: "قطعة من التاريخ والثقافة النابضة"
والفنان يوسف وهبي: "كارثة وطنية"
وعزيز أباظة: "نكسة لتاريخنا الفني"
وأمينة رزق: "جزء من حياتنا"
وزكى طليمات: "الحاجة ملحة لدار الأوبرا الجديدة"
وخصص الأستاذ علي حمدي الجمال، مقاله اليومي "حديث الناس" عن الفاجعة.
أما شكري راغب مدير مسرح الأوبرا السابق فكتب: "فجيعتي فيها لا تعوض".
وبنص قرار الخديوي إسماعيل بإنشاء دار الأوبرا التي احترقت أمس بالحرف الواحد: "أن تكون دارًا مؤقتة إلى أن يأتى وقت يمكن في إنشاء دار جديدة.
وبين الوثائق الهامة المسجلة في المحاكم المختلطة وثيقة رسمية بتاريخ 17 مارس 1877 أي بعد بناء دار الأوبرا بـ 7 سنوات تنص على أن الخديوي إسماعيل رهن دار الأوبرا والأرض المقامة عليها للخواجو ايكاليو لولو مقابل 9 ملايين و73 ألف جنيه و584 قرشا.